Al-Quds Al-Arabi

الموصل: استمرار عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض

- بغداد ـ «القدس العربي»:

رغم تحرير الموصل من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن مأســاة المدينة لم تنته بعد، فإضافــة إلى آثار الدمار التي خلفتها الحرب، ما زالت جثــث بعض الضحايا موجودة تحت أنقاض الأحياء المدمرة.

مدير الدفاع المدني في الموصل/ العقيد هشــام الصميدعي، قال: « المراحل الرئيســية لموضوع انتشــال الجثــث انتهت، المرحلة الأولى كانت برفع جثث المواطنين الأبرياء الذين قضوا على يــد عصابات داعش الإجراميــ­ة، والثانية بعد صدور أمر رئيس الوزراء بانتشــال الجثــث المجهولة الهويــة ومقاتلي داعش وتلك العملية انتهت أيضاً».

وأضــاف: «حالياً مديرية الدفاع المدني مســتمرة في العمل لانتشــال الجثث، لكن تعتمــد على إبلاغــات المواطنين، وفي الوقــت الحالي بدت الأجهزة تعمل فــي الجانب الأيمن وكذلك المواطنين بدأوا بالعودة إلى منازلهم وبين الحين والآخر تردنا بلاغات حول وجود الجثث ونقوم باتخاذ اللازم».

وحســب إحصائيات الحكومــة العراقية، فــان 3 آلاف من المدنيين قتلوا خلال معركة الموصل التي استمرت تسعة أشهر، والمستشــف­ياتْ الموجودة في المدينة سَــجلت وجود 10 آلاف و560 جُثة من بينها 450 جثة لمسلحي التنظيم.

وهنــاك إحصائيات أيضاً، مــن مراكز إعلاميــة ومنظمات دولية، تُشير إلى أنّ 45 ألف مدني قُتلوا في معركة الموصل.

فخلال تســعة أشــهُر من المواجهة، شَــنّ طيران التحالفُ الدُولي ما يَقربُ مــن 30 ألفَ غارة جوية علــى المدينة، ماعدا الضربات الجوية للطيرانِ العراقي.

النائــب الأول لرئيــس مجلــس محافظة نينوى، حســن العبار، قال «بدأت الناس بالعــودة إلى المنطقة القديمة، لكنها تبدو عودة قليلة لأن الأجهزة الأمنية لــم تكمل عملها بالكامل برفع الأنقاض وفتح الطرقــات والعمل جاري من قبل الأجهزة الخدمية لتوفير الماء والكهرباء والبلديات».

وأضاف أن «الجهود مستمرة من قبل بلدية الموصل واللجان الخيريــة، وكما هــو معلوم جيــداً بوجــود آلاف الأطنان من الأنقاض خاصة في المناطق القريبة من نهر دجلة في القليعات والميدان». وبين أن «رفع الانقاض وانتشال الجثث التي أنجزت تقريباً بلغت أكثر من 60٪».

وحســب المصدر، «بدأت عودة الســكان إلــى مناطقهم مع وجود الانقــاض، والجهود المحلية من بلديــة الموصل تمكنت من انتشــال الجثث المنتشرة على ضفاف نهر دجلة، فيما بقيت بعض الجثث تحت المنــازل المدمرة وتعــود غالبيتها لعناصر تنظيم الدولة».

وحــول عودة النازحين قــال إن «الاحصائيات تشــير إلى عودة تدريجية للحياة في منطقة المشاهدة إذ تم تسجيل عودة 1000 عائلة، وكذلك في مناطق شــارع فــاروق ومكاوي عادت نحو 500 عائلة، كما أن العودة مرهونة برفع الانقاض وتأهيل الطرق والمدارس».

وتســلّم جثث المدنيين إلى ذويهم بعد إجــراء الفحوصات اللازمة لتحديد هويتها، فيما تُدفن جثث مســلحي التنظيم في مقبرة خاصة في منطقة الســحاجي، على الأطــراف الغربية للمدينة.

المواطن كرم محمد، قال إن «الحكومة المحلية لم تقم بالجهود الكافية لرفــع الجثث والانقاض لأن حجــم الجثث والانقاض يتطلب جهود أكبر من الجهود المحلية».

وأضاف، «يجب على الحكومــة المركزية والمنظمات الدولية التدخــل لحل هذه الأزمة وأن غالبية النــاس تريد العودة إلى المنطقة القديمة».

وتنقسم مدينة الموصل إلى جانبين، أيسر وأيمن، يتوسطهما نهر دجلة، وشــهد الجانــب الأيمن دمارا كبيــرا نتيجة تمركز القيادات وعناصر تنظيم «الدولة» فيه.

وتجاوز عــدد أهالي أيمــن الموصل الذين كانــوا يقطنونه خلال الحرب 14 ألف نســمة، ما يعني أن هناك الكثير من العمل لانتشال باقي الجثث.

وكانت الحكومة العراقية، قد شــكلت فرقا من الدفاع المدني لرفع جثث الضحايا، لكــن التخصيصات المالية، لم تكن كافية لاســتمرار العمل، ما اســتدعى مشــاركة متطوعين من أهالي الموصل والمحافظات العراقية من أجل ذلك.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom