Al-Quds Al-Arabi

زينة نصار: ملاكمة شرسة بحجاب قانوني

- برلين ـ «القدس العربي»:

تلعب بالحجاب في حلبة الملاكمة؟ ليست هناك مشكلة... هكذا أصبح الحجاب لا يمثل مشكلة لزينة نصار، ولم يعد الحجاب يمثل مشكلة أيضا لاتحاد الملاكمة الألماني للناشئين حيث مهد تعديل في اللوائح ذات الصلة الطريق إلى حلبة الملاكمة أمام المسلمة المتدينة.

أصبحت زينة نصار تلاكم بحجاب يحمل شعار راعيها الرياضي، شركة نايكي، وغطت إضافة لذلك جسمها كله باستثناء الوجه. وقالت: “في البداية نظر لي بعضهم ببلاهة، ثم وجدوا الأمر عاديا”، حسبما أوضحت الملاكمة انها “مرحلة التعود” للاعبات وللمشجعين على الملابس غير المعتادة في الملاكمة، وهي التي لم يعتمدها الاتحاد الدولي للملاكمة بعد. وتوجت البرلينية البالغة 20 عاما في مباراتها الثامنة عشرة بطلة في وزن الريشة. وأصبحت زينة نصار ترنو ببصرها نحو البطولة الأوليمبية في طوكيو، وربما انتقلت إلى عالم الاحتراف، مثلما نصحتها بذلك الألمانية ريجينيا هالميش، التي كانت بطلة العالم في ملاكمة المحترفين. وتقول نصار إنها تعرف هالميش جيدا، لكنها تفضل الحذر حيال هذا الأمر “حيث سيصبح لدي وقت كاف بعد الدراسة لمناقشة هذا الأمـر”. لدى زينة التي تجيد بشكل خاص تفادي اللكمات بنجاح بشكل يجعلها تشعر فقط بهواء اللكمة يمر بوجهها، لديها ما تقدمه أكثر من موهبة الملاكمة، حيث تمثل زينة ذات الأبوين من أصل لبناني في مسرح ماكسيم جوركي، وتدرس علوم التربية والاجتماع في مدينة بوتسدام الألمانية في إطار منحة دراسية من “المؤسسة الدراسية للشعب الألماني”. كما أنها تعطي انطباعا جيدا في تسجيل مقاطع الإعلانات إلى جانب نجم كرة السلة ليبرون جيمس.

وتقول زينة أثناء تواجدها في مركز التدريب، حيث تفوح رائحة العرق والجلد الصناعي: “لا أريد أن أختزل في الحجاب، الدين مهم لي، ولكن يجب ألا يمنعني الحجاب عن ممارسة الرياضة”. وتتدرب زينة بشكل شاق خمس مرات أسبوعيا في نادي TSC الرياضي في برلين تحت إشراف الملاكم الألماني الشرقي السابق كاي هوسته. تقارن زينة نفسها بمحترفة الملاكمة الألمانية نينا ماينكه. وتقول: “أريد مكافحة الأحكام المسبقة”، مكملة أنها كانت تُرمى بالزجاجات قبل أربع أو خمس سنوات إضافة لتعليقات الكراهية مثل “عودي إلى بلدك”، رغم امتلاكها جواز سفر ألمانيا. ولكن التعليقات من هذا النوع تراجعت في الأوقــات الأخيرة. وكان على زينة نصار قبل أن تستجيب لولعها الرياضي أن تتغلب على معارضة والديها “حيث كانا يخافان علي”. لكن دفاعها عن قضيتها أصبح قويا ومقنعا لدرجة جعلت والديها يستجيبان في النهاية ويتركان ابنتهما تذهب لحلبة الملاكمة. وكان الوالدان موجودين خلال أول مباراة لزينة قبل ست سنوات، وكانا فخورين بها رغم هزيمتها في هذه المباراة “جاء إلينا الكثير من المشجعين بعد المباراة وهنأوني، أدركت في وقت ما أن الأمر يعدو مجرد الفوز أو الهزيمة”. كانت الجروح الجسدية في مثل هذه الرياضة الخطيرة محدودة حتى الآن. وكانت أسوأ إصابة تصاب بها زينة هي التي لحقت بها في أحد الفكين بعد لكمة أصابت هدفها وظللت بعدها أياما مصابة بلثغة. وأشاد هانز بيتر ميزنر، رئيس اتحاد برلين لرياضة الملاكمة، بملاكمة وزن الريشة )حتى 57 كيلوغراما( قائلا: “إنها تلاكم بشكل يشبه طريقة سفن أوتكه سابقا”. ويرى ميزنر أن زينة تلاكم بسرعة وتقنية متشابهتين مع طريقة بطل العالم الألماني لملاكمة المحترفين الذي استقال عام 2004 بدون أن يهزم والذي كان من برلين أيضا. وتقول زينة إن مثلها الأعلى في الملاكمة هو محمد علي ومايك تايسون وإنها تنوي أن تحقق بطولات دولية هي الأخرى. بل إن زينة أصبح لديها منذ أسبوعين مدير أعمال “وهناك تزايد في طلبات وسائل الإعلام، أصبحت شهرة زينة تطال دوائر أوسع فأوسع” حسب زينة نفسها. هذه الموهبة الألمانية عازمة على ألا تتراجع عن مبادئها العليا “سأفعل ما أريد ولن أسمح لأحد أن يخضعني”.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom