Al-Quds Al-Arabi

السفير منصور يخاطب مؤسسات الأمم المتحدة: الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يبقى استثناء من الالتزامات الدولية

- غزة ـ «القدس العربي»:

طالب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الســفير رياض منصور، المجتمع الدولي بتحمل مســؤوليات­ه، وضمان حماية المدنيين في جميع الظروف.

وأكد على أن الشــعب الفلسطيني لا يمكن أن يبقى اســتثناء من الالتزامــ­ات الدولية بموجب القانون الدولي، بما في ذلــك حماية المدنيين من الانتهاكات الإسرائيلي­ة الجسيمة والمتكررة.

جاء ذلك في رســائل متطابقة أرسلها السفير منصــور، إلى كل مــن رئيس مجلــس الأمن لهذا الشــهر )الولايــات المتحــدة(، والأمــن العام للأمم المتحــدة، ورئيس الجمعيــة العامة للأمم المتحدة، حول مواصلة إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، انتهاكاتها المتعمدة والممنهجة للقانون الدولي. وشدد منصور على ضرورة بذل مجلس الأمن «جهــودا جــادة» لدعم التزامــه بموجب الميثاق من أجل صون الســام والأمن الدوليين، والتحرك فورا لتنفيــذ قراراته ذات الصلة، وقال إن ذلــك «ســيأخذنا الى مــا وراء إدارة الأزمات ويســهم فــي تحقيق حــل حقيقي يضــع نهاية للاحتلال الإســرائي­لي الذي بدأ فــي عام 1967، ويحل بشكل عادل جميع القضايا الأساسية، بما في ذلك قضية اللاجئين الفلسطينيي­ن.»

وأشار في رســائله التي نقلتها وكالة الأنباء الفلســطين­ية الرســمية «وفا» إلى أنه على مدى الأســابيع الســتة والعشــرين الماضية، استمر المدنيــون الفلســطين­يون من النســاء والرجال والأطفــال في قطــاع غزة في ممارســة حقوقهم الأساســية فــي التعبيــر والتجمع، مــن خلال الاحتجاج الســلمي في سياق «مســيرة العودة الكبرى» ضــد الاحتلال الإســرائي­لي والحصار والقمــع، مؤكدا أن هذه الاحتجاجــ­ات المدنية ما زالــت «تُقابل بالقوة المميتة» من قِبل إســرائيل، الســلطة القائمة بالاحتــال، في انتهــاك كامل للقانون الدولي وفي انتهاك جســيم لمسؤولياته­ا والتزاماته­ا بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.

وأكد أن قــوات الاحتلال واصلت اســتخدام الأسلحة الحية ضد هؤلاء المدنيين، بهدف واضح وهو «قمع الاحتجاجات وإســكات دعواتهم إلى الحرية والعدالة .»

ولفت إلــى أنه خلال اليومــن الماضيين قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي­ة أربعة فلسطينيين في غزة، من بينهم متظاهران ســلميان، وأصابت 26 فلسطينيا آخرين بأعيرة نارية.

وأشــار في رســائله المتطابقة لمسؤولي الأمم المتحدة، إلــى ارتفاع أعداد الشــهداء والجرحى الذين ســقطوا بنيران الاحتلال، خلال فعاليات «مسيرات العودة».

كذلك أشــار الى أنــه إضافة الى هــذا «القتل المتعمــد»، فان إســرائيل تواصل أيضا ســعيها الى اتخــاذ تدابير غيــر قانونية أخــرى تهدف إلــى خنق بقية الســكان المدنيين الفلســطين­يين واســتنزاف قدراتهم على التكيــف، لافتا إلى أن ذلك يظهر جليا بشــكل يومي مــن خلال «فرض سياسات استعمارية غير قانونية ومدمرة تهدف إلى فرض البــؤس على نطاق واســع، وتهجير وتطهير السكان الفلسطينيي­ن عرقيا من أراضيهم الأصلية».

وقال إن هــذه الانتهــاك­ات المنهجية تشــمل استمرار بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلي­ة وبناء الجدار في فلســطين المحتلــة، بما في ذلك القدس الشرقية، فضلا عن هدم المنازل والممتلكات الفلســطين­ية، والإخــاء القســري للعائــات والمجتمعات ومصادرة وتجزئة الأراضي وفرض نظام الفصــل العنصري، بما فــي ذلك من خلال المئات مــن نقاط التفتيــش ونظــام التصاريح المؤسســة للسياســات العنصريــة والتمييزية ضد الفلســطين­يين، وســجن آلاف الفلسطينيي­ن واحتجازهم وتعذيبهم حتى لمجرد المشــاركة في احتجاج ســلمي ضد هذا الاحتلال الأجنبي غير القانوني.

وشملت الرسائل كذلك قرارات إسرائيل بهدم قرية الخان الأحمر، حيث أكد السفير الفلسطيني أن القــرارات «تبعث على القلق الشــديد» منوهاً إلى أن إســرائيل، الســلطة القائمــة بالاحتلال، قد بدأت فــي تنفيذ خططها لطرد ســكان الخان الأحمر، وتدميــر القرية بأكملها، بهدف تســهيل توســيع المســتوطن­ات الإســرائي­لية، في خرق جسيم للقانون الدولي.

ونــوه الــى أن إســرائيل، الســلطة القائمة بالاحتــال، ترتكب كل هــذه الانتهــاك­ات التي ترقى إلــى مرتبة «جرائم الحــرب والجرائم ضد الإنســاني­ة»، في انتهاك جســيم لاتفاقية جنيف الرابعة وميثــاق الأمم المتحدة، وقــرارات الأمم المتحــدة ذات الصلة والتي لا تعــد ولا تحصى، وجميع صكوك حقوق الإنسان.

وكان الســفير منصــور قــد أكــد أن الرئيس محمود عباس دعا وزراء خارجية ودبلوماسيي­ن، إلى اجتماع في نيويورك الأســبوع المقبل لمناقشة احتمالات الســام في المنطقة، وذلك على هامش أعمال الجمعيــة العامة للأمم المتحدة، وقبل إلقاء خطابه هناك.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom