وزير مالية السودان يتعهد بمعالجة مشكلة السيولة الأسابيع القليلة المقبلة

الحكومة ستشتري الذهب من المنقبين المحليين بالأسعار العالمية

■ الخرطــوم - الأناضــول: تعهــد وزيــر المالية الســوداني، معتز موســى، أمس الثلاثــاء بمعالجة مشكلة شح الســيولة من النقد المحلي، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وأكد، لدى زيارته مقر بنك الســودان المركزي، على ضرورة إيجاد المعالجة الكاملة لمشــكلة السيولة، بما يضمن سلامة حقوق المودعين

وكانت الحكومة السودانية قد أقرَّت تحجيم الكتلة النقدية وسحب الســيولة من عملاء المصارف، كأحد الإجــراءات الهادفة إلى ضبط ســعر صــرف الجنيه السوداني أمام الدولار.

وشمل القرار، الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، تحديد سقوف سحب الودائع المصرفية من البنوك، وتجفيف الصرافات الآلية.

وقال موسى «هناك اتفاق مع بنك السودان المركزي، لســد الفجوة في الميزان التجــاري، وتحقيق اقتصاد تقوده الصادرات .»

وبــدأت الحكومــة، بالتعــاون مع البنــك المركزي والســلطات الأمنية في البلاد، بضبــط الحدود، لمنع تهريب عديد السلع الاستراتيجية كالمعادن وخصوصا الذهب، في محاولة لتعزيز عائدات الصادرات.

ويعاني الســودان من أزمات نقص حاد في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، وارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية )غير الرسمية( إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 47 جنيها مقابل الدولار الواحد.

من جهة ثانيــة أعلن وزير المالية أمــس عن التزام الحكومة السودانية بشراء الذهب من المنتجين بالسعر العالمــي «لضمان قيام الُمعدِّنــن الأهليين )المنقبين عن الذهب المحليين( ببيع ما يســتخرجونه من الذهب إلى الحكومة بدلا من تهريبه».

وأضاف ان الجهات المختصة «بصدد إنشــاء آليات حتى تتمكن الحكومة من شراء الذهب بالسعر العالمي، عبر إنشــاء محافظ في المصــارف التجارية وإصدار صكوك».

وكانت سياســات بنك الســودان المركزي السابقة تقوم على احتكار شراء الذهب وفرض السعر الرسمي للدولار الأمريكي، ما جعــل المنقبين الأهليين، يلجأون إلى تهريبه لخارج البلاد، للاستفادة من سعر الدولار المرتفع في الأسواق الموازية.

ويعــادل الــدولار الأمريكــي 43 جنيها ســودانيا في الســوق الموازيــة، مقابل 18 جنيها فــي المداولات الرسمية.

ويســاهم قطاع التعدين التقليدي بنســبة 90 في المئة من إنتاج الذهب في الســودان، ويعمل فيه قرابة مليوني شخص.

وتوعد الوزير السوداني مهربي الذهب والمضاربين بإقرار قوانين رادعة حفاظًا على اقتصاد البلاد.