Al-Quds Al-Arabi

تظاهرات البصرة تتصاعد وسط استنفار أمني... والعبادي يعد بصرف الأموال اللازمة

الحكومة تستجيب لمطالب فرص العمل... ومتظاهرون يقطعون طريق الميناء

- بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان:

دفع اضطــراب الأوضاع فــي محافظة البصــرة، علــى خلفيــة التظاهــرا­ت الاحتجاجيـ­ـة، رئيس الــوزراء العراقي، حيدر العبــادي إلى التوجه صوب المدينة الغنيّة بالنفط، قادما من بروكسل، مختتماً مشــاركته فــي اجتمــاع دول التحالــف الدولي.

العبــادي عقد فور وصولــه المحافظة، اجتماعاً مع القيادات الأمنية والعسكرية، في قيــادة عمليــات البصرة، واســتمع لتقرير عن الأوضاع في المحافظة، حســب بيان لمكتبه.

كمــا التقى بمحافــظ البصرة أســعد العيداني، وناقشــا «حل الإشكاليات التي تقــف حائلا أمام تنفيذ عدد من المشــاريع ومطالــب المواطنين، اتخــاذ مجموعة من التوجيهــا­ت والقرارات التــي تصب في مصلحة المحافظة وأهلها»، طبقاً للبيان.

وأجرى أيضــاً، لقاءات مــع مدير عام شــركة توزيع كهربــاء الجنــوب محمد الحلفي، ومدير عام شــركة نفط البصرة إحســان عبد الجبــار، لبحــث «الحلول لاســتمرار تزويــد المواطنــن بالطاقــة الكهربائية، فضلاً عن وضــع آلية لتوفير فرص العمــل لأبناء المحافظــة في جميع المجــالات، إضافــة إلــى عمل الشــركة وإدارتها».

وكشــف البيان عن «توفير الشــركات العاملة فــي البصــرة 139 ألــف وظيفة بصيغة عقد، خلال الفترة الماضية».

وقال، إحســان الشــمري، المستشــار الإعلامي في مكتب رئيس الوزراء والمقرب منه، في تدوينة على حســابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي الـ»فيسبوك» إن «زيارة العبــادي للبصرة هدفها اتخاذ القرارات ووضع الحلــول وليس احتواء التظاهرات».

وأضــاف أن «العبــادي هــو عكــس الآخريــن.. الذيــن يصــدرون البيانات وكانــوا الســبب الأساســي فــي خراب البصرة».

وحســب وســائل إعلام محليــة، فقد التقى العبادي بعدد من عشــائر ووجهاء البصرة، حيــث قال أمامهم : «جئنا لنخدم أهل البصرة ولنضــع أيدينا بأيدي بعض من أجل انجاز المشــاريع وتقديم الخدمات لأبنائها».

وحيّــا «كل بصــراوي يطالب بحقوقه والتي ضمنها الدستور والحكومة المركزية والحكومات المحلية وحقه في حياة كريمة وخدمات ورفاهية».

وأضاف «أننــا ننتقل حاليــا من حالة الحــرب إلى الســلم بعد أن هــدد داعش وجودنا قبل 4 أعوام وانتهينا قبل ســتة أشــهر من تحرير أراضينــا وعلينا حاليا مواجهته أمنيا واســتخبار­يا وفكره الذي نحاربــه حاليا وســنقضي عليــه داخل العراق وخارجه».

وتابع: «لا يمكــن ان نعمّر البلد ونبني الاقتصــاد ونوفــر فــرص العمــل بدون الأمن»، مبينــا «أننا أعددنــا خطة كاملة للاعمار والبنــاء كما أعددنا خطة متكاملة للنصر على داعش وحققناها».

وزاد: «قضينا على الطائفية والاثنية، واثبتت قواتنا أنها عراقية وللجميع».

ووعد «بصرف الأموال اللازمة للبصرة بما تحتاج مــن خدمات وإعمار، والبصرة تســتحق كل الخير وتستحق أن يتم خلق فرص عمل لكل مواطن بما يلبي طموحه».

وبين أن «توفيــر ماء صالح للشــرب وبشكل مســتمر يتطلب تحلية ماء البحر وقــد بدأنا بآليــات التعاقد مع الشــركة الاستشــار­ية وهو مشروع متكامل، مؤكدا «أننا نســير بالطريق الصحيح وماضون به».

وأضاف: «ليس لدي شــك أن المواطن البصري يتظاهــر من أجل البصرة وليس لدي شــك أن من يخرّب هو ليس من أهل البصرة».

واختتم حديثه بالقول «لســنا طرفين متنازعين ويجب لأن نضع يدنا بيد بعض من أجل الانجاز».

وبعد ســاعات من زيارة العبادي إلى البصرة، انتقــدت حركة «الصادقون» في محافظة البصــرة، قيام رئيــس الوزراء خلال زيارته إلى البصــرة بجلب «فريقه العبادي خلال لقائه رؤساء عشائر البصرة الأمني وليس الــوزاري»، فيما حذرت من الراغبين بـ«خلــط الأوراق» في تظاهرات المحافظة.

وقال مســؤول الحركة، عدي عواد في بيان، إن «زيارة رئيس الوزراء إلى

وأضاف النائب الســابق عن البصرة، أن «المحافظة تعاني مــن نقص الخدمات، وأهلها لن يشكلوا تهديدا لأمن العراق في يوم من الأيام لأنهم هم الذين قدموا الدماء من أجلــه»، محذرا «ممــن يريدون خلط الأوراق من الانتفاضة السلمية».

نتائج اللجنة الوزارية

وأرسل العبادي أواخر الأسبوع الماضي لجنة وزارية رفيعة المســتوى، برئاســة وزيــر النفط، مــن أهالي البصــرة، عبد الجبار اللعيبــي، للاطلاع على احتياجات المحافظة وتقديم تقرير للحكومة الاتحادية في بغداد.

وعقــب عــودة اللجنة إلــى العاصمة بغداد، عقدت مؤتمراً صحافياً مشــتركاً، في الأمانــة العامة لمجلس الوزراء، أعلنت فيه تخصيص مبلغ مليــاري دينار )أكثر من مليــون و600 ألف دولار( لتوفير المياه الصالحة للشرب لأهالي المحافظة.

وأعلنت وزارة النفــط العراقية، أمس الأول، توفيــر 10 آلاف درجــة وظيفيــة لأهالي البصــرة، لكن اللجنــة الوزارية كشــفت أمس، أن فرص العمل تلك سيتم توزيعهــا على وزارات الصحــة والتربية والنقل.

وقال عضــو خلية الاعــام الحكومي، والمتحــدث باســم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنــداوي، خــال المؤتمر الذي عقد بحضــور المتحدثين باســم وزارات النفــط والصحة والكهربــا­ء والداخلية، إن «اللجنة المكلفة من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي بشــأن تظاهرات البصرة والمتضمنــ­ة الــوزارات المذكــورة تهتــم بالموضوع إهتماماً خاصاً، وتدرك الأسباب الحقيقة لما يحدث في البصرة».

كذلــك، قال المتحــدث باســم وزارة النفط عاصم جهــاد، إن «اللجنة وصلت لمحافظة البصــرة مســاء الأربعاء، وتم تناول جميع المشكلات والمواضيع، كما تم استلام ورقة مطالب المتظاهرين»، مبينا أن اللجنة قررت فيمــا بعد «وضع خطة تتضمن متوســطة المــدى وخطة بعيدة المدى بكل ما يتعلــق بمواضيع الكهرباء والماء والعمل».

وأضــاف جهــاد، أن «الأولويــا­ت تحديد مشــاريع للميــاه وللكهرباء، كما انــه تم تحديــد 10 آلاف فرصــة عمــل، وايضا ســيتم اســتلام الطلبات مباشرة مــن قبل المواطنــن، وســيتم توزيع تلك الوظائف علــى وزارات الصحة والتربية والنقــل»، لافتا إلــى أن «الخطوة الأولى بالنســبة للجنة هي تحسين زيادة الطاقة الكهربائية للمحافظــة، كما انه هناك دعم بقطــاع مياه الصالحة للشــرب، حيث تم تخصيص ملياري دينار لذلك».

أمــا المتحــدث باســم وزارة الكهرباء مصعــب المدرس، فأشــار إلــى أن «وزير الكهربــاء زار محافظــة البصــرة وعقد ورشة عمل مشتركة، وتم استعراض واقع منظومــة الكهرباء»، مضيفــاً «كان هناك تجهيز مــرض للمحافظــة، لكنه انخفض بعد توقف الخط الإيرانــي، كما انه هناك اشكالات في العقود المبرمة مع الشركات».

وتابع: «ســتكون هناك لجنة بشــأن الخــط الإيرانــي، وتم توجيــه وفد إلى هنــاك للتفاوض مــع الجانــب الإيراني، وليس فقط بما يخص البصر وانما جميع الخطوط الممتــدة من إيــران»، مؤكدا أن «ستكون هناك أخبار ايجابية بخصوص هذا الإشكال».

الى جانب ذلــك، أكد المتحدث باســم وزارة الداخليــة اللــواء ســعد معن، أن «هنــاك الكثير من المبالغــا­ت بخصوص البصــرة، ويجــب التعامل الحســن مع المتظاهرين والحذر من وجود المندســن، والحفــاظ علــى الممتلــكا­ت العامة، على اعتبار أن التظاهر مكفول ســلمياً، كما أن كل المطالب المشروعة محترمة».

وأشار إلى « تشكيل لجنة من الداخلية في قضية المرحوم ســعد المنصوري، علماً أن المنصوري لم يكن من المتظاهرين».

«مندسون»

عراقيون في البصرة يحتجون على الأوضاع المتردية

وأوضح معن، أن «بعض المندسين قاموا بتصرفات غير مقبولة اسفرت عن اصابة ضابط و7 مدنيين، والقوات الأمنية عملت على كل ما يحمي الممتلكات والمتظاهري­ن، والشــركات النفطية تعمل الآن ولا يوجد أي توقــف»، مشــيرا إلــى أن « تظاهرة خرجت شمال البصرة اليوم )أمس( وتم اســتلام مطالب المشــاركي­ن فيها. الوضع الأمني جيد جداً في المحافظة».

وفي غضون ذلك، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة ســيف البدر، أن «الوزارة مستنفرة كل جهودها وعلى اتصال مباشر مع صحة البصرة»، مشــيرا إلى أن «يوم أمس )الأول( وصلت إلى المستشفيات 10 إصابات من ضمنهــم 6من قوات الامنية، وجميع الاصابات خرجت متعافية».

وبدأت تظاهرات البصرة تأخذا منحى آخر يهدد الســلمية التي عرفــت بها في أثناء انطلاقهــا مطلع الاســبوع الماضي احتجاجا على ســوء الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي في ظــل ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من نصف درجة الغليان، إضافة إلى انعدام فرص العمل وشح المياه الصالحة للشرب.

وقطــع مئــات المتظاهريـ­ـن، الطريق المــؤدي إلــى أكبر موانــئ العــراق في البصرة. وقال رائــد الجميل أحد موظفي الميناء إن «مئات المحتجين قطعوا الطريق إلــى أم قصر ولا تســتطيع الشــاحنات الدخول أو الخروج، وهو ما ســبب شللًا كاملًا في الميناء».

وأضــاف أن «إدارة الميناء )الشــركة العامــة لموانئ العــراق( أبلغت المحتجين أنها ستوصل مطالبهم إلى الجهات المعنية على أمل إنهــاء الاحتجاج، لكنهم رفضوا ذلك».

أمــا حســن الأحمــدي، وهــو أحــد المحتجين، قال، «قطعنا الطريق إلى الميناء كي يشعروا بنا وبما نعانيه يوميًا».

وبيّن أن «المحافظة تشــهد شــحًا في الكهرباء ومياه الشــرب فــي ظل درجة حرارة الصيف التي تصل إلى أكثر من 50 مئوية».

وأضاف أن «الآلاف من شبان البصرة عاطلــون عــن العمــل، في حــن تعتبر محافظتنا المركز الرئيسي لإنتاج وتصدير النفط، ويعمل في شــركات النفط الكثير من الأيدي العاملة الأجنبية».

وأشــار الأحمــدي أن «المتظاهرين لن يعاودوا فتــح الطريق إلا إذا حصلوا على ضمانات تكفل تلبية مطالبهم».

وميناء أم قصــر أكبر ميناء عراقي يقع على الخليج العربــي بالقرب من الحدود العراقية الكويتية، وهو واحد من 5 موانئ تجارية.

وأقــدم المتظاهــر­ون أول أمــس على اقتحــام حقل نفطــي، والقيــام بأعمال تخريبية وســرقة أجهزة كهربائية تعود للشــركات النفطية الاجنبية العاملة في البصرة ـ أبرزها لوك أويل الروسي.

وعلــى إثــر ذلــك، أبلغ مصــدر أمني «القدس العربــي»، بدخول جميع القوات الأمنية في البصرة حالة الإنذار القصوى )ج(، خصوصــاً تلــك القــوات التابعة لمديرية شرطة نفط الجنوب.

وحســب المصــدر، الذي طلــب عدم الكشــف عن هويته، فإن المديرية وجهت إنــذاراً لجميع الأفــواج التابعــة لها في المحافظــة، وأبلغت جميــع قطعاتها بأن «الانذار مســتمر إلى إشعار آخر»، عازية الســبب في ذلك إلى «الظروف الأمنية في الحقول والمواقع النفطية والكهربائي­ة».

كما وجهــت المديرية جميــع قطعاتها باتخاذ إجراءات «الحيطة والحذر».

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom