Trending Events

مسارات ثلاثة: مستقبل الأزمة الليبية في ظل التطورات الحالية

-

السيطرة على كامل الأراضي الليبية، ولذلك يقومون ببناء تحالفات داخلية وخارجية لتعزيز وضعهم العسكري والتفاوضي. كما أن تعدد الأطراف المتداخلة في الصراع الليبي يفرض صعوبة على حسم الصراع عسكرياً، ويجعل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية تضع حدين أقصى وأدنى لمصالحها، والتي في حالة انتهاكها سوف تتجه إلى تصعيد مستوى الصراع، وهو ما يفرض جموداً ميدانياً عليه، ويدفع الدول المختلفة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.

ثانياً: م�صارات محتملة

عبّر الدكتور خالد حنفي عن قناعته بأن الأزمة الليبية لن تخرج عن السيناريوه­ات التالية: 1- مسار الجمود الميداني: يتمثل في عجز تركيا عن السيطرة على مدينة سرت الاستراتيج­ية، وعجز أي من طرفي الصراع عن حسم الصراع الليبي عسكرياً. كما تفشل في الوقت ذاته كل محاولات التسوية السلمية، وهو ما يمثل انتكاسة كبيرة لحكومة الوفاق في طرابلس، نظراً لأن النفط الليبي يتركز في الشرق والوسط والجنوب، وهي مناطق سيطرة الجيش الوطني الليبي. 2- مسار الحسم العسكري: تقوم تركيا، وفقاً لهذا السيناريو، بزيادة دعم ميليشيات الوفاق في محاولة للسيطرة على سرت والهال النفطي، وهو ما يزيد من حدة الصراع في ليبيا، وقد يؤدي إلى تدخل عسكري مباشر من جانب بعض القوى الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة الليبية. 3- مسار المفاوضات الدبلوماسي­ة: يصعب تصور هذا السيناريو في هذه اللحظة، في ظل مراهنة بعض الأطراف، وتحديداً تركيا، على الحل العسكري، غير أن خسارة رهانها على الحسم العسكري سوف يجبرها في النهاية على الجلوس على طاولة المفاوضات، ومحاولة التوصل لتسوية سلمية للأزمة الليبية، تأخذ في الاعتبار الحد الأدنى من مصالح كل طرف.

حاول الرئيس دونالد ترامب توظيفه من خال إلقاء اللوم على الديمقراطي­ين الذين فشلوا في الارتقاء بهذه المجتمعات المحلية. 3- إدارة الاحتجاجات: يرى د. غريب أن الرئيس ترامب يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عما حدث في احتجاجات الأخيرة ضد العنصرية، على اعتبار أن التصريحات التي أدلى بها، وطريقته الاستعراضي­ة، وتهديده باستخدام القوة، واتهامه لحركة "أنتيفا" اليسارية المناهضة للفاشية بالمسؤولية عما حدث، وغيرها من الجوانب المرتبطة بأداء ترامب؛ كلها ساهمت في زيادة حدة الاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي.

وبشكل عام، أدت الاحتجاجات الأمريكية إلى زيادة حدة الصراع السياسي بين الديمقراطي­ين والجمهوريي­ن، وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب حاول توريط المؤسسة العسكرية، فإنها رفضت التدخل، وعارضت نشر الجيش لمواجهة المتظاهرين. 4- تأثير الاحتجاجات على الانتخابات الرئاسية: يحاول الديمقراطي­ون والجمهوريو­ن استغال وتوظيف الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل "جورج فلويد"، فالديمقراط­يون يرون فيما حدث فرصة للتأثير سلباً على صورة الرئيس ترامب قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، فيما يسعى الأخير إلى زيادة قاعدته الانتخابية خاصةً من "اليمين الأبيض".

وتشير استطاعات الرأي بعد الاحتجاجات الأخيرة، إلى عدم الرضا عن أداء ترامب، وأن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح، وبالتالي يتفوق مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، على منافسه الجمهوري، ترامب، بفارق يصل إلى حوالي 10 نقاط. ويتوقع د. غريب أنه إذا استمر التراجع في تقييم الأمريكيين لأداء الرئيس ترامب، فإنه من المحتمل أن يخسر فرصة إعادة انتخابه، مؤكداً أن ترامب أصبح في وضع مقلق إلى حد ما قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر 2020.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates