Al-Quds Al-Arabi

تعقيبا على مقال فيصل القاسم: جهاد في المزاد

- عادل الصاري - ليبيا سلام عادل -ألمانيا آصال أبسال خليل ابورزق فؤاد مهاني - المغرب

لكل جواد كبوة

لقد تم إستغلال الجهاديين للقضاء على الإتحاد السوفييتي! وكذلك تم إستغلالهم في القضاء على الربيع العربي!

لكل جواد كبوة، ولكل فارس غفوة، من أسباب كبوة الثورة الســورية المباركة هؤلاء الجهاديــو­ن والإنفصالي­ون وبعض الثوار المرتزقة! أما آن للثائر السوري أن يصحو من غفوته؟ الكروي داود

باب الجنة

نقل عــن الإمام علــي بن أبي طالــب أن: )الجهــاد باب من أبــواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائــه(، ولكنا الآن نرى أن باب الجهاد مفتوح للكل، فكل الفرق الإســامية المتناحرة ترفع شعار الجهاد، وصارت تتاجر به كما تتاجر وتنافق بالدين كله، حيث لم يبق شــيء يذكر من روحانية وســمو القيم والمبادئ الإســامية، فكلها تغير وانحرف بفعل تغير المصالح والمنافع، والخلاصة أن الإنســان هذا الكائن الذي وصفه خالقه في أكثر مــن آية أنه يجيد التملق والنفاق هــو كائن ذكي يتصرف وفق مصلحته الذاتية، فهو يحترم القيــم والمبادئ العظيمة ويعمل بها إذا اقتنع أنها تفيــده وتحقق مصالحه، وهو أيضا يحط من شأنها ويزري بها إذا أدرك أنها تضره ولا تجلب له منفعة تذكر.

سلطة المعبد

كل ما في الأمر هو استغلال الدين من أجل المصالح فلو سألت عن معنى الجهاد ســتأتيك إجابات حسب مصالح الشخص أو الجهة التي تريد استغلال معنى الجهاد، فلهذا يجب إبعاد الدين عن أي علاقة بغير الخالــق، فالتاريخ يعطينا العبر والدروس فمنذ وجود الانسان استخدمت السلطة المعابد لبقائها وتبرير افعالها واستمر الحال ليومنا هذا واغلب الحروب القديمة كانت تغلف بالمقدس.

مستنقعات الفاشية

من الصفــات النموذجية التي يتصف بهــا التفكير الإعلامي العربي هذه الأيام /التحدي/..

يقول الإعلامي فيصل القاســم.. /وأتحدى أي حركة مقاومة اســتطاعت أن تحرر بلدها منذ حرب فيتنام من دون أن تكون مدعومة من جهات لها مصلحة في مساندتها/.. هذا كلام حقيقة لا يســتعصي فهمه حتى علــى تلاميذ المرحلــة الابتدائية في السياســة.. إذا لم نقل تلاميذ المرحلة الابتدائية عموما.. وهل هناك فعلا حركة مقاومة حققت شــيئا مــن النجاح في التاريخ البشري كله.. /وليس فقط منذ حرب فيتنام/.. لم تكن مدعومة من جهة أو من جهات معينة؟.. حتى الإســام نفسه في بداياته بصفته /حركة مقاومــة ضد النظام الوثني/ لم يحقق أي نجاح دون أن يتلقى دعما من جهة أو من جهات معينة!.

أخيرا.. مــن يفكر على طريقة اســتحضار /مشــروع جهاد عربي خالــص/ لا يختلف علــى الإطلاق عــن أي ديماغوجي شــعبوي منغمس تفكيره في مستنقعات الفاشية والشوفينية والعنصرية من الرأس حتى أخمص القدمين!.

البقاء على الأنقاض

أفضل مــا يمكن لأي جهة أن تتمنى هو أن يشــتبك أعداؤها مع بعضهم بعضا فيهلكــون بعيدا عنها وبدون جهــد أو كلفة. وهذا ما تفعله أمريــكا وغيرها بشــكل طبيعي وإلا فــإن حرية الرأي لديهم بالمرصاد. وهذا يفســر مســاعدة أمريكا لطرف ضد طرف أو تحريض طرف على طرف أو تزييــت الخلافات كما يتم تزييت المحركات ما دام ذلك يحقق مصلحتها وليس معناه حبا او مبدأ أو تحالفا او عمالة.. وأكبر مثــل كان الحرب العراقية الإيرانية التي أدارتها أمريكا بنجاح لتدمير البلدين.

الطريقــة الثانية لمنــع نهضة الآخرين لا ســيما المتناقضين مع مصالحنا هي مســاعدة أقلية على حكــم الأغلبية بما يضمن عدم الاستقرار والتناحر الداخلي.

وأســهل طريقــة لذلك هــي الانقلابــ­ات ومســاندة الانظمة الاستبدادي­ة. وحتى في الأنظمة الديمقراطي­ة فإنه يمكن التلاعب )ولو وقتيا( باتجاهات الناخبين سواء بالمال السياسي او وسائل الإعلام الكبيرة الموجهة )كما حدث في مصر في حشــد مظاهرات 30 حزيران/يونيو 2013(. المشكلة هي لماذا لا نفعل ذلك كعرب مع أعدائنا؟ لماذا لا نستغل التناقضات الموجودة لدى الصهاينة مثلا؟ لماذا لا نســاعد الأقلية علــى النجاح في حكــم الأغلبية فيدمرون أنفسهم بأنفسهم؟ أخشى أن الجواب هو أننا غير مستقلين أصلا. وأن اكبر شاغل أنظمتنا هو البقاء في حد ذاته ولو على الأنقاض.

امبراطورية عملاقة

إذا أردنــا أن نعرف معنى الجهاد فلننطلــق منذ بعثة النبي صلى الله عليه وســلم ومن بعده الخلافة الراشــدة والخلافة الإسلامية والتي أصبحت امبراطورية عملاقة لم يكن المسلمون آنذاك يعتمدون على مســاعدة أي قوة خارجيــة ولا يعملون لحســاب هذا ضد الآخر، بل كانوا يعتمدون علــى ذواتهم في نشر الرســالة المحمدية لا يرجون من وراء ذلك سوى النصر أو الشهادة بدون خلفيات سياسية ولا أطماع في عرض دنيوي بل كان جهادهــم خالصا لله تعالى من أجــل نصرة الحق وإزهاق الباطل.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom