Al-Quds Al-Arabi

مظاهرات في مدن سورية ضد الفيتو الروسي ـ الصيني والوجود الإيراني

طالبت بإسقاط النظام وطرد «حزب الله» اللبناني من البلاد

- عواصم ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد ووكالات:

اســتخدمت روســيا والصين حق النقض )الفيتو( ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي كان يمثل محاولــة في اللحظات الأخيرة من جانب أعضاء المجلس الغربيين لتمديد الموافقــة - التي تنتهي أمس الجمعة - على إدخال المساعدات الإنسانية لسوريا من معبرين حدوديين مع تركيا خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتقــول الأمم المتحدة إن ملايين المدنيين الســوريين في شــمال غرب البلاد يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تدخل عبر تركيا، والتي وصفتها المنظمة الدولية بأنها «شريان حياة» .

وانقسم مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا على نفسه مع وقوف معظم أعضاء المجلس ضد روســيا والصين حليفتي النظام الســوري واللتين تريدان تقليص عــدد المعابر الحدودية إلى معبر واحد، قائلتين إنه يمكن وصول المساعدات الإنسانية لتلك المناطق من داخل سوريا.

وكانت تلــك ثالث مرة يخفــق فيها المجلس فــي التصويت على هذه القضية، وثاني مرة تستخدم فيها روسيا والصين الفيتو خلال أسبوع.

وكان مجلس الأمن قــد أجاز لأول مرة عملية دخول المســاعدا­ت إلى سوريا عبر الحدود قبل ست سنوات والتي تضمنت أيضا إمكانية وصول المساعدات من الأردن والعراق. وتم تقليص تلك المعابر في يناير/ كانون الثاني بسبب اعتراض روسيا والصين.

ومــن المتوقع الآن أن يصوت المجلس على مشــروع قرار روســي ثان للموافقة على تســليم المســاعدا­ت من معبر تركي واحد لمدة عام. ولكن نظرا لأن المجلس يعمل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة خلال جائحة فيروس كورونا فأمام أعضاء المجلس 24 ســاعة للتصويت ومن ثم فلن يعرف أي قرار قبل يوم السبت.

وتزامن ذلك مع خروج العديد من المظاهرات المنددة بالفيتو الروســي ـ الصينــي في مجلس الأمن، وتــردي الأوضاع المعيشــية، وهتفت ضد الوجودين الإيراني والروسي وممارسات النظام السوري التعسفية.

وخرج متظاهرون ســوريون فــي مدينة إدلب حاملــن لافتات تعبر عــن معارضتهم للفيتو الروســي ـ الصيني، ومحاولة روســيا الحليفة للنظام تقليص المســاعدا­ت عبر الحدود للملايين في شمال غربي البلاد التي مزقتها الحــرب، وهم يرتدون أقنعة واقيــة ويحافظون على البعد الاجتماعي بسبب تسجيل أول حالة للفيروس التاجي.

كما رصد المرصد الســوري لحقوق الإنســان خروج مظاهرة في بلدة العزبة في ريف دير الزور الشــمالي ضمن المناطق الخاضعة لســيطرة

متظاهرون سوريون في مدينة إدلب يحملون ملصقات تندد بفيتو روسي يمنع دخول المساعدات قوات سوريا الديمقراطي­ة، حيث طالب المتظاهرون بإسقاط النظام وطرد الميليشــي­ات الإيرانية من ســوريا، وأن يكون للمكون العربي دور فعال بالإدارة ضمن مناطق وجود الأكراد، بالإضافة لإطلاق سراح المعتقلين.

وفي درعا أكدت مصادر محلية خروج مظاهرة في بلدة الجيزة الواقعة في ريفها الشــرقي، طالب المتظاهرون خلالها بإســقاط النظام السوري وخروج الإيرانيين وحزب الله اللبناني من سوريا في درعا التي تتوالى التفجيرات والاســتهد­افات فيها، في ظل الانفلات الأمني الكبير المسيطر على المحافظة التي شــهدت عشــرة حوادث أمنية منها 9 عمليات تفجير

واســتهداف في مناطق متفرقة ضمن محافظة درعا خلال الـ 24 ســاعة الفائتة، تسببت بقتلى وجرحى.

وفي محافظة السويداء أصدرت «حركة رجال الكرامة» بياناً أكدت فيه أنها ستقف في وجه «النهج الظالم» للنظام السوري.

وأكــد بيان صــادر عنها: «إننا نعتبــر أن كرامة أهلنــا وحريتهم في التعبير من أهم مقدســاتنا ولن نســمح لأحد أيا يكن أن يسلبنا حريتنا وكرامتنا وســندافع عن حقوقنا بكافــــــ­ة السبل تماشــياً مع أخلاقنا وعاداتنا»

أعلن وزيــر الصحة فــي الحكومة الســورية المؤقتــة، الطبيب مرام الشــيخ عن تســجيل أول إصابة بفيــروس كورونا المســتجد )كوفيد-19) ضمن الكوادر الطبية في إدلب شمال غربي سوريا، لطبيب يعمل في أحد المشافي.

وقال الدكتور الشــيخ في تغريدة له على موقع توتير «يؤسفنا اليوم أن نعلن عن تسجيل أول حالة إيجابية لفيروس كورونا لأحــد الكوادر الصحية العاملة فــي أحد مشــافي إدلــب». وأعلن إغلاق المشــفى والســكن الخاص بها، مع تتبع المخالطين وأخذ مســحات منهم وحجرهم والدعوة لاجتماع طارئ لخلية الأزمة لتفعيل خطة مستعجلة. وأكدت مديرية الصحــة في إدلب علــى الأهالي، ضرورة اتباع كامل التعليمات التي ستصدر تباعاً عنها فيما يتعلق بإجراءات الوقاية والعلاج.

مصادر محليــة، قالت إن الطبيــب المصاب هو الدكتور أيمن الســايح أخصائــي جراحة عصبية ويعمــل في مشــفى باب الهــوى في ريــف إدلب الشــمالي، حيث عزل نفســه بعد أن ظهرت عليه الأعراض في الخامس من الشهر الحالي.

تقليص الأعمال الطبية

في غضــون ذلك، قلصت مديريــة صحة إدلب، أعمال المراكــز الطبية والصحية في المحافظة، عقب تســجيل أول إصابــة بفيروس كورونا المســتجد «كوفيد-19» في إدلب، وأعلنت في بيان لها، أمس، إيقاف العمليــات الباردة والعيادات الخارجية في المشــافي كافة، والمراكز الصحية في محافظة إدلب لمدة أسبوع. موضحة أن مدة إيقاف العمليات قابلة للتمديد، حسب تطورات الحالة اعتباراً من العاشر من تموز الجاري، وحتى يوم الجمعة في الســابع عشر من الشــهر الحالي. وأهابت المديرية، بجميع المواطنين بالالتــزا­م الكامل بمعايير الوقاية، وعدم مراجعة المنشــآت الطبية، إلا في حالات الضرورة القصوى.

وحثّــت إدارة معبر باب الهــوى الحدودي مع تركيا بدورها، المسافرين والمراجعين على ضرورة التقيد التام بإجراءات الوقاية. وشــددت في بيان لها، على ضرورة ارتداء الكمامات الطبية والحرص علــى النظافة والتعقيــم. وأوصــت إدارة المعبر، بالحفاظ على مســافة آمنة لا تقل عن متر ونصف المتــر عن الآخريــن، وتجنب المصافحة والســام بالأيدي أو الاحتكاك مع الآخرين.

«حكومة الإنقــاذ» في إدلب، اتخــذت بدورها، الجمعة، حزمة من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، بعد تأكيد إصابة طبيب في مشفى باب الهوى بالفيروس. وقال رئيس مجلس الوزراء بـ «حكومة الإنقاذ » التابعة لـ »هيئة تحرير الشــام»، المهندس علي كــده، «اجتمعنا اليوم في ظل تعرض المناطق المحــررة لأول إصابة بفيروس كورونا، وسنتخذ إجراءات احترازية لحماية أهلنا في المناطق المحــررة». ودعا المنظمات الإنســاني­ة ومنظمــة الصحة العالميــة، للمشــاركة في تحمل مسؤوليتها أمام التجمع البشري الكبير في الشمال الســوري، والذي يهدد المنطقة كاملة ولن يقتصر على الشمال.

توقف المدارس

وأصدرت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، الجمعة، بياناً أعلنــت فيه تعليق الدوام في جميع المدارس الخاصة والعامة والمعاهد التربوية، ومراكــز التعليم غير الرســمية بعــد الإعلان عن تسجيل أول إصابة بالفيروس في المناطق المحررة. موضحة أن هذه القرار جاء بنــاء على مقتضيات المصلحــة العامة وحرصاً على ســامة الطلاب من وباء كورونا المعدي بعد إعلان تسجيل أول إصابة بشمال غرب سوريا.

وأصــدر فريق «منســقو اســتجابة ســوريا» إحاطة للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمــن الدولي، وأعضــاء البعثات الدبلوماسـ­ـية فــي مجلس الأمن الدولي، حول الواقع الانســاني الحالي في شــمال غربي ســوريا قبــل التصويت على قرار مجلس الأمن الجديــد. وأكد الفريق عبر إحاطته على محاولات روسيا منذ بداية تدخلها في ســوريا، العمل على تقويض جهود فرض السلام والاســتقر­ار في منطقة خفض التصعيد العسكري في محافظة إدلب الســورية من خلال شن هجمات عســكرية )غير شــرعية( لصالح النظام السوري وحلفائه في سوريا.

وكانت القوات الروســية والنظام السوري، قد شــنت أكثر من ست حملات عســكرية على مناطق شــمال غربي ســوريا منذ توقيع اتفاق سوتشي،

نــزح خلالها أكثر مــن 48 من الســكان معظمهم يعيش في مخيمات بدائية تفتقر إلى أدنى المقومات الإنسانية، ليتجاوز عددها أكثر من 1,277 مخيماً، حسب المصدر. وخلال الحملات العسكرية السابقة فقــد أكثر مــن 2210 مدنيــن حياتهم مــن بينهم 627 طفلاً وأكثر من 37 شــخصاً من كــوادر العمل الإنساني.

كما رافق عمليات النزوح تدمير واســع النطاق فــي المنشــآت والبنــى التحتية خــال الحملات العسكرية المتعاقبة على محافظة إدلب حيث وصل عدد المنشــآت المستهدفة منذ توقيع اتفاق سوتشي إلى أكثر من 558 منشــأة تضمنت مدارس ومشافي وأســواقاً شــعبية ومراكز خدميــة ومراكز إيواء للنازحين.

وشــدد فريق «منسقو اســتجابة سوريا» على الالتزام الكامل بقــرارات مجلس الأمن ذات الصلة بموضوع دخول المســاعدا­ت الانسانية إلى سوريا والعمــل علــى منع الجانب الروســي مــن القيام بتصرفات عدائية ضد الســكان المدنيين من خلال العمل على فرض سياســة التجويع الممنهج. ولفت إلى معاناة الشعب السوري لأكثر من تسع سنوات مــن العواقب الوخيمة للســيطرة الروســية غير الشــرعية على مقدرات الدولة الســورية والتنكر لحق الشعب السوري الأساسي في تقرير المصير.

وحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا عامةً وشمال غربي ســوريا على الأخص تبعًا لإجراءات منع المساعدات، ما يتسبب بكارثة إنسانية قد تحل بالمدنيين، الأمر الذي يشكل مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين.

وحث على ضــرورة الالتــزام بقوانين الحرب لتسهيل إيصال المساعدات إلى المدنيين ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية، وذلك عبر تسهيل المرور السريع للمســاعدا­ت وعدم التدخل فيها بشكل تعسفي بما يضمن حرية تنقل العاملين في المجال الإنساني.

ولفت الفريق إلى أن إيقاف إدخال المســاعدا­ت الإنســاني­ة عبر الحدود إلى شــمال غرب ســوريا سيتســبب في زيادة معدلات الفقر إلى مستويات غير مســبوقة تصل إلى أكثر من 90 من الســكان المقيمين في المنطقة.

ونوه إلى أن آلاف الحالات التي شاهدها المجتمع الدولي لأطفالٍ ونســاءٍ ورجالٍ يعيشون أوضاعًا إنسانية قاســية، يعاني غالبيتهم، خاصّة الأطفال من حالة هزال وجوع شــديدين في المناطق شــبه المحاصرة.

 ??  ??
 ??  ?? مظاهرة في إدلب ضد فيتو روسيا والصين في مجلس الأمن يمنع المساعدات للسوريين
مظاهرة في إدلب ضد فيتو روسيا والصين في مجلس الأمن يمنع المساعدات للسوريين

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom