Al-Quds Al-Arabi

باريس تشترط الحصول على معلومات من طهران عن مخططها «الإرهابي» لتفجير مؤتمر «مجاهدي خلق» قبل تعيين سفير جديد لها في إيران

- لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي:

اشترطت باريس على طهران أن تزودها بمعلومات عن مخططها «الإرهابي» لتفجير مؤتمر مجاهدي خلق الــذي عقد في باريس نهاية شــهر حزيــران/ يونيو الماضــي، حتى توافق على تعيين ســفير جديد لها في إيران.

وقال مســؤولون فرنســيون لوكالــة «رويترز» للأنباء البريطانية، إن فرنســا لن تعين سفيراً جديداً في طهــران إلا إذا حصلت على معلومــات من إيران عن مخططها الإرهابي الفاشــل لتفجير مؤتمر منظمة مجاهدي خلق.

وألقي القبــض على دبلوماســي إيراني يعمل في الســويد و3 أشخاص آخرين للاشــتباه بتخطيطهم لشن الهجوم على مؤتمر المنظمة في باريس.

ومثلــت العملية ضربة للعلاقات فــي الوقت الذي كانت فيه فرنســا وشــركاؤها في الاتحاد الأوروبي يســعون لإنقاذ الاتفاق النووي الــذي وقعته القوى العالمية مع إيران في 2015.

وغادر الســفير الفرنســي في إيران، طهران هذا الصيف ويتعين على إيران أيضاً تعيين ســفير جديد في باريس بــدلاً من الســفير الذي غــادر العاصمة الفرنسية.

وقال مصدر رئاسي فرنســي «لدينا قائم بالأعمال اليــوم في طهران وهنــاك حوار رفيع المســتوى بين السلطات الفرنســية والإيرانية»، مضيفاً «نعمل معاً لكشف ما حدث بالنســبة لهذا الاجتماع. لن أقول إن هناك صلة مباشــرة )بعدم تعيين سفير(، لكن إيران وعــدت بإعطائنا حقائــق موضوعية في الأســابيع المقبلة ستســمح لنا بمواصلة علاقاتنا الدبلوماسي­ة كما هي اليوم .»

لكن مصدراً دبلوماسياً أكد أن فرنسا علقت بالفعل تعيين سفير جديد لها بسبب المؤامرة.

وكانت الســلطات البلجيكية قد اعتقلت شخصين يشتبه بتخطيطهما لهجوم بقنبلة على اجتماع منظمة مجاهدي خلق، وقال الادعاء البلجيكي إن الشــرطة اعتقلت المشــتبه بهما يوم الســبت وبحوزتهما 500 غرام من مادة بيروكســيد الأســيتون المستخدمة في صناعة القنابل التقليدية، كما عثرت على جهاز تفجير في سيارتهما.

وعلى صعيــد ذي صلــة بالموضــوع، أعلن قصر الإليزيــه أن الرئيس الفرنســي، إيمانويل ماكرون، ســيلتقي نظيريه الأمريكــي دونالد ترامــب، في 24 أيلول/ ســبتمبر، والإيراني حســن روحاني في 25 أيلول/ ســبتمبر في نيويورك علــى هامش الجمعية العامة الـ73 للأمم المتحدة.

وأشــار الإليزيــه إلى أنه مــن المتوقــع أن يلتقي ماكرون دونالد ترامــب لدى وصوله بعد ظهر الإثنين إلى نيويورك وسيتناول العشاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء الإثنين.

وفى 25 أيلول/ســبتمبر، ســيلقي ماكــرون كلمة قبل الظهــر أمام الجمعيــة العامة قبل عقد سلســلة لقاءات ثنائية، لاســيما مع الرئيــس الإيراني وكذلك من المرجح جداً أن يجتمع مــع الرئيس التركي رجب طيب إدروغان، وربما مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيســي. وقد يلتقي ماكرون أيضــاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في نيويورك كذلك.

وإلــى ذلك، قــال رئيس منظمــة الطاقــة الذرية الإيرانيــ­ة، علي أكبــر صالحي، أن إيــران تتوقع أن تلعب بريطانيا دورا فعالا وفنيا في مشــروع تحديث مفاعل أراك، مؤكدًا على الحاجة إلى تشجيع الشركات الإنجليزية للدخول في الأسواق الإيرانية.

جاء ذلك خــال لقــاء صالحي مع رئيــس الوفد البريطاني ومندوب بريطانيا في فريق العمل لتصميم وتحديث مفاعــل أراك، روبين غرايمــز، على هامش الاجتماع الـ 62 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد في العاصمة النمســاوي­ة فيينا، حسب وكالة «مهر» للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية.

وفي اللقــاء بحث الجانبان فــي مختلف المجالات ومنها التجارية والاقتصادي­ــة ودور بريطانيا كبديل لأمريكا في مشروع تحديث مفاعل أبحاث الماء الثقيل في أراك، وتبادل الطلبة الجامعيين وإقامة الورشــات التعليمية في مجال المعرفة والتكنولوج­يا النووية.

وأكد صالحــي ضــرورة تعزيــز العلاقــات بين البلدين في جميع الحقول خاصة العلمية والجامعية والاقتصادي­ة، ودعا الحكومة البريطانية للاســتفاد­ة من الفرصــة المتاحة عبــر الاتفاق النــووي لتطوير وتوطيد العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطالب بريطانيا بأداء دور مؤثر وتقني في مشــروع تحديــث مفاعل أراك البحثي للمــاء الثقيل وضرورة تشجيع الشــركات البريطانية الصغيرة والمتوسطة للدخول إلى الســوق الإيرانية وتوفير إمكانية تبادل الطلبة الجامعيين والأساتذة.

وأشــار روبين غرايمــز إلى أن بريطانيــا ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي، معتبــرا موافقة بلاده على الحلول مكان أمريكا في مشــروع تحديث مفاعل أراك مؤشرا لالتزام بلاده بالاتفاق.

وأعرب المســؤول البريطاني عن سروره للتقارير الإيجابية الصادرة عن المديــر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريــة حول التزام إيــران بالاتفاق النووي والعمل لتطوير التعاون الثنائي في باقي المجالات.

وفي ســياق آخر ذي صلة، أكد صالحي في اجتماع مع نظيره الصيني على هامش الدورة الـ 62 للمؤتمر الســنوي العــام للوكالــة الدوليــة، أن الجمهورية الإســامية الإيرانيــ­ة تبحــث عن إنشــاء مفاعلات صغيرة ومتوســطة بدلاً عن المفاعــات الكبرى على خلفية الظروف المناخية للبلاد.

وقال إن مشــروع تحديــث مفاعــل أراك البحثي يمضي قدماً بشــكل جيد، وإن بلاده ترحب بالتعاون الصيني المؤثر بهذا الخصوص.

وأكد رئيس الوكالة الصينية للطاقة الذرية، جانغ كجيان، أن التعــاون في مجال المفاعــات الصغيرة والمتوسطة وكافة المجالات الأخرى يمثل رغبة حقيقية للجانبين الإيراني والصيني.

وشــدد كجيان على دعم بلاده للاتفــاق النووي المبرم مع إيران، وعلى التعاون فــي مجالي التجارة والطاقة بين البلدين، مبيناً أن تحديث مفاعل أراك يعد مشــروعا متعدد الأطراف في إطار هــذا الاتفاق، وأن التقدم بهذا المجال يحظى بالأهمية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom