Al-Quds Al-Arabi

... وتثني على الجهود الجزائرية للقضاء على الجماعات الإرهابية

- الجزائر « القدس العربي »:

أشــادت وزارة الخارجيــة الأمريكيــ­ة الأمريكية بالجهــود الجزائرية فــي مكافحة الإرهاب، مشــيرة إلى الجزائر مســتمرة في بذل جهود كبيرة لمنع النشــاط الإرهابي داخل حدودهــا، وأن الضربات التــي كالها الجيش الجزائــري للجماعــات الإرهابيــ­ة أضعــف قدراتها، وقلل من قدرتها على النشاط وتنفيذ اعتــداءات، دون أن تفضي تلــك الجهود إلى القضاء على خطر الجماعات الإرهابية بشكل نهائي.

وأضاف التقرير الســنوي حــول مكافحة الإرهــاب الصــادر عــن وزارة الخارجيــة الأمريكية أن الأرقام التي نشــرتها السلطات الجزائريــ­ة تؤكــد اســتمرار الضغــط على الجماعات الإرهابيــ­ة، كما أن أعداد الإرهابيين الذين قُتلوا أو أســروا أو استســلموا، وكذلك الأســلحة التي تم ضبطها والمخابــئ التي تم تدميرها، يكشــف حجم الجهــود التي تبذلها الســلطات الجزائرية من أجل شل حركة هذه التنظيمات الإرهابية.

وذكر أن تكبد التنظيمات الإرهابية لخسائر فــي صفوفهــا وعتادها قلل إلى حــد كبير من قدرتها على النشــاط داخل التراب الجزائري، بحســب ما يــراه الخبراء، ولكــن الجماعات الإرهابية مثل تنظيــم القاعدة في بلاد المغرب الإســامي، والجماعــا­ت الأخــرى المتحالفة معه، وفــرع داعش في الجزائــر )تنظيم جند الخلافة( مازالت موجودة في بعض المناطق ، وأن هذه التنظيمات تســتهدف أجهزة الأمن، وتســتهدف المصالح الحكومية والغربية، وأن تزايد وانتشار النشاط الإرهابي في دول جارة مثل مالــي وليبيا وتونس أدى إلى اســتمرار التهديدات الأمنية على الجزائر.

وذكر التقرير أنه حتى وإن لم تكن الجزائر عضوًا في التحالــف العالمــي لمحاربة تنظيم الدولــة الإســامية ) داعــش(، إلا أن ذلك لم يمنعها مــن المشــاركة في بعــض اجتماعات التحالف بصفتها ملاحظا، ”، وساهمت أيضا في جهــود محاربة هــذا التنظيــم الإرهابي بوســائل وطرق أخــرى، مثل المشــاركة في برامــج مكافحــة الرســائل، والمســاعد­ة في برامج بناء القدرات مع الــدول المجاورة، كما تشــارك الجزائــر أيضا في رئاســة مجموعة العمــل الخاصة ببنــاء القدرات فــي منتدى مكافحة الإرهاب العالمي، وتساهم في الجهود المبذولة على مستوى إفريقيا في مجال محاربة الإرهاب والتطرف.

وشــدد على أن الجزائر أولت أهمية كبيرة لتأمــن حدودها، وذلك لمنع تســلل الإرهابيين من الدول المجاورة، كما أنها تنســق مع تونس في هذا المجال، أما بالنســبة للحدود مع ليبيا، فإنها قامت بنشــر 3000 جنــدي إضافي على الحدود مع هذا البلد، فضلا عن تطوير تقنيات المراقبة الجويــة، و مراقبة قوائم المســافري­ن على الرحلات الداخلية والخارجية،ووضعت معــدات مراقبة وجــدار إســمنتي على طول الحــدود مع المغــرب، كمــا أن جميــع المراكز الحدوديــة تســتطيع الوصــول إلــى قاعدة بيانات الإنتربول. وأثنى التقرير على الجهود التي بذلتها الجزائــر من أجل مكافحة التطرف العنيــف، فقد وضعت الحكومة إســتراتيج­ية لمواجهــة التطرف بمشــاركة عــدة وزارات، ووضعت أيضا برامج إعــادة التأهيل وإعادة الاندماج للإرهابيين التائبين، موضحة أنه من بين الإجراءات المتخذة نجد الحرص عل إبعاد المســاجد عن السياســية، والنأي بها عن أي توجه إيديلوجي، وأن المسجد له دور أساسي في النهج الذي اختارت الجزائر الســير عليه، الأمر الذي دفع نحو فرض رقابة على المســاجد لمنع وقوع أي تجاوزات، كما قررت الســلطات الجزائريــ­ة منع اســتخدام المســاجد كأماكن اجتماع عام خارج أوقات الصلاة العادية.

وقال التقريــرإ­ن الجزائر عضو مؤســس في المنتــدى العالمــي لمكافحة الإرهــاب، وأن الاتحــاد الإفريقي عــن ســنة 2017 الجزائر منســقا لمكافحة الإرهــاب بالنظر لجهودها في هذا المجــال، كما أنها عضو مؤســس في معهد العدالة الدولية وســيادة القانون، وشــاركت أيضا في مشروعات متصلة بمكافحة الإرهاب، قام بتنفيذها فرع الأمم المتحدة المكلف بمكافحة الإرهاب والجريمة، وتعتبر الجزائر عضوا في لجنة جيوش الساحل “ســيموك”التي تضم كل مــن الجزائر ومالــي وموريتانيا والنيجر، والتي تم إنشــاؤها لمحاربة تنظيم القاعدة في بــاد المغرب الإســامي في منطقة الســاحل، وتســتضيف فــوق أراضيهــا مقــر الاتصال للمجموعــة، وتتولى تنســيق المعلومات بين الأعضاء.

وأضــاف التقرير بان الجزائر تســتضيف كذلك مقر الشرطة الإفريقية « أفريبول »، وهي عضو فــي المجلس الاستشــار­ي لمركز مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، كما تســتضيف المركز الأفريقي للدراســات والبحوث المتعلقة بالإرهاب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom