Al-Quds Al-Arabi

مستشفيات الحكومة للموت العاجل والوزيرة أمام البرلمان والاستثمار­ية للسطو على مدخرات الضحايا

السلفيون في المواجهة من جديد والحكومة ترفض التراجع عن فرض الضرائب والصحافيون بلا حماية

- القاهرة ـ «القدس العربي» من حسام عبد البصير:

بينما مثلت ذكرى عاشوراء التي حلت أمس الخميس 20 سبتمبر/أيلول فرصة للأغلبية الكادحة أن تكثف الدعاء بهذه المناسبة، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وتخرج مصر من كبوتها الاقتصادية. وقد اســتغلت الراقصة ســما المصري الفرصة نفســها لدعوة المواطنين لحجــب صورها العارية من على صفحاتهم الشــخصية فــي مواقع التواصل الاجتماعي على أمل نيل العفــو والمغفرة، بينما كان الفنان الراحل جميل راتب أكثر هدوءا عند رحيله، حيث دعا أن يقتصر العزاء على أحبابه فقط، كي لا يرهق الكثيرين ويحملهم مشقة التحرك في شــوارع القاهرة المكدســة بأهلها.. وكأنه استشعر خطورة الموقف.وبعفوية قال الرئيس السيسي أمس «أيدينا في إيد بعض» لدعم النظام التعليمي الجديد.

أما الخبر الأبرز الذي نشــرته عدة صحف من بينها «المصري اليوم» و«الوطن» فتمثل في قيام مواطن بســرقة الزي المدرســي لطفلته بســبب فشــله في تدبير قيمته، غير أن محافظة دميــاط التي من المفترض أنها شــهدت الواقعة، نفت الحادثة تمامــا، على الرغم من أن «المصــري اليوم» أســهبت في ذكــر تفاصيلها. أما أبرز المعارك الصحافيــة أمس فلم تكن موجهة ضد الإخوان فــي المقام الأول، بل حلّ الســلفيون متهمين على الواجهة ودشــنت «اليوم الســابع» حملة من المتوقع أن تســتمر الأيام المقبلة، وبدأت الفضائيات بالهجوم على الداعية محمد حســان نجم، ثم تحولت نحو الشــيخ محمد حســن يعقوب. وتعرضت وزيرة الصحة لمزيد من الهجوم بســبب حوادث وفيات مرضى في المستشفيات. ومن تقارير صحف أمس الخميس.. توقيع اتفاق مصري قبرصي لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز. وزير المالية: لا تراجع عن الضريبة العقارية وتعديل تشريعي لتيسير الإجراءات وإلى التفاصيل:

المعارضون ليسوا خونة

من بين المؤمنين بأهمية دور المعارضة في الحياة السياســية سيد علي في «الأهرام»: «الســؤال المحير هــل بالفعل نحن جــادون في الاعتراف بوجود المعارضة الوطنية السياسية )وأضع عدة خطوط تحت المعارضة الوطنيــة( أم لا؟ ذلك أن غياب المعارضة يؤشــر إلى خطورة المســتقبل للوطن وســامته، حيث لا توجد ســلطة بــدون معارضــة، لأن قواعد السياسة الحديثة تعتبر المعارضة وحيويتها وحضورها من معالم صحة المجتمع والدولة وعافيتها واســتقرار­ها، وغيابها يعني أن ثمة شيئا خطأ ويثير القلق لأنه لا يوجد أنبياء معصومون يعيشــون بيننا، وإنما بشــر لهم ضعفهــم وأخطاؤهم ومحاولــة تجاهل تلك البديهيــا­ت يعيد إنتاج الربيــع العربي، الذي عصف بخمــس دول أغلقت تمامــا الفضاء العام، وألغت أي وجود للمعارضة السياســية، واستخفت بقيمتها بالإجراءات المقيدة لنشــاطها، وبدا أن كل الإجراءات الحمائية أشبه بأجهزة التنفس الصناعي، ســرعان ما فقدت وظيفتهــا وتم نزعها عنــد أول اختبار لها، وبدت تلك الحمائية خطوة قصيرة وعارضة ولا تحقق الحياة الطبيعية، ولذلك فإن الجهد لتأســيس المعارضة الوطنية فرض عين على الدولة، بل رعايتها والصبر عليها فضيلة تحسب للدولة، وربما يكون لها الأولوية إن لم تتم بالتوازي مع تأســيس كتلة أو حزب للأغلبية حتى تستقيم الحياة السياسية .»

ابنة الطيار تعارض السيسي

«الرئيســة الجديدة لمفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشــليه اعتبرت تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة مؤخــرا ضد 75 إخوانيا إجهاضا للعدالة. ما لفت نظرعماد الدين حسين كما يشير في «الشروق»، هو أن الهجوم الذي شــنه كتاب الحكومة على ميشيل تم في وسائل إعلام مصرية، لا تأثير دولي لها، أغلب الظن أن باشــليه لا تجيد اللغة العربية، والمؤكــد أنها لا تتابع الصحافــة أو الفضائيات المصريــة. لكن أتصور أن مكتب الأمم المتحدة في القاهرة أرســل ملخصا بردود الفعل، إلى المقر في نيويورك أو جنيف. ما يشــغلني اليوم هو ســلوك عام تتم ممارسته في معظم القضايا المشــابهة، وهــي أن الردود لا تذهب لمــن يهمه الأمر! أفهم أن دفاع بعض وســائل الإعــام المصرية عن الأحكام، لإقنــاع المواطنين في الداخل بهــا، أو للرد على الحملات الممنهجة لإعــام جماعة الإخوان خصوصا فــي قطر وتركيا، باعتبار أنه يحاول اســتمالة بعض المصريين في الداخل، مستغلا أي قضية أو حادثة، لكن حينما يتعلق الأمر بمسؤولة دولية رفيعة مثل باشــليه، فالمفترض أن يختلف الأمر. كررنا الخطأ نفسه مع ســلف باشــليه، وهو الأردنى زيد بن رعد، الذي انتهــت مهمته قبل أســابيع، وكان دائم الانتقاد أيضــا للعديد من الحكومــات، وليس فقط في مصر. لم يكلف أحد نفســه محاولة فهم الآلية التي تعمل بها مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أو فهم الخلفية التي جاءت منها باشليه. هى ابنة طيار عارض انقلاب أوغســتو بينوشــيه على رئيس تشــيلي الاســبق اليســاري ســلفادور الليندي عام 1973. تم اعتقالها مع والدها الذي توفي في السجن نتيجة التعذيب، وتعرضت هي ايضا للتعذيب، ثم خرجت من السجن لتعيش في المنفى، حتى عام 1979. وبعد سقوط نظام بينوشيه المدعوم من وكالة المخابرات المركزية، صارت وزيرة للصحة، ثم وزيرة للدفاع، وأخيرا رئيســة لتشيلي لفترتين. من وجهة نظري أنه بدلا من تكثيف الهجمات الإعلامية باللغة العربية ضد باشليه، كان يفترض أن يكون هناك خطاب أكثر عقلانية مكتــوب باللغة الإنكليزية، يركز على أن الحكم كان أول درجة وليس نهائيا. وأنه إذا كان صحيحا صدور آلاف من أحكام الإعدام فكلها كانت أول درجة، وهذا ينطبق على كل أحكام الإعدام التي صدرت ضد قيــادات وكوادر جماعة الإخوان، ولــم تنفذ حتى هذه اللحظة، ومعظمها إن لم يكن كلها تم نقضــه بالفعل فى إعادة المحاكمات. الحالات القليلة التى تم فيها تنفيذ أحكام الإعدام ــ ربما لا تزيد على عشرة في خمس ســنوات ــ كانوا بحق متهمين بممارسة القتل العمد والتخريب والإرهاب، مثل قصة عرب شركس مثلا. وهناك تفهم آخر لمعارضة فرنسا أو الاتحــاد الأوروبي لعقوبة الإعدام، وهو أمــر ليس خاصا بمصر فقط، ولكــن هو موقف عام. ويضغطــون به على تركيا أيضــا، وبالتالي فالرد ينبغي أن يكون في إطار أن نمط الجرائــم والصراعات الموجود في مصر والمنطقة، ربما يجعل وقف الإعدام الآن ليس مناســبا كما تقول العديد من الحكومــات العربية. نحتاج أن نخاطب الخــارج باللغة التي يفهمها، ولا يفيد ولا يصح أن نقول لبعض هذا الخارج «أنتم اعضاء أو متعاطفون مع جماعة الإخوان، واخبطوا رؤوسكم في الحائط»، لأننا ببساطة نحتاجهم في ملفات كثيرة، وأحيانــا ننفذ لهم بعض ما يطلبونه في إطار المواءمات الموجودة فى العالم بأكمله.»

الترزي يحب الريس

عثر محمد أمين الكاتب فــي «المصري اليوم» على ترزي بيحب الرئيس فلنتعرف على أصل الحكاية: «تصادف أنني ذهبت إلى «ترزي» لا يعرفني، وطلبت منه «تقصير» بنطلون جديــد.. بدأ على الفور، بدون تردد، ولكن يبدو أن طريقة الدخــول والطلب جعلته يترك ما في يديه، ورغم أن الأمر لم يستغرق دقائق، قال بلا مقدمات: «الراجل عامل شغل محترم». قلت له: تُقصد مين؟ قال: الرئيس.. قلت له: مــش كده؟ قال: يكفيه الطرق وعلاج مرضى فيروس ســي. ورغم أنني أؤيد كلام الترزي مئة في المئة، إلا أنني خشــيت أن يكون قد قال ذلك ليجس نبضــي، أو يحاول أن يعرف طبيعة الشــخص الذي أمامه. وخرجت أهمس لنفسي: هل كنت أتصرف بطريقة «ميري»، أم أن الرجل كان يتحــدث عن قناعة؟ وتأكدت أنها قناعة الرجل مثل كثيرين، ولكــن هناك مَن يقولها، وهناك مَن يخشــى من قول الحق، حتى لا يقال إنه «مطبلاتي». فهذه شــهادة من «ترزي» لا يعرفني، وهناك شــهادات من ملايين تم علاج أبنائهم من فيروس سي، فهي ليست فرقعة إعلامية، ولكنها حقيقة مؤكدة، ومبادرة رئاسية تستهدف أن تكون مصر خالية من فيروس سي بحلول عام 2020، والذين قاسوا من هذا الفيروس اللعين يعرفون قيمة هذه المبادرة العظيمة، وهي تشــمل مســح الأطفال، وحتى المســاجين في الســجون. فلا الترزي «مطبلاتــي»، ولا هو مضطر لذلك أبدا، ولا الحلاق مضطر لوصلة نفاق.. المصريون يقولون كل شيء.. الحلوة والمرة، نعم يشكون من الأسعار، ولكن يعذرون الرئيس، «مفيش حد عاوز يقرف شــعبه.. ومصلحته يسعد الناس». هكذا كان يقول وكنت أسمعه وهو أشبه بفيلسوف يحكي عن زمن فات، ويحكي عن ذكرياته في الخليج، وعودته لزواج البنات».

الوضع غير مطمئن

«تصريح مرعب لوزيــر المالية حول الديون الخارجيــة التي لم تصل فقط إلــى مرحلة التضخم الحرجة، بل وصلت كما يؤكد مجدي ســرحان في «الوفد»، إلى مرحلة «لازم تســدد اللي عليك».. وفقا لتصريح الوزير. أراحنا التصريــح الأول لأننا منذ بدء حملة تهديدات الســيدة رئيســة مصلحة الضرائب العقاريــة للممولين.. بهدف حثهم على الســداد لتملأ خزائن مصلحتها وتثبت أنها «شــاطرة وجدعة وبتعرف تجيب فلوس،» ونحــن نحذر من خطأ الاندفاع في هذه الحملة، بل من خطأ تطبيق قانون هذه الضريبة.. لأنه تشــوبه عيوب دســتورية واضحة. وسقنا من أجل إثبات ذلك نصوصا قانونية من حكم ســابق للمحكمة الدستورية، يقضي بعدم دســتورية فرض ضريبة على أصل ثابت «لا يدر ربحا» وليست على مال متجدد أو معاملة جارية.. ولأن فرض هذه الضريبة يعد مساسا بأصل حق الملكية المحمي دســتوريا. حذرنا أيضا من أن تقديرات هذه الضريبة قد بنيت كلها على أســاس الأســعار في عام 2010 وسيتم احتسابها وفقا لأسعار 2013 كقاعدة حســابية، وفي الحالتين فإن هذا ظلم واضح وكبير للناس، لأن التاريخين يســبقان تاريخ تعويم الجنيه الذي خفض قيمته لأقل من النصف، وبالتالي رفع أســعار كل شــيء بما في ذلك العقارات، وأصبــح من الســهل والعادي جدا أن تجــد مواطنين كثيريــن يمتلكون وحدات عقارية تتجاوز قيمتها حد المليونين جنيه.. ويقيمون فيها.. لكنهم لا يمتلكون دخلا كبيرا يعيشون منه أو يدفعون منه الضرائب. كما أن هذه الضريبة لا تفرق بين من يمتلك وحدة ســكنية ليقيم فيها، ومن يستثمرها وتدر له دخلا يســتحق أن يدفع عليه الضرائب. وخضنا تجربة شخصية في أحد مكاتب المصلحة.. لمســنا فيها عمليا عدم الاستعداد لتحصيل هذه الضريبة بشكل عادل .»

منك لله يا سادات

من معارك صحف الخميس هجوم عبد الله الســناوي في «الشــروق» على الرئيس الراحل أنور الســادات: «في عام 1960 كان متوسط الدخل الفردي في مصر نحو 200 دولار سنويا، بينما كان في كوريا الجنوبية 70 دولارا، كذلك كان الميزان التجاري بين مصر والصين الشعبية يميل بشدة لصالح مصر، ولم يبدأ هذا الميزان في التحول بشــدة إلى صالح الصين إلا ســنة 1981، نتيجة سياسة الانفتاح الاســتهلا­كي التي اتبعتها مصر منذ منتصف الســبعيني­ات، وعدم التركيز على التنمية المستقلة. كان ذلك هو الســبب الجوهري في انقلاب الموازين الاقتصادية مع الشرق الآسيوي. هكذا أهدرنا، ضمن ما أهدرناه في «كامب ديفيد»، أي قاعدة اســتراتيج­ية واقتصاديــ­ة لبنــاء علاقات ندية مــع اللاعبين الدوليــن الآخرين. الآن نحن نتحدث عن صين ناهضة وقوية تتطلع في مدى ســنوات إلى تصدر التصنيــف الدولي كأقــوى اقتصاد فــي العالم، لا بلــدا محاصرا يعاني عزلة دبلوماســي­ة، وصداماتــه الأيديولوج­ية مع الاتحاد الســوفييت­ي تنهك حركته. ونحن نتحدث عن هنــد جديدة تنازع بقوة التنين الصيني على معدلات التفــوق والقوة، لا بلدا يعانى بقســوة من الفقر والحرمان وتبعات الاســتعما­ر البريطاني الطويل. في مستجدات الشرق الآسيوي أن الصين عيونهــا مفتوحة على الهند أكثر من أي بلد آخر في آســيا، بما في ذلك اليابان ومن يســمون بالنمور، والهند تتابع بالتفاصيل ما يجري في جارتها القويــة وتنظر في ما يمكن أن تتبناه من سياســات تســمح بملاحقتها إلى القمة هذه حقائق اليوم، فــإذا لم ندركها فاتنا قطار القرن الجديد. عند إعــان الرئيس أنور الســادات أن «99٪ من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة» بدت مصر أمام انحدار اســتراتيج­ي. عكس ذلك الإعلان نوع الاســترات­يجيات والسياسات المصرية الجديدة، كأنه دعوة مفتوحة للأصدقاء الســابقين في الشرق الآســيوي إلى تنحية مصر من على أولويات تحالفاتها الدولية، والانفتاح على إسرائيل بصورة لم تكن متصورة. الإعلان نفســه في منطقه وتداعياته أفضى إلى ابتعاد إفريقي عن الدولة التي لعبت أكبر الأدوار في تحريرها والانفتاح على إسرائيل».

إسكندرية بلا بحر

نغادر العاصمة للإســكندر­ية حيث تســعى كريمة كمــال في «المصري اليوم» لكشف لغز اختفاء البحر: «السور المبني على كورنيش الإسكندرية الذي أثار الغضب والحنق الشديد ليس لدى أهل الإسكندرية وحدهم، بل أهل مصر جميعا.. هل هو ســور فعلا أم جزء من مبنى على الشاطئ؟ هل يحجب الرؤية عن البحر على امتــداد الكورنيش كله أم على امتداد جزء منه فقط؟ هذا هو الســؤال الذي طرح بعد الجــدل الذي أثير على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت الإجابة على لســان محافظ الإســكندر­ية الذي قال إنه مبنى لمشروع اســتثمارى يوفر ثمانمئة فرصة عمل! فهل من حق أحد أن يقيم مشاريع استثمارية على البحر، بحيث تحجب الكورنيش حتى لو في مساحة بضعة مترات لمجرد أنها توفر فرص عمل، أم أن في هذا تعديا على حق الناس؟ مِن حق مَن حرمان أهل الإسكندرية، بل أهل مصر كلهم مــن أجمل كورنيش تاريخى في مصر، بل فــي المنطقة كلها؟ كل هذه الممارسات التي تغتال حق الناس في التمتع بالبحر والكورنيش هي ضد الدستور الذي أقر حق المصريين في التمتع بثروات بلادهم والقوانين التي تنظم هذا الحــق والتي تمنع الاعتداء على حــرم البحر والحق الطبيعي للناس في رؤية البحر، وهو الذي دفع الناس للتعبير عن كل هذا الغضب مطالبين بإنقاذ الإســكندر­ية وكورنيش الإســكندر­ية.. لقد غضب الناس لأنهم شعروا بأن هناك من تعدى على أبسط حقوقهم.. حق رؤية البحر».

في بيتنا فأر!

تركنا عــاء عريبي ينتابه وضع مأســاوي في «الوفد» بســبب عدو يتعقبه: «منذ أن صرحت زوجتي بشــكوكها عن وجود فأر في المنزل، وأنا في غاية التوتر والقلق، أشعل الأنوار، والتلفزيون، وأتغطى جيدا، وأنام بنصف عين، وأستيقظ كل لحظة أفتش فــي الغطــاء، والملابس، والســرير، والحجرة، وأفكر أكثر مــن مرة قبل أن أدخل إلــى المطبخ ليلا وهم نيام. نحن لســنا على يقــن من توقيــت دخوله الشــقة، ربما قبل أسبوع أو أكثر، كما أننا لسنا على علم بكيفية دخوله البيت، هنــاك ثلاثة احتمالات: الأول وهو ما ترجحه الســيدة حرمنا: أنه جاء من حديقة المنزل، وتســلق الحائط أو مواســير الصرف، ودخل من فتحة شفاط المطبخ، وهذا الاحتمال لا أتفق معه، ومع هذا قمت بفحص الشباك وحلقه من الخارج، وفتحة الشفاط، لم أجد ما يثير الشــك، أو يرشــدنا إلى دليل يؤكد مروره من هذا المسار. الاحتمال الثاني وهو من ترجيحي: أن الفأر جاء من الحديقة وصعد السلالم، ودخل خلسة من باب الشقة ليــا، ربما أثنــاء إخراج صنــدوق القمامة أو عند عودة إبني مســاء، وهــذا الاحتمال استبعدته حرمنا: من الصعب دخوله بدون أن نــراه. الاحتمــال الثالث، أيضــا لي: أنه تســلق الحوائط ودخل من نوافــذ البلكونة، فقد نســته حرمنا المصون مفتوحا أكثر من مــرة ليلا، بالطبع حرمنا المصــون رفضت هذا الاحتمال شكلا وموضوعا، ومبرراتها في الرفض دعمتها بالنقاط التالية، أولا: إنها لم تنس السلك ســوى مرة واحدة، ثانيا: أنني تداركت نسيانها وأغلقته بعد فترة وجيزة، ثالثا: من المستبعد أن الفأر كان يترصد وينتظر نسياننا السلك مفتوحا، رابعا: لماذا اختار المطبخ ولم يختر دولاب البلكونة، وهو على حد قولها ملــيء بالكراكيب، ألعاب حفيدينا مــازن وكارما، وأوراق وكتب الدراسة الخاصة بابننا.»

جهل أم تعليم؟

ننتقل لمشكلة التعليم وتردي أوضاعه التي يرصدها أكرم القصاص في «اليوم الســابع»: «يقول الوزير «اللي عندنا ده مش اسمه تعليم.. هناك دول ســبقتنا.. والمفروض أننا نســاعد الذي يريــد أن يطور مش نقذفه بالطوب»، ويقــول أيضا: «أنــا متربي في المدارس الحكومية 9 ســنين.. تعلمت في جامعة القاهرة والتعليم في مصر كان ممتازا في الستينيات.» كلام الوزير يعني أن التعليم لم يكن طوال الوقت ســيئا، وأن هذا التعليم تخــرج منه الباحثون والعلماء، وقال الدكتور أحمد زويل كلاما مشــابها عن مستوى التعليم في مصر وأنه وغيره تعلموا بشكل جيد، وهذا الكلام يعنــي أن التعليم لا يقــوم فقط على مظاهر شــكلية أو تقنيات فقط، لكن على أســس ربما تكون اختفت خلال عقود، ولو عدنا إلى هذه الســنوات ربما اكتشــفنا أنها تزامنت مع الدروس الخصوصية والتوسع في الكتب الخارجية. يقول الدكتور طارق شوقي أيضا: تعاقدنا على 700 ألف تابلت سيتم توزيعها على الغني والفقير، وامتحانات الثانوية العامة لن يتدخل فيها العنصر البشري، ستكون على التابلت والتصحيح سيتم إلكترونيا، والكتب الخارجية ســتكون على التابلت مجانا داخل المدرســة، وقال إن تكلفة توصيــل الإنترنت لكل المــدارس 2.5 مليار جنيــه، وأنجزنا 2400 مدرسة حتى الآن، الوزير دائما ما يشير لأصحاب المصالح من مافيا الكتب الخارجية والــدروس الخصوصية، ممن يعارضون التطوير، وفي الوقت نفســه وأمام تصريحات الوزير المهمة، تبدو المظاهر القائمة في المدارس الخاصة وأيضا في المجــال العام للتعليم بعيدة عما يطرحه الوزير، الذي يركز علــى المناهــج والتكنولوج­يا، والمدارس الخاصــة تبحث عن مزيد من الأمــوال وطلبات خرافية لا علاقة لها بالتعليــم، وهو ما يبدو في واد مختلف عما يطرحه الوزير.»

لن ينجح أحد

«أهم خبر خــال القرنين الفائتين، من وجهة نظــر أحمد الجمال الذي يسرده في «الأهرام» ما قاله الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم ونصه: إحنا مش ناويين ننجح حد في الابتدائية من غير ما يتعلم القراءة والكتابة، «هسقطه 1000 مرة» لحد ما يتعلم، ثم وبالأهمية نفسها ما جاء منسوبا للســيد الوزير بأن هناك تغييرا في ثقافة المعلمين من التلقين إلى الحوار، وأن هناك اتفاقا مع فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على تدريب المعلمين، وتطبيــق مناهج النظام الجديد نفســها، والتابلت على طلاب الأزهر، وتطبيــق آليات النظام الجديــد، وتوحيدها خلال الفترة المقبلة. وتســألني حضرتك لماذا منذ قرنين؟ فأجيب باختصار شــديد أن محنــة التعليم، ومن ثــم الثقافة والوجدان، ومن ثــم الواقع الاجتماعي والاقتصادي والبعد الحضاري، بدأت في مصر الحديثة عندما لم يستطع محمد علي باشــا أن يقيم نظاما موحدا للتعليم، ولم تســتطع الحكومات المصرية المتعاقبة بعد ذلك توحيد آليات النظام التعليمي في مصر، ولذلك فــإن تأتي لحظة يصــدر فيها كلام كالــذي يقوله الوزير طارق شــوقي، ويتحــول إلى إجراءات تنفيذيــة، فهي عندي لحظة التحــول التاريخي الجــذري، الذي ســيقود كل الجوانب في حياتنا، وفــي مقدمتها الثقافة وضمنها الخطاب الدعــوي الديني والعقلية الجمعية المصرية بوجه عام. وقبل أن اســتطرد أحكي واقعة حدثت منذ أقل من عشــر سنوات، وكانت حوارا بيني وبين وزير التعليم العالي- آنــذاك- وكان الوزير يتكلم في أحــد الصالونات الثقافية، وممــا قلته للوزير- آنــذاك- إن محنة مصر تكمن فــي ازدواج النظام التعليمي بين جهــة تعتمد على الحفظ والتلقين والاستظهار وجهة أخرى تعتمد الفهم والحوار والنسبية في الأمور.»

مصالح شخصية

«فجَّر إعلان عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحافيين، عن إعداده لمسودة تعديــات قانون النقابة خلافا جديدا بينه وبــن بعض أعضاء المجلس، الذين اعتبروا أن المســودة جاهزة وأن التعديلات تمت في غيبة الجمعية العمومية، وتهدف إلى تحقيق مصالح شخصية مع قرب إجراء انتخابات النقيب والتجديــد النصفي للمجلــس، في مارس/آذار المقبل، حســبما جــاء ذلك في «الوطن»، وهو الأمر الذي نفــاه النقيب. وكان 5 من أعضاء مجلــس النقابة قد أصــدروا بيانا يرفضون فيه هذه المسودة كمبدأ، وهم جمــال عبدالرحيــ­م ومحمد خراجة ومحمود كامل ومحمد سعد عبدالحفيظ وعمرو بدر، وهو الأمر الذي استنكره عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين، قائلا لـ «الوطن»، إن «هذه التعديلات ســيتم طرحها على جميــع أعضاء المجلــس، ثم الجمعيــة العموميــة للتصويــت عليهــا، وأنه اســتفاد مــن جهود المجالس الســابقة فــي إعدادها.» لكــن جمــال عبدالرحيــ­م، عضو مجلــس النقابة وأحــد المعترضين على المســودة، أكد أن المبدأ نفسه مرفوض لأن مشروع قانون النقابة المقترح عكــف على إعــداده مدير الشــؤون القانونية في مؤسســة الأهــرام لمصالــح ضيقــة تتعلق باســتمرار البعض فــي مناصبهم مع قرب إجــراء انتخابات النقابة حســب تعبيره. وتابع عبدالرحيم لـ«الوطــن»، قائــا: «كارثــة وفضيحــة أن يتــم تشــكيل لجنة من خــارج النقابة لوضع قانون النقابة، وهــذا أمر مرفوض وغير مقبول بالمرة ولن نناقش هذا الأمر، ولن نتســلم هذه النسخ لا من قريب ولا من بعيد وجاهزين لإعداد مشروع قانون النقابة من الصفر من خلال مجلس النقابة بالتنســيق مع الجمعية العمومية، وبالاستعان­ة برموز المهنة بدلا من مشروع سابق التجهيز.»

مأساة الحكومة

يــرى محمود خليل في «الوطن»: «أن الحكومــة في انتظارها مفاجآت مؤلمة قريبا، كل الشواهد تقول إن الحكومة ستعاني أشد المعاناة في جمع الضريبة العقارية لعدة أســباب، أولها عدم وجود قواعد بيانات تســهل عملية التحصيل، وثانيها وجود حالة مــن اللخبطة والارتباك في تقدير الضريبة وحدود الإعفاء منها. فأي عقار له سعر في العقد المبرم بين البائع والمشــتري، وسعر سوقي ناتج عن التضخم، الحكومة بالطبع تعتمد على السعر السوقي في تقدير الضريبة، وهو أمر يغري أي مواطن بمخاصمتها قضائيا ليطالبها بالاحتكام إلى سعر العقد، وعن معاناة المواطن حدث ولا حرج. فلا يوجد مواطن في أي دولة من دول العالم يســعد بفرض ضريبة عليه. الضريبة العقارية ســتضيف أعباء دفع جديدة على المواطن الذي أهلكــه الدفع. المواطن أصبح مثل الجمل الذي يوشــك أن ينخ تحت تأثير الحمولة الإضافية التي توضع كل يوم فوق ظهره. فكل فواتير معيشــته زادت، والحكومة تحصل منه ضرائب ورســوما بدءا من شــهادة الميلاد حتى شهادة الوفاة، وتزيد عليه أسعار الخدمات بإيقاع غير مسبوق. وها هي بعد كل هــذا تطلب منه دفع ضريبة على العقار الذي يملكه أو يؤويه. لســت أدري كم ســتنفق الحكومة على الحملات التوعوية والترويجية التي تحاصر المواطن مــن أجل أن يدفع الضريبــة، وكذلك على الموظفين والمحصلين الذين ستعتمد عليهم في جمعها؟ والمؤكد أنها ستنفق الكثير.. كل ذلك من أجــل 5 مليارات جنيه! هل تعلم حجم الأموال التي تضيع على الحكومة بسبب التهرب الضريبي؟ إنها تصل في بعض التقديرات إلى 400 مليار جنيه. يعني 80 ضعف المبلغ الذي تســتهدفه الحكومة من الضريبة العقارية».

وزيرة منحوس

«مثــول وزيــرة الصحة أمــام البرلمان يعــول عليه جــال عارف في «الأخبار» باعتباره إشــارة إلى أن الحادث لن يمــر كغيره من الحوادث، وأن المأساة ينبغي أن تكون حافزا لمواجهة حقيقية للأسباب التي أدت إلى وفيات الغسيل الكلوي في «ديرب نجم» التي لا تقتصر على هذا المستشفى أو ذاك، وإنما تمثل حالة عامة ينبغي التصدي لأســبابها.. من الإهمال إلى ســوء الإدارة إلى ما حدث لمنظومة القيم التي تنظــم حياة المجتمع كله.. وليس فقط داخل المستشــفي­ات. وحتي لا نغرق فــي التفاصيل، نتوقف فقط عند ما قالته وزيرة الصحــة الدكتورة هالة زايد أمام نواب البرلمان. في كلمات قليلــة أوجزت الوزيرة الوضع في القطــاع كله وليس في هذا المستشــفى أو ذاك، بعد أن أكدت أن جهود أطباء المستشفى ساهمت كثيرا في إنقاذ باقي المرضى ومنع تزايد أرقــام الوفيات نتيجة للحادث المؤلم. قالت الوزيرة: «معندناش بني آدمين بتشتغل، وعندنا أزمة ضمير، وعجز في العمالة، و60٪ من الأطباء في الســعودية، والباقي يسعى للعمل في القطــاع الخاص». هذه هي القضية في حقيقتها. حادث مستشــفى ديرب نجم أمام النيابة واللجان الفنية ســتصل للحقيقة وتحدد المتهمين الذين تسببوا في هذه المأســاة لتتم محاكمتهم. لكن الأهم هو أن نناقش الوضع العام الذي أنتج حادث ديرب نجم وينتج العديد من الحوادث التي يمكن أن تمر بهدوء وبدون حســاب، في حماية الفساد والإهمال. القضية أكبر من توفير الإمكانيات. الجانب الأسهل فيها هو معالجة العجز في العمالة، ولدينا في طب القصر العيني وحده من الأســاتذة الكبار ما يكفي لتكوين هيئات تدريس محترمة لعشرين كلية طب.»

عاشوراء كاشفة

على خلفية ذكرى عاشــوراء أمس تجدد الخلاف كما تشــير «الوطن» حول الصلاة في مســاجد فيها أضرحة، بين الســلفيين، الذين يحرمون الأمر بشــكل تام ويعتبرونه خطأ في عقيدة من يقوم به، وأزهريين يرون أن الصلاة في مساجد الأضرحة أمر مستحب، وقام الطرفان بنشر راوبط لفتاوى قياداتهم وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشــرت «غروبات» الســلفيين عبر «فيسبوك» فتاوى وفيديوهات التحريم، ومنها فيديو للشــيخ أحمد النقيب، القيادي السلفي البارز، قال فيه: «لا يجتمع مســجد وقبر في الإسلام ولا تصح الصلاة في المســاجد التي فيها قبور، ولا يجوز القياس على مســجد النبي لأن قبر النبي لم يكن أصلا من جملة المســجد، وإنما دخل المســجد في عصر الأمويين، والتوسعات الكثيرة ما زال القبر في طرف مســجد النبي، ثم أن الصلاة في مســجد النبي صلاة مخصوصة لا تقاس عليها مساجد غيرها».

لا يحبونه

«لا يصدق جمال سلطان في «المصريون» ما ذهب إليه ياسر رزق بشأن وجــود تواصل بين جمال مبارك والإخوان، ويؤكد على أن كلام رزق يفهم منه أن أجهزة رصدت إشــارات على تحرك ملموس، أو أنها مجرد شكوك حتى الآن وتحذيرات مبكرة، ولكن على المســتوى الافتراضي فالمســألة ليســت مســتبعدة من جانب الإخوان تحديدا، لعدة أســباب، أولها أن الإخوان سبق وراهنت على جمال مبارك في الخمس سنوات الأخيرة من حكم أبيه، بل إن المرشــد محمد بديع والمرشد السابق مهدي عاكف تحدثا لمجلات وصحف مصرية بأنهم لا يمانعون في «توريث» الســلطة لجمال، إذا تقدم للشــعب باختيار حر وانتخابات نزيهة، وكالــوا لجمال الكثير من الصفات الإيجابية كقائد شــاب، وفهم الأمــر يومها على أنه غزل مبكر مــن الجماعة لحجز مقعدها في المركب الجديــد، أو التي كانت تتصور أنه سيكون المركب الجديد حسب السيناريو الذي كان مبارك ودولته يرتبان له بوضوح. الأمر الآخر أن الجماعــة ـ الآن ـ نفضت يدها تقريبا من قوى المعارضة المصرية الأخرى، بما فيها القوى الإســامية التي كانت متحالفة معها بعد أحداث 3 يوليو/تموز 2013، وتســبب أداء الإخوان السياســي والإعلامي فــي الداخــل والخارج ونشــاطهم على صفحــات التواصل الاجتماعي إلى تعميق الخلافات وتمزيق صفوف المعارضة وتأكيد شكوك المعارضة المدنية ـ بشــكل خاص ـ تجاه الجماعة ونواياها ومدى إيمانها بالديمقراط­ية والدولة المدنية».

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom