Al-Quds Al-Arabi

كركوك: الشرطة الاتحادية تنفي تعذيب سجناء والتركمان يطلبون من تركيا إعادة إعمار مناطقهم

- بغداد ـ «القدس العربي»:

رغم مرور أكثر من 11 شهراً على سيطرة القوات الاتحادية على محافظة كركوك الغنيّة بالنفط، وإخراج القوات الكردية التي ســيطرت على المدينة منذ عام 2003، لكن كركوك لم تشــهد اســتقراراً أمنياً أسوة ببقية مناطق العراق.

ويشــن عناصر تنظيم «الدولة الإســامية» بين الحين والآخر، هجمات مســلحة وأخــرى بســيارات ملغومة، تســتهدف مناطق وســط كركوك وأطرافها، إضافة إلى عمليات الخطف والقتل.

آخر العمليات النــي نفذها التنظيم في المدينة، جــرت ليل أمس الأول، بتفجير سيارة مدنية وسط كركوك، راح ضحيتها ثلاثة أشخاص.

مركز الإعــام الأمني، برئاســة القائد العــام للقوات المســلحة حيدر العبادي، قــال في بيان له، إن «اعتــداءً إرهابياً بواســطة عجلة ملغومة متروكة أســفل عمارة الياقوت في محافظة كركــوك، أدت إلى إصابة ثلاثة أشــخاص إصابات متوســطة»، مضيفاً أن «المصابين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج».

وطبقاً لمصادر أمنية وشهود عيان، فإن «سيارة من نوع )بريمرا نيسان( قد انفجرت أمام أحد المقار التابعة لحــزب الدعوة في تقاطع الخضراء في منطقة تســعين وسط كركوك، ما أســفر عن إصابة 3 أشخاص وإحتراق 3 عجلات كانت متواجدة قرب مكان الانفجار».

مواقــع إخبارية محلية نقلت تصريحاً لقائــد خطة فرض القانون، قائد العمليات الخاصــة الثانية في جهاز مكافحة الإرهــاب، اللواء الركن معن الســعدي، أكد فيه أن «التفجير ناجم عن عبــوة محلية على داخل مركبة، وعلى مقربة من مقهى، وأصيب فيها ثلاث مدنيين بجروح طفيفة. وقد زرنا موقع الحادث ميدانياً».

ونفــى أن «يكون التفجيــر الذي وقع بين حيي تســعين والخضراء، قد استهدف موكبا حسينياً»، مؤكداً «قواتنا تحقق بالحادث».

وأضاف: «جهــاز مكافحة الإرهاب يبســط الســيطرة ويفرض الأمن، ونطمئن مواطني كركوك أن قواتنا ســتضرب بيد من حديد كل من تســول له نفسه المساس بأمن كركوك والاستقرار الذي تحقق لمواطنيها بعد نجاح خطة فرض القانون».

وبناءً على توجيه من العبادي، نفذت القوات الاتحادية في 16 تشــرين الأول/ أكتوبــر الماضي، عمليــة أمنية أطلق عليها )خطــة فرض القانون( في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، أســفرت عن ســيطرة القوات الاتحادية على تلك المناطق التي تقع في محافظات كركوك، وصلاح الدين، وديالى، ونينوى.

وعلى إثر ذلك، تفاقمت الأزمة بين إقليم كردستان العراق من جهة، وبين الحكومة الاتحادية في بغداد.

ومنذ ذلك التاريخ تســعى الأحــزاب الكردية إلى العــودة مجدداً إلى كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، والمساهمة في الملفين الأمني والإداري لتلك المناطق، لكن من دون جدوى.

في الســياق، فندت قيادة الشــرطة الاتحادية، ما وصفتها «إدعاءات» النواب الأكراد بوجــود عمليات «تعذيب» للمتهمــن المتواجدين في مركز شــرطة داقوق، مشــيرة إلى أنهــا «تحتفــظ» بكافــة الأوراق التحقيقية واعترافات المتهمين المصدقة قضائيا.

وقالــت في بيان : «خــال الفترة الماضيــة وقعت العديــد من الأعمال الإرهابيــ­ة في قضاء داقــوق، وحصل تهديد وتهجير بهــدف إيقاع الفتنة بين المكونات )عرب، وتركمان، وأكراد( ولكــن بفضل تعاون المواطنين من أبناء القضاء، وتفعيل الجهد الاســتخبا­ري تمكنت قواتنا من اعتقال ثلاث مجاميع إرهابية في القضاء».

وأضاف: «بعد التحقيق الأصولي معهم من قبل اســتخبارا­ت الشــرطة الاتحادية، اعترفــوا بتنفيذهم أعمالا إرهابية تضمنــت تفجير عبوات في مقــام الإمام زين العابدين في داقوق، وزرع عبوات اســتهدفت الشــرطة الاتحادية، وعبوة ناســفة أدت إلى مقتل آمر الفــوج الأول لواء 19 الفرقة الخامسة، واستهداف لشــخصيات معروفة ومنتســبي الأجهزة الأمنية، وصدقت أقوالهم قضائياً بعد إجراء كشف الدلالة للجرائم التي قاموا بها».

وحســب البيان، في 31 آب/ أغســطس الماضي، «أوعز القاضي بتسليم المتهمــن إلى مركز داقوق لإحالتهم إلى القضاء، كون المركز معنيا بالإرهاب ايضاً، وبتاريخ 19 أيلول/ ســبتمبر الجاري، زار عــدد من نواب التحالف الوطني الكردســتا­ني وبصحبتهم 12 شــخصا، ضمنهم إعلاميون، مركز شرطة داقوق لمقابلة المتهمين والإطلاع على أوراقهم القضائية الأصولية».

وجــزم البيان أنــه «لم يتعرض أحــد المتهمين لأي عمليــات اعتقالات وتعذيب».

وكان نواب الاتحاد الوطني الكردســتا­ني مــن محافظة كركوك، اتهموا قوات الشرطة الاتحادية )تابعة لوزارة الداخلية( بممارسة انتهاكات تجاه المواطنين في قضاء داقوق في كركوك، وقيام تلك القوات باعتقال المواطنين وتعذيبهم، الأمر الذي دفع وزير الداخلية قاسم الأعرجي للتوجيه بإجراء تحقيق في تلك الادعاءات.

وإضافة إلى اضطراب الوضع الأمني في المدينة، تعاني كركوك من أضرار كبيرة جراء عمليات تحريرها من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي دفع التركمان إلى الطلب من تركيا الإسهام في إعادة إعمار مدينتهم.

وقالــت الجبهة التركمانية فــي بيان: «بهدف الإســراع في وضع خطة لإعمار المناطــق التركمانية المهدمة جراء هجمات داعش الإرهابية، زار وفد من الكتلة النيابية التركمانية برئاســة رئيس الجبهــة التركمانية النائب أرشد الصالحي، وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في العاصمة التركية انقرة».

وأضافــت أن اللقاء تضمن «مناقشــة المشــاكل الموجودة فــي المناطق التركمانيـ­ـة واعمارها بغية إعادة النازحين اليهــا، وذلك بدعم من الجارة تركيا»، موضحة أن «الصالحي، وخلال اللقاء، طالب بمســاعدة الحكومة التركية في إعمار المناطق والمدن التركمانية المنكوبة».

أوغلو، أكد، حســب البيان، أن «تركيا ستدعم إعمار المناطق التركمانية في العراق وســتقف إلى جانب الشــعب التركماني دومــا وإنها تقف على مســافة واحدة من الجميع بعيدا عن المناطقية والطائفية»، مبينا أن «تركيا تدعم مطالب التركمان وحقوقهم المشروعة في العراق».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom