Al-Quds Al-Arabi

الولايات المتحدة تمارس ضغوطا يومية على الشركات الألمانية بشأن العقوبات على إيران

-

■ فرانكفورت - أ ف ب:يمارس الســفير الأمريكي في برلين ضغوطا «يومية» على المؤسسات الألمانية لحضها على «الامتثال» للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وفق ما أشــارت اليه المتحدثة باسم الســفارة، بالرغم من سعي الحكومات الأوروبية لحماية شركاتها من الغضب الأمريكي.

ويأتــي الاعتــراف الدبلوماسـ­ـي بالضغط على الشــركات الأوروبية بعد ادعاء الســفير ريتشــارد غرينيل أنه عقد صفقة مع صانع الســيارات الألماني العملاق «فولكســفاغ­ن» لتطبيق الإجراءات العقابية الأمريكية، وهو ما رفضت الشــركة الألمانية تأكيده في اتصال معها.

وقالت كريســتينا هيغينز، الناطقة باسم السفارة الأمريكية في برلين «السفير الأمريكي غرينيل يتحدث إلى رؤساء مجالس ادارات وقيــادات صناعيــة منذ وقــت لحضهم علــى الامتثال للعقوبات الأمريكية». واضافت «يعمل الســفير بشكل يومي مع فريق الســفارة للمتابعة مع الشــركات لضمان تنفيذ التزامات رؤسائها .»

وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات جديدة علــى إيران بعد الانســحاب مــن الاتفاق النــووي معها، الذي أبرم عــام 2015 وقضى بتخفيف العقوبــات مقابل تجميد إيران برنامجها النووي.

وصرح غرينيل لقناة بلومبــرغ التلفزيوني­ة أمس انه توصل إلى اتفاق مفصّل مع «فولكسفاغن» هذا الأسبوع تحترم بموجبه الشركة العملاقة العقوبات الأمريكية.

لكــن القناة اشــارت إلى أنــه حتى في حــال التقيــد التام بالعقوبات، فان «فولكسفاغن» قادرة على القيام ببعض الاعمال في إيران بموجب «استثناء انساني».

لكــن مصدرا قريبــا من المحادثات قــال أن الشــركة الألمانية والحكومة الأمريكية لم يتوصلا إلى اتفاق حتى الآن.

في المقابل، قال متحدث باســم الشركة أنها ملتزمة بـ»احترام كل القوانــن الداخلية والدولية اضافة إلــى قوانين التصدير». وأضــاف «نحن نأخذ أيضا بعــن الاعتبار التأثيــرا­ت المحتملة المتعلقة باعادة فرض العقوبات الأمريكية».

وكانت «فولكسفاغن» أعلنت في يوليو/تموز 2017 انها ستبدأ بيع سياراتها في إيران للمرة الأولى منذ 17 عاما.

يذكر ان السفير غرينيل المعروف بتعليقاته اللاذعة في مجالي الأعمال والسياســة التي تثير الجدّل في ألمانيا، غرّد هذا الشهر للاحتفاء بامتثال شركة «باســف» الألمانية العملاقة للصناعات الكيميائيـ­ـة وشــركة إعادة التأمــن «ميونيــخ ري» للعقوبات الجديدة.

لكن متحدثا باسم «باســف» قال أمس انها «ستستمر بالقيام بأعمال تجارية فــي إيران واحتــرام كل القواعــد القانونية». واضاف أن نحو «نصف» الأرباح التي جنتها الشــركة في إيران والبالغــة 80 مليــون يورو العــام الماضي جاءت مــن قطاعات تتأثــر بالعقوبات الأمريكيــ­ة مثل قطاعات الطاقة والســيارا­ت والبتروكيم­يائيات.

وتمثــل هــذه الأرباح جزءا يســيرا مــن الأرباح الســنوية الاجمالية للشــركة التي تتخذ من مدينة لودفيغشــا­فن مقرا لها والبالغة 64.5 مليار يورو.

في هذه الاثناء قالت «ميونيخ ري» انها ستنســحب من إيران بسبب العقوبات حتى لا تعرض نشاطاتها في الولايات المتحدة للخطــر. وتجهد الحكومــات الأوروبية في ســبيل إيجاد طرق لشــركاتها لمواصلة التجارة مع إيران، علــى أمل منع طهران من تجديد سعيها للحصول على أسلحة نووية.

وفي الأســبوع الماضــي، أكــدت الحكومة الألمانيــ­ة أن برلين وباريس ولندن تدرس خطة تســمح لإيران بتبادل البضائع مع دول الاتحــاد الأوروبي عن طريق المقاصة مع تحاشــي تحويل الأموال من خلال القنــوات المالية الدوليــة المعرضة للعقوبات الأمريكية. وأغضب غرينيل، الذي يتحدث بأســلوب خارج عن اللياقات الدبلوماسي­ة، مضيفيه الألمان منذ وصوله إلى برلين في وقت سابق هذا العام.

ففي أول يــوم عمل له كتب تغريدة يقول فيها أن «الشــركات الألمانية العاملة في إيران يجب أن توقف عملياتها فورا».

كما انه في واحدة من أولى مقابلاته التي مارس فيها ضغوطا كلامية على الشــركات الألمانية للانســحاب من إيــران، قال أنه يهدف إلى «دعم» المحافظين ضد المؤسســات الحاكمة في أوروبا، ما استدعى اتهامه بالتدخل في السياسة الألمانية الداخلية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom