الخارجية الأمريكية: الخلاف السياسي بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء يشكل عائقا أمام التعاون الثنائي والإقليمي لمكافحة الإرهاب
أعربــت الخارجيــة الأمريكيــة عــن الأســف لكون الخلاف السياســي بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء «لا يزال يشــكل عائقًا أمام التعاون الثنائي والإقليمــي لمكافحــة الإرهــاب»، وقالت فــي تقرير إن الهجمــات الإرهابية في جميع أنحــاء العالم تراجعت بنســبة 23 في المئة العام الماضــي، مقارنة بعام 2016، راصدًا انخفاض عدد الأشــخاص الذين قتلوا في هذه الأعمال بنسبة 27 في المئة.
وأكدت وزارة الخارجيــة الأمريكية في تقرير حول الإرهــاب فــي العالــم لســنة 2017، صــدر أول أمــس الأربعاء في واشنطن، أن المغرب حليف مهم للولايات المتحــدة خــارج حلــف شــمال الأطلســي، و»شــريك ينعم بالاســتقرار ويشــيع الأمن» فــي إفريقيا جنوب الصحــراء، ويتميز بمشــاركته «الفعالة» فــي مبادرة «الأمــن والدفاع فــي إطــار 5+» 5التي تعالــج قضايا أمنيــة فــي حــوض البحــر الأبيــض المتوســط. وقال التقرير الذي نشــرت وكالة الأنباء المغربية الرســمية فقــرات منــه إن المغــرب يحتضــن التمريــن المشــترك المغربــي الأمريكي»الأســد الإفريقــي»، ويشــارك في العديد مــن التمرينــات الإقليميــة متعــددة الأطراف، وعضو نشــط في الشــراكة من أجل مكافحة الإرهاب العابر للصحراء. وســجل التقريــر أن التوجه المغربي الداعــم للاســتقرار فــي القــارة الإفريقية يقــوم على مقاربة «شــمولية» لمكافحة الإرهــاب تجمع بين تدابير اليقظة الأمنية والتعاون الإقليمي والدولي وسياسات لمحاربة التطرف.
وأشــار إلــى أن الجهود التــي بذلها المغــرب خلال ســنة 2017 لمكافحة الإرهاب أسهمت بشكل فعال في الحد مــن خطر هذه الآفــة، على الرغم مــن أن البلد ما زال يواجه من حين لآخــر تهديدات تأتي إلى حد كبير من خلايا إرهابية صغيــرة، كان أغلبها مبايعة لتنظيم «الدولة الإســامية» أو تســتلهم أســاليبه، مذكرًا بأن الســلطات المغربية ســجلت خلال ســنة 2017 تراجعًا في عــدد الاعتقالات المرتبطة بالإرهــاب )186(، وذلك للمرة الأولى منذ سنة 2013.
وذكــرت وزارة الخارجيــة الأمريكية بأنــه على إثر الهجمات الإرهابية التي اســتهدفت مدينة برشــلونة، قدمت السلطات المغربية المساعدة لنظيرتها الإسبانية في تحقيقاتها، مشــيرة، وأن المغرب يرأس إلى جانب هولندا المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وســجل التقريــر قلــق الحكومــة بشــأن التهديــد الذي تشــكله عــودة المقاتلــن الإرهابيــن المغاربة من بــؤر التوتــر، مقدرًا عددهــم بنحــو 1،660 وعائلاتهم، وموضحًــا أن المغرب يشــارك فــي التحالــف العالمي لهزيمة داعــش، وجدد فترة رئاســته للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وأكــد أن لــدى المغــرب اســتراتيجية شــاملة لمكافحــة التطرف تســتند إلى إعطــاء الأولوية للتنمية الاقتصاديــة والبشــرية، إضافــة إلى الإشــراف على المجال الدينــي، مضيفًا أن وزارة الأوقاف والشــؤون الإســامية طوّرت منهجًا تربويًا للأئمة المغاربة الذين يبلغ عددهم حوالي 50000.
وأفــاد التقريــر أن الرابطة المحمديــة للعلماء عملت علــى محاربــة التطــرف والعنــف عــن طريــق إنتــاج البحوث العلمية، وتوعية الشــباب بالمواضيع الدينية والاجتماعية، وأن المغرب فتــح معهد العلماء الأفارقة ليضم علماء دين من أكثر من 30 دولة إفريقية لمواجهة الفكر الإرهابي والتطرف.
وكشف تقرير لمؤسسة كوليام” لمكافحة التطرف بعنــوان «الدولة الإســامية: الوجه المتغيــر للجهادية الحديثة»، عــن وجود 1500 مقاتل مغربي في صفوف
داعش” بجبهات القتــال، مصنفًا المغرب في المرتبة الثالثة من ناحية جنسيات المقاتلين مع داعش بعد كل من تونس والسعودية.