Al-Quds Al-Arabi

اليمن: أدوات الإمارات تصعّد العبث باستقرار مدينة تعز وتكشف عن وجهها المتمرد على سلطة الرئيس هادي

المحافظ يأمر بإلغاء عمل اللجنة الرئاسية

- تعز ـ «القدس العربي» من خالد الحمادي:

بدأت أدوات الإمارات اللعب بالمكشوف للعبث بأمن واســتقرار مدينة تعز، والتمرد على سلطة الرئيــس عبدربه منصــور هادي فيهــا، بعد أن عاشت تعز جبهة موحدة ضد الميليشيا الانقلابية الحوثيــة، طــوال الثــاث الســنوات والنصف الماضية من الحــرب اليمنية، وفشــل العديد من المحاولات اليائســة لاستنســاخ تجربة الإمارات التمردية بعدن في مدينة تعز.

وقال مصــدر سياســي لـ)القــدس العربي( «للأســف الأخوة الإماراتيو­ن يظنون أن اليمنيين أغبيــاء لدرجــة أن أبوظبي تحــاول وتطمح الى تكــرار مؤامؤتها على الجنوب فــي محافظة تعز، ولكن هذه الطموحات لن تمر بسهولة طالما وهناك عقــول واعية، تســتوعب حجم المؤامــرا­ت التي تحيكها القوات الإماراتية وأدواتها في تعز.»

وأوضح «يكفــي عبثا أن أبوظبــي لعبت دورا كبيــرا فــي عرقلة اســتكمال تحريــر مدينة تعز من محاصــرة الحوثيين لها، منــذ أكثر من ثلاث ســنوات، وتأتي اليوم لتســتكمل المؤامرة عليها بخلــق حالة من الفلتان الأمني وعدم الاســتقرا­ر والدفــع بها الى أتون مشــاكل جانبية لا تخدم الا الطرف الانقلابي الحوثي .»

وكانــت أدوات الإمــارات التي تحتــل مواقع رسمية عالية بالســلطة المحلية في محافظة تعز، بدأت مؤخرا الدفــع بالوضع في تعز الى حالة من التصادم والتضاد بــن القوى الفاعلة التي تدافع عن المدينة مــن الاجتياح الحوثي لهــا، وافتعال مشــاكل لإضعــاف جبهتها الداخليــة، ومحاولة تقوية الأطراف المحســوبة على الإمارات والدفع بها نحو الواجهة لتسلم زمام الأمور في المستقبل، كما فعلت في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية التي تعد اســميا تحت ســلطة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، بينما تقع تحت النفوذ الاماراتي بالكامل.

وافتعــل محافــظ تعز أمــن أحمــد محمود، المحســوب على أبوظبــي والمدعوم بقــوة منها، العديد من المشاكل منذ تسلمه زمام السلطة المحلية فيهــا، والذي يحاول تدريجيا وتحــت نار هادئة اللعب بالنار في مواجهة وتغييب كل التيارات غير المرغوب بها إماراتيا وإعلان الحرب عليها صراحة بشتى الوسائل، بالإضافة الى محاولة تمرده عن ســلطات الرئيس هادي كما تمردت عليه القوات المحلية التابعة للإمــارات في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية.

وفي أول تجربــة عملية لتمــرده على قرارات الرئيس هادي، أصــدر محافظ تعز قــرارا بعزل اللجنة الرئاسية لاحتواء الأزمة الأمنية في مدينة تعز، وإعفاءها من مهامها بدون حق دســتوري، لأن إعفاء هذه اللجنة من مهام رئيس الجمهورية الذي وجه بتشكيلها.

واســتغل محافظ تعز غياب الرئيس هادي عن المشــهد السياســي في الوقت الراهن إثر ســفره لإجراء الفحوصات الطبية في الولايات المتحدة، وافتعــال هذه الحركــة للبدء في تنفيذ مشــروع الإمــارات التخريبي في تعز، وهــي التي أجبرت الرئيــس هادي علــى تعيينه في قيادة الســلطة المحلية بتعــز، مقابــل وعود باســتكمال تحرير محافظة تعز من ميليشيا الانقلابيي­ن الحوثيين.

وفي رد حاســم علــى تمرد محافــظ تعز على توجيهــات الرئيس هادي، أعلــن رئيس اللجنة الرئاســية بتعــز العميد عبده فرحــان المخلافي رفضه لقــرار محافظ تعــز بإعفاء هــذه اللجنة العســكرية الرئاســية من من مهامها، وأكد على استمرار عمل اللجنة في أداء مهامها المنوطة بها.

وقال المخلافي في مؤتمــر صحافي عقده بتعز أمــس ان «اللجنــة الرئاســية تم تكليفها من قبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولــن تتوقف إلا بقــرار من رئيــس الجمهورية .» مؤكدا «أن اللجنة أنجزت الكثير من المهام المنوطة بها، وأنهــا لا زالت تقــوم بأدوار كبيــرة، وأنها ستستمر في حل القضايا الأمنية العالقة في مدينة تعز .»

وذكر أن اللجنة اللجنة العســكرية الرئاسية قامت بإنجازات هامة ولا زالت تقوم بمهام كثيرة، وأنها «تقوم حاليا بالإعداد لخطة شــاملة لتحرير محافظة تعز بشكل كامل من الميليشيا الحوثية.»

وكان الرئيس هادي وجه في 11 آب )أغسطس( الماضي، بتشكيل لجنة عسكرية رئاسية لاحتواء الفلتــان الأمني فــي مدينــة تعز وتعزيــز أمنها واستقرارها، وتقديم الموجهات الأساسية والملحة للدفع بعملية اســتكمال تحريرها من الانقلابيي­ن الحوثيين، والحد من توسع دائرة الفلتان الأمني الــذي افتعلته حينذاك ميليشــيا محليــة تابعة لأبوظبي بقيادة الشيخ السلفي عادل عبده فارع، قائد )كتائب أبوالعباس(، المدعومة والمسلّحة من دولة الإمارات مباشرة..

وكانت اللجنة العســكرية الرئاســية أجبرت ميليشيا )كتائب أبوالعباس( على تسليم العديد من المؤسســات الحكوميــة والمواقع العســكرية فــي مدينة تعز للجهات الحكوميــة المعنية وإزالة الحواجــز والمتــارس الترابية وفتح الشــوارع الفرعية، وإخلاء المباني التــي كانت تتمركز فيها ميليشيا أبوالعباس وإعادتها الى أصحابها ضمن مهام اللجنة في تفعيل حضور الدولة بمدينة تعز.

واعتبر محافظ تعز تحركات اللجنة الرئاسية متعارضــة مــع مهامــه المبطّنة لخدمــة التوجه الاماراتــ­ي في تعز، فســارع الى محاولــة إعفاء اللجنة الرئاســية من المهام المنوطة بها، للحيلولة دون اســتمراره­ا في تنفيذ التوجهات الرئاســية لبســط نفوذ الدولة في مدينة تعز، غير أن قراره قوبل بالرفض من قبل اللجنة الرئاسية والذي قد يفتح باب التكهنات على مصراعيه أمام المستقبل المجهــول لمدينــة تعز في ظــل توجهــات العبث الإماراتي بأمنها واستقرارها.

 ??  ?? محافظ تعز مجتمعاً مع قيادات أمنية وعسكرية في المدينة
محافظ تعز مجتمعاً مع قيادات أمنية وعسكرية في المدينة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom