Al-Quds Al-Arabi

ناشطون مغاربة يشددون على ضرورة الالتزام بمقاطعة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني

- الرباط «القدس العربي»:

شدد ناشــطون مغاربة على الالتزام بمقاطعة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ودعوا المغاربــة إلى رفض أي دعــوة أو تمويل أو منحة مصدرها إسرائيلي.

ونــادت الحملة المغربيــة من أجــل المقاطعة الأكاديميـ­ـة والثقافية لإســرائيل بالامتناع عن المشاركة في أي نوع من أنواع التعاون الأكاديمي أو العلمي مع هذا الكيان، خصوصًا في المشــاريع مــع الجامعــات والمعاهد ومؤسســات الأبحاث المرتبطة بالدولــة العنصريــة، لكونها منخرطة دون اســتثناء في أعمال وأبحاث لصالح الجيش أو النظــام الاســتعما­ري، كما دعــت الحملة إلى الامتناع عن قبول أي دعوة أو تمويل أو منحة من طرف أي مؤسسة لها صلة بالدولة العبرية.

وجاءت هذه الدعوة بعد تقارير عن مشــاركة مخرجــن ســينمائيي­ن مغاربــة فــي فعاليــات مهرجــان حيفا الســينمائ­ي وتنديد الأوســاط الفنية والسياســي­ة بهذه المشاركة، ليعلن بعدها المخرجــون مقاطعتهــم للمهرجــان والطلب من شركات التوزيع سحب أفلامهم.

وقــال الحقوقي ســيون أســيدون، في ندوة نظمــت الثلاثــاء بالربــاط بحضور حشــد من المثقفين والمبدعين المغاربة، إن الكيان الإسرائيلي يريد أن يوحي بأن نخبة مــن المثقفين المغاربة لا مشــكلة لديها في الحضور إلى إسرائيل، مشيدًا بنجاح حملة المقاطعة ضد عرض أفلام مغربية في الكيان، والدعاية التي كان من الممكن أن تتم بناء على ذلك إذا فاز فيلــم مغربي بجائزة من جوائز المهرجان.

وأضاف أن «المخرجين المغاربة ليسوا مطبعين؛ فهم بريئــون من العديد مــن الجوانب، ووافقوا في الأخير علــى العمل من أجل ســحب أفلامهم من العرض بالمهرجان»، واعتبر أن «نجاح حملة المقاطعة خطوة أولــى، والعمل من أجل مناهضة التطبيع ووضع حد له قــادم»، مؤكدًا «لن يطبع المغرب، لا ســينمائيًا ولا ثقافيًــا ولا أكاديميًا ولا رياضيًا ولا مخابراتيًا».

وقال الناشــط المغربي، أنيــس بلافريج، عن حملة المقاطعة، إن سبب المناداة بالمقاطعة هو أن «كل واحد فينا يتألم من قسوة الاحتلال والتطهير العرقي الذي يتعرض له الشــعب الفلسطيني»، وطالب المواطنــن بالامتناع عــن العلاقات بأي وجه من الأوجه مع إسرائيل، ومقاطعتها تجاريًا وماليًا وثقافيًا وأكاديميًا ورياضيًا.

وأضــاف أن «المقاطعة هي المســار الوحيد من أجل تغيير النظام الصهيوني بفلســطين، إضافة إلى ثبات الشــعب الفلســطين­ي علــى الأرض»، مؤكدًا أن هــدف الحملة المغربية من أجل المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإســرائيل ليس التخوين، بل التنبيه إلى عدم الذهاب في مسار دولة تسفك وتضرب وتطلب تطبيع العلاقات معها وســيرها بشكل طبيعي.

ونقل موقع هســبرس عن عبــد الله حمودي، الأنثروبول­وجي المغربي، ضــرورة وأهمية هذه المبــادرة، معتبرًا أنه كان يجــب أن تتم من قبل، مقرًا بأنــه كلما جاءته دعــوة كان يفكر ما الذي عليه القيام به، إلى أن قرر مقاطعة المشــاركة في المؤتمرات التي تشــارك فيها جامعات إسرائيلية منذ مدة تقارب 20 سنة.

وقــال إنــه مــن موقعــه كأســتاذ بجامعة برينســتون الأمريكية: «هناك منظمــات ثقافية أمريكية تجمــع 6000 إلــى 7000 أنثروبولوج­ي صوتــت لمقاطعة الأكاديميا­ت الإســرائي­لية، ولم يكن حظ من هم ضدها إلا 2 في المئة.»

وتحدث حمــودي عــن الحساســية المفرطة للكيان ضد مقاطعتــه، خصوصًا ضد المقاطعتين العلمية والثقافية، مســتحضرًا في الآن نفســه نقاشــاته مع المطالبين بتجريم التطبيع التي عبّر فيها عــن معارضتــه للتجريم وتحبيــذ الإقناع كوســيلة لمقاطعة إســرائيل؛ «فلا يمكن أن نكون ضد السلطوية ونتسلط على من يريدون الذهاب لإسرائيل .»

وأوضح حمودي، عالم الإناســة، أن المقاطعة الأدبية لإســرائيل ألحقت ضربــة بالكيان الذي قنّن الميــز العنصري، ودعا الحملــة المغربية من أجل المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل إلى الارتباط بمبادرات المقاطعة العالمية، واســتعمال اللغــة العربية واللغات القويــة مثل الإنجليزية والفرنسية لتكون واعدة أكثر.

 ??  ?? ناشطون مغاربة يشددون على ضرورة الالتزام بمقاطعة التطبيع
ناشطون مغاربة يشددون على ضرورة الالتزام بمقاطعة التطبيع

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom