Al-Quds Al-Arabi

تراشق جديد بين فتح وحماس حول «سلاح المقاومة» وتراجع فرص تحقيق المصالحة

فتح نددت بهجوم حماس «الفظ» على الرئيس.. والأخيرة لا تعوّل على خطابه في الأمم المتحدة

- غزة ـ «القدس العربي»:

تواصل التراشــق بين حركتي فتح وحماس، مع تصاعــد الخلاف بينهما حــول طــرق إنهــاء حالــة الانقســام الداخلي، وتطبيق اتفاقيات المصالحة الموقعــة بينهما، رغــم الجهود المصرية التي تبــذل في هــذه الأوقــات لتذليل العقبات.

وانتقدت فتــح تصريحات أدلى بها القيادي في حركة حماس ســامي أبو زهري. وقالت إنها «تضمنت سلســلة من الأكاذيب والمغالطات التي تســيء لوحــدة شــعبنا ونضاله ومشــروعه الوطني .»

وقــال رئيس المكتــب الإعلامي في مفوضيــة التعبئــة والتنظيــم منيــر الجاغوب، في بيان صحافي «إصرار حركة حماس على ترديد اسطوانتها المشــروخة حول ما تسمّيها عقوبات ضــد غــزة، إنمــا هــو إمعــان فــي محاولاتهــ­ا للتغطية علــى عجزها عن إدارة شؤون أهلنا في غزة الصامدة، وإفلاس المشروع الانقلابي التسلطي الــذي يتعامــل مــع القطــاع كرهينــة تســتخدمها حمــاس للمقايضــا­ت البائسة مع الاحتلال».

واتهــم الجاغــوب حركــة حمــاس بالســعي لـ «تثبيت ســيطرة الانقلاب وحماية قياداته، والزج بأبناء شــعبنا في غــزة في مواجهــات مع آلــة القتل الإسرائيلي­ة دون توفير أدنى متطلبات الحماية لهم، رغم ما تتغنى به ليل نهار من كلام أجوف حول ســاح المقاومة، الذي تتســتر خلفه لحماية مشــروعها الانقلابي».

وانتقد المســؤول في فتح ما وصفه بـــ «الهجــوم الفــظّ» مــن قبــل حركة حمــاس على الرئيس محمــود عباس، وقــال إنه يعــد «تســاوقا فاضحا مع الهجمــة الأمريكيــ­ة الإســرائي­لية ضد رأس الشــرعية الفلســطين­ية، وفــي حملــة واضحــة المعالــم والأهــداف لتمريــر صفقــة القرن التي تســتهدف المشــروع الوطنــي الفلســطين­ي مــن أساســه، وتســعى لتكريس الاحتلال الاســتيطا­ني الإســرائي­لي فــي فلسطين».

ورفــض الجاغــوب اتهــام القيــادة الفلســطين­ية بـــ «معاقبة غزة بســبب احتضانهــا للمقاومــة» «، متهمــا في الوقت ذاته حماس بـ «التشدّق بسلاح المقاومــة الوهمــي»، وقــال «لــم يعد ينطلــي علــى أي طفــل فلســطيني أن هذا الســاح لا هدف له سوى تكريس الانقــاب الظلامــي والمضــي بخطــة فصل غزة عن بقيــة الوطن»، من أجل تنفيذ «صفقة القرن».

وقال إن مصر هي العنوان الوحيد لجهــود المصالحــة، وطالــب حماس بــأن تتجاوب مــع تلك الجهــود «لأن الهجمــة التــي يتعرض لها شــعبنا لا تحتمــل المزيد من المراوغــة والمماطلة والأكاذيــ­ب». وأضاف «وإلا فإن على حمــاس أن تتحمــل مســؤولية شــرّ أفعالها وأن تعترف بعجزها وفشلها في إدارة شؤون أبناء شعبنا الصامد في قطــاع غــزة، وأن تتوقف عن كيل الاتهامــا­ت لفتح والســلطة والرئيس بحجة مسؤوليتهم عن هذا الفشل.»

جــاءت تصريحــات المســؤول في حركة فتح، ردا على تصريحات أدلى بهــا أبو زهري، طالب فيها حركة فتح بـ «رفع العقوبات عــن غزة» في حال كانت جادة في إنهاء الانقسام.

وأضــاف فــي تصريحاتــه التــي تناقلتهــا مواقــع محليــة «إن كانــت حركــة فتــح جــادة فــي المصالحــة، فلماذا تفرض العقوبات على شــعبنا فــي قطاع غــزة»، وتابع «الــذي يريد المصالحة يعاقب الشعب ثم يقول إنه يريد مصالحة .»

واتهم أبو زهــري حركة فتح بطرح «ســاح المقاومــة» علــى طاولة بحث المصالحة مــع المســؤولي­ن المصريين، لافتــا إلــى أن ذلك بــات «أكثــر جرأة مما مضــى»، مضيفــا «بذلــك تذهب فتــح إلى أبعد مدى من التســاوق مع الاحتلال .»

كذلــك قــال إن حمــاس لا تعــول علــى الخطاب الذي ســيلقيه الرئيس محمــود عباس أمــام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقــال المســؤول في حمــاس «أي طــرح مــن )الرئيــس( عبــاس علــى الطاولــة الدولية، لا يحظى بشــرعية فلســطينية، مــا لــم يحــظ بالتوافــق الفلســطين­ي». وتابــع «إن كان )الرئيــس عباس( صادقــا في فرض الملــف الفلســطين­ي علــى الطاولــة الدولية، فليتفضل في وقف التنسيق الأمنــي، ويرفــع العقوبات عــن غزة، ويحقق المصالحة مع حماس».

يشــار إلى أن التراشــق جاء عقب انتهــاء جولة مباحثــات أجراها وفد رفيــع مــن حركة فتــح فــي العاصمة المصريــة القاهــرة، بحثــت خلالهــا ســبل إنهــاء الخــاف حــول ملــف المصالحــة. ومن المنتظر أن يغادر وفد آخــر من حركــة حماس إلــى القاهرة خــال الأيــام المقبلة، مــن أجل بحث الملــف ذاتــه ، حيث يهدف مســؤولو المخابرات المصريــة، إلى إيجاد حلول توافــق عليهــا الحركتــان مــن أجــل اســتكمال تطبيق اتفــاق 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 ??  ?? سامي أبو زهري
سامي أبو زهري

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom