Al-Quds Al-Arabi

فرقاطة فرنسية وسط غابة من السفن الروسية تضرب أهدافاً في سوريا

- مدريد- «القدس العربي» من حسين مجدوبي:

ماذا تفعل فرقاطة فرنســية وســط غابة من السفن الحربية الروسية بالقرب من المياه السورية؟ هذا التساؤل الذي طرحته جريدة ليبراسيون التي توحي بمنع البحرية الروسية فرقاطات فرنسية في الماضي من ضرب أهداف في سوريا.

ويستمر الاهتمام بتبعات ســقوط طائرة للتجسس الحربي روسية بمضادات ســورية ليلة الاثنين في ســوريا بعدما جرى تحميل المســؤولي­ة لســاح الجو الإســرائي­لي، لكن هناك نقطة تســتمر في الأخذ باهتمام المراقبين والصحافة الدولية، وإن كان على مستوى ثانوي، وهي دور فرقاطة فرنسية.

في هذا الصدد، تؤكد جريدة ليبراسيون الصادرة في باريس في موقعها الرقمي أمس الخميس وجود فرقاطة فرنســية تسمى أوفيرني وهي من الجيل الجديــد من الفرقاطات، حيث تبحر في شــرق البحر المتوســط غير بعيدة عن المياه الســورية، ولكنها تتواجد وســط غابة من القطع البحرية الروسية التي تتعدى 25 سفينة حربية. تبقى السفينة الفرنسية هي الوحيدة القريبة من المياه الاقليمية الســورية بينما الأمريكية والبريطاني­ة تحافظان على مسافة أكبر.

ويدافع الأدميرال الفرنســي نيكولا فوجــور في محاضرة له بجامعة الســوربون الثلاثاء من الأســبوع الجــاري عن وجود الفرقاطة شرق المتوسط لأنها ضرورية لمعرفة ما يجري في إدلب وهل تتعرض المدينة لهجمات عســكرية بل وهل هي ســورية أم روســية. وهذا يعني أنهــا تقوم بعمل تجســس خالص. وتتهم موسكو الفرقاطة الفرنسية بالمشــارك­ة في الهجوم على سوريا يوم الاثنين الماضي، وذلك خلال التوقيت نفســه الذي شنت فيه إســرائيل هجمات على مــا يفترض أنه أماكن لتخزين أســلحة متطــورة إيرانية كانــت وجهتها النهائية حــزب الله. ورصدت الأقمار الاصطناعية الروسية مشاركة فرنسا في الهجوم بإطلاق صواريخ.

وتبقى مشــاركة فرنســا الحربية في ضرب ســوريا غامضة بحكم أن ضربات الغرب عادة ما تكون منسقة بين باريس ولندن وواشنطن وتأتي كرد على خروقات فظيعة مثل استعمال السلاح الكيميائي، لكن هذه المرة قامت باريس لوحدها بتوجيه ضربات، وقد تكون بدون قد نسقت مع إسرائيل في هذا الشأن.

الجريدة نفســها، تؤكد تحرش البحرية الروســية بنظيرتها الفرنسية، وتلمح إلى منع السفن الروسية لفرقاطتين فرنسيتين من ضرب ســوريا خلال أبريل الماضي عندما قصف الغرب نظام بشار الأســد بمبرر استعماله الســاح الكيميائي ضد المدنيين. وكان لفرنســا ثلاث فرقاطات متمركزة فــي المنطقة، لكن واحدة فقط استطاعت إطلاق صواريخ بينما فشلت اثنتين في الضرب. وتبرز جريدة ليبراســيو­ن التزام وزارة الدفاع الفرنسية حتى اليوم بشأن هذا الحادث المريب والغـريب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom