Al-Quds Al-Arabi

أسئلة المسلمين وأسئلة اليهود

- ٭ كاتبة من الجزائر

علــى قناة «الحياة»، التي أثارت الفتن والجدل بســبب برامجها، كان بداية مع برنامج اسأل مع الأســتاذ الصادق سلايمية، وهو من إعــداده وتقديمه، يتناول البرنامج الاجابة على أســئلة المواطنين، والتــي تبدو قليلة جدا لحد الندرة، لأن حســب رأيه الأســئلة تبين مستوى المجتمعات وســامتها الفكرية والاجتماعي­ة، ليس برنامجا دينيا فقهيــا، بل برنامج في صميــم الحياة تطرح علــى الخبير... فالشعوب المتقدمة، تجد أسئلتها راقية والعكس تجد أسئلة الشعوب المتخلفــة متخلفة بدورهــا... ويذهب أفقيــا إلى التاريــخ ليعرّف المشــاهدي­ن ما طبيعة الأســئلة التي طرحها العرب على الرســول )ص( فوجد أنها أســئلة فيها النافعة وفيها الهامشــية، ويسألونك عن المحيض... عن الشــهر الحرام... ويســألونك عن الأهلة... بينما اليهود كانوا يسألون أسئلة تعجيزية، ويسألونك عن الروح، أسئلة ميتافيزيقي­ة، كما طرحوا ســؤالا تاريخيا عن ذي القرنين... الرجل المثير للجدل والذي أدار الأنظار نحــو القناة الفتية، لم نكذب خبرا حتى طل برنامج في القناة نفســها بعنوان عشــر دقائق مع الشيخ حمو هي أيضا استفســارا­ت وطلبات اجتماعية لكنها معاكسة تماما لرؤيــة البرنامج الأول، فبعد عــراك المعتزلة والتيــارا­ت والمذاهب الاسلامية، فالشــيخ يخاطب العامة وربات البيوت ويصفهن وصفا دقيقا ملموسا بروائح المطبخ التي تصدر عنهن، «كولونيا بصالينو»، و»كولونيا سردينو»... امرأة بروائح البصل والسمك، تتساءل لماذا لا ينظر زوجها إليها.. انهال الشــيخ حمو على هذه المرأة التي تشبه القرد وتشبه القزانة، البصارة، ليلفت نظرها مع اعطاء الحق للزوج لأنه يشاهد في الشارع الجمال الفتان... كلك يطلب من الفتيات أن لا يخرجن الشارع بألواح بيكاسو على وجوههن، بل بمكياج خفيف.

والله عشر دقايق مع حمو... تكفي... كأنها دعوة للمرح والترويح في مدة قصيرة... يحكي بألفاظ أبسط من البسيط ومع كل التحولات التي طرأت على العامية الجزائرية، يحكي في أدق التفاصيل وحتى ثرثرة النســاء، إلى طلب مروءة الأســاتذة للمحافظة على مشاعر التلاميذ المعوزين وعدم خدش مشــاعرهم أمــام زملائهم والاهتمام بنفســيتهم، حتى لا تكبر العقــد وتتراكم... ثم لمــاذا يتدخل بعض المثقفــن ويطالبــون من مدير القنــاة هابت حناشــي لايقاف حمو وبرنامجه؟

لم يعد المجتمــع في حاجة لوصاية أي أحد، أمام انفتاح وســائل الاتصال والتعبير التي يسيرها الجنون الأزرق.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom