Al-Quds Al-Arabi

رئيس وزراء باكستان يزور السعودية وسط تكهنات بشأن طلب مساعدة اقتصادية

-

■ اســام أباد - وكالات: قالــت وزارة الخارجية الباكســتا­نية ان عمران خان، رئيس الوزراء، ســافر إلى الســعودية وسط تكهنات بشــأن طلب مساعدة اقتصاديــة من المملكة بــدلا من طلب قــرض آخر من «صندوق النقد الدولي .»

ويرافــق خان، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في الشــهر الماضــي، وزير المالية أســد عمر، ووزير الخارجية شاه محمود قرشي، في وقت تحاول فيه باكستان تجنب أزمة عملة نتجت عن عجز كبير في ميزان المعاملات الجارية.

ويقول محللــون ان حزمة إنقاذ مالــي جديدة من «صندوق النقد الدولي»، هي الثالثة عشرة منذ نهاية الثمانينيا­ت، ستكون حتمية.

لكن عمر قال في الآونــة الأخيرة ان الحصول على قرض من الصندوق «خيار بديل» وأن الحكومة تدرس مجالات أخرى للمســاعدة، وهو ما فُســر على نطاق واسع بأن اسلام أباد تسعى لطلب مساعدة من الصين والسعودية اللتين قدمتا قروضا ضخمة لباكستان من قبل.

وقالــت وزارة الخارجيــة الباكســتا­نية في بيان «ســيلتقي رئيــس الوزراء مــع جلالة الملك ســلمان وســيعقد اجتماعا ثنائيــا مع ولي العهد. ســيناقش الزعيمان القضايا محل الاهتمام المشترك.»

وفي عــام 2014، بعد ســتة شــهور مــن حصول باكستان على آخر قرض من «صندوق النقد الدولي،» قدمت الســعودية قرضا لباكســتان قيمته 1.5 مليار دولار اســتخدمته الحكومــة لدعم العملــة الوطنية )الروبية(.

واتسع عجز ميزان المعاملات الجارية في باكستان 43 في المئة إلى 18 مليار دولار في السنة المالية المنتهية يوم 30 يونيو/حزيران، بينمــا قفز عجز الميزانية إلى 6.6 في المئة من إجمالي النتاج المحلي.

ووصلت حكومة خان إلى الســلطة بفضل تأكيدات للشعب على اقتلاع جذور الفساد والحد من الفقر.

ومنــذ توليها الســلطة طبقت الحكومــة مجموعة من إجــراءات التقشــف الرمزية وتعهــدت بإجراء إصلاحات. وأعلنــت الحكومة أمس عــن زيادات في الضرائب لأصحاب الدخل المتوسط والمرتفع، ورفعت الرســوم على واردات الســلع الفاخــرة بهدف جمع إيرادات إضافية تصــل إلى 183 مليــار روبية )1.48 مليار دولار(. من جهة ثانية قال مسؤولون في إسلام آباد أمس ان باكستان ســوف تدعو دول الخليج إلى لاستثمار في مشــروع «المحور الاقتصادي بين الصين وباكستان»، الذي تبلغ تكلفته 62 مليار دولار، ويهدف إلى تعزيز تواصل بكين مع العالم.

وقال وزير باكستاني، رفض الكشف عن هويته، ان عمران خان «سوف يسعى إلى جذب الاستثمار في هذا المشروع، نحن نريد الحد من الاعتماد على الصين.»

يشــار إلى أن الصين تبنى، منذ عــام 2015، طريقا بحريا وبريا طموحا عبر باكستان للوصول للأسواق في الشرق الأوســط وأوروبا وأفريقيا. وتعهدت بكين بتقديم اســتثمار بقيمة 62 مليار دولار لمشروع المحور الاقتصادي بين الصين باكســتان، الذي يعد جزء من مبــادرة «الحزام والطريــق»، التي أطلقهــا الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ولكن هناك مخاوف في باكستان بشأن أن المشروع سوف يوقع البلاد في شرك الديون الصينية.

وقد أعلنت الحكومة الباكســتا­نية الجديدة، التي تولت الســلطة الشــهر الماضي، عــن خططها لإعادة التفاوض حول بعض المشاريع في إطار مشروع المحور الاقتصادي، وقررت السعي للحصول على استثمارات من دول ثالثة.

وقال وزير باكســتاني آخر» طلب اســتثمار دولة ثالثة فكرة حكومتنا. لا نريــد أن نعتمد بصورة كاملة على دولة واحدة».

ولم يتضح بعد رد فعل الصين على خطط باكستان لدعوة اســتثمارا­ت جديدة للمشروع، الذي حتى الآن تسيطر عليه بكين بصورة كاملة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom