Al-Quds Al-Arabi

«الكلمة لا تموت»: كاتب مصري يعيد الشاعر التركي نجيب فاضل مسرحيًا

-

■ إسطنبول الأناضول: يعمل الكاتب المسرحي المصري خالد مصطفى )56 سنة(، على إعداد مســرحية حول الشاعر التركي والمفكر الإســامي الشــهير نجيــب فاضل ‪.)1983 1904(‬

وتركز المســرحية على فلســفة الموت، مؤكدة أن الكلمة المبدعة الصادقة تبقى حية في وجــدان وعقول الشــعوب، ولا تموت بموت كتّابها ومبدعيها.

كما تــدور أحداث المســرحية حول الهمّ الكبير الذي كان يلاحــق فاضل، في إعادة المجتمــع التركــي إلــى الثقافــة والهوية الإسلامية، بعد ســقوط الدولة العثمانية العام 1924.

ويهــدف الكاتب من محتــوى وعنوان مســرحيته «الكلمة لا تمــوت»، إلى إعادة إحياء الشــخصيات الإسلامية في أوساط الشباب التركي والعربي، حسب مصطفى.

يقول الكاتب المصري: «حينما قدمت إلى مدينة إســطنبول قبل نحو سنة، قرأت عن نجيب فاضل، وسمعت من المقربين منه عن حياته الشخصية، فازداد حبي له».

ويشير إلى أن حبه تضاعف عقب قراءة مسرحيته «خلق إنســان»، التي علقته به إلى حد كبير، إضافة إلى أشــعاره المترجمة إلى العربية أيضاً.

مصطفى، الذي درس الهندسة في مصر، انتقــل إلى ألمانيا لدراســة الســينما، قبل أن يقرر الاســتفاد­ة مــن موهبته في أعمال تتوافق مع الدين الإســامي، في الســينما والمســرح، فقرر تــرك مشــروعاته الفنية القديمة.

وحول أســباب قدومه إلى إســطنبول، أوضح أنه خــال الفترة الأخيــرة، كانت الظروف فــي مصر «بعيدة عــن الإبداع،» فقــرر الإقامة في الربــاط أولًا، ثم بعد ذلك حضر إلى تركيا، ويقيم في إسطنبول، منذ نحو سنة.

ويرى الكاتب المصري أنه كان محظوظًا بالقدوم إلى تركيا، حيــث التقى بمواطنه الدكتور محمد حرب )يقيم في تركيا منذ 45 ســنة(، ليفتح أمامه آفاقًا واسعة بالنسبة للعمل الدرامي.

ويلفــت مصطفــى إلى أن حــرب أهداه مســرحية «خلق إنســان» - من ترجمته للعربية - لنجيب فاضل، وانبهر بها بشكل كبير، وقرر كتابة نقد عنها باللغة العربية، ونشــر مترجمًا في إحدى المجلات الأدبية التركية.

ويشــير إلى أن حرب تحــدث معه عن ذكرياته مع نجيب فاضل فــازداد حبه له، مضيفًا أن المسرحية جعلته يتعلق بالشاعر التركي وأشــعاره المترجمة إلــى العربية أيضاً.

ويتابــع: «حينما علمت ســمات فاضل الشــخصية، وكيــف كان مهمومًــا بإعادة المجتمــع التركي إلــى الثقافة الإســامية، قررت حينهــا كتابة عمل مســرحي يجمع حرب مــع محمــد نجيب، من خــال قصة درامية».

تبــدأ القصة الخيالية، حســب الكاتب، من محمد حرب الــذي يتوقف في ترجمته لمسرحية «خلق إنســان» عند موقف معين، حيث استشكل عليه الأمر، عند ترجمته إلى العربية.

ويطــرق عليه البــاب نجيــب فاضل، ويفاجئ حرب حينها بأنه على قيد الحياة، فيقول له نجيب أنا حي وحضرت لأساعدك في الترجمة.

وتســير أحداث المســرحية في تصاعد، انطلاقاً من حقيقة أن: الكلمة لا تموت، وهذا هو اسم المسرحية.

ويكمــل مصطفــى، حديثــه، حــول الســيناري­و بالقول: «ثم تصير شخصيات المسرحية الأساسية - خلق إنسان - أيضًا شــخوصًا بعثت فيها الــروح، فتظهر على خشبة المسرح».

ويشــير إلى أن حرب قرأ النص وأعجب به بالكامل، وأبلغه بأنه سيســعى جاهدًا ليتــم تنفيذه على المســرح التركــي، بعد ترجمته إلى اللغة التركية.

ولا يكــف الكاتب المصري عــن التذكير بمزايا الشــاعر التركي الراحل، ويقول إنه يتعمق بالنفس البشــرية، بصورة رائعة، وفي الوقت نفسه يبحث عن حقيقة وجود اللــه تعالى، والمــوت والحيــاة، بطريقة إبداعية راقية.

ويصفــه كذلــك بأنه «ســبق عصره»، «ولو كان موجــودًا حياً في هــذا العصر، لأثّر كثيراً في المجتمــع التركي، ولكانت له كتابات وإبداعات في السينما والتلفزيون لا نتخيلها».

ويعتبر أن مســرحية «خلق إنسان» من أروع النصوص المســرحية التي قرأها على الإطلاق، حتى ولو قورنت بأعمال شكسبير وجوته وبريشت وتشيكوفً.

ويشدد على أن «نجيب فاضل من الممكن أن يتم إحياؤه بين أوســاط الشباب، وهنا يأتي دوري ككاتب مسرحي».

وحول الصور الذهنية للشــعب التركي في الدول العربية، قــال إن الدراما التركية رفعت من شأنها كثيرًا، وأبرزها مسلسلات «أرطغرل»، و»الأرض الطيبة»، و»السلطان عبد الحميد»، وغيرها.

ويعتبــر الراحل نجيــب فاضل، من أهم الشعراء الأتراك الذين ســطع نجمهم بعد سقوط الخلافة العثمانية وتأسيس الدولة التركية الحديثة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom