Al-Quds Al-Arabi

الجيش العراقي يحبط هجوما صاروخيا على «المنطقة الخضراء»

ميليشيا شيعية تطالب القضاء بإصدار أمر باعتقال ترامب

- بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

أعلن الجيــش العراقي، أمس الجمعة، إحبــاط هجوم صاروخي علــى «المنطقة الخضــراء»، المحصنــة أمنيــا، وســط العاصمة بغداد.

وذكرت قيــادة عمليــات الجيش في بغداد، في بيان، أنها عثرت على «صاروخ كاتيوشــا معد للإطلاق باتجــاه المنطقة الخضراء )تضم مقار مؤسسات حكومية وبعثات دبلوماســي­ة( في شــارع القناة )شــرقي العاصمة.») وأضافــت القيادة أن فرقهــا قامت بتفكيك الصــاروخ دون أي حــوادث. ولم توجه قيــادة عمليات الجيش اتهامات لأي جهة بالمسؤولية عن محاولة تنفيذ الهجوم الصاروخي.

إلــى ذلــك، دعــا النائــب عــن كتلة «صادقون» (تابعة لزعيــم عصائب أهل الحق قيــس الخزعلي( حســن ســالم، مجلــس القضــاء العراقي إلــى إصدار أوامــر قبض بحــق الرئيــس الأمريكي، دونالد ترامب، علــى خلفية اغتيال نائب رئيس هيئة «الحشد الشــعبي» السابق أبو مهدي المهندس. وذكر ســالم في بيان صحافي أن «على مجلس القضاء العراقي اتخــاذ الإجــراءا­ت القانونيــ­ة وإصدار مذكرات قبض بحــق المجرمين الإرهابيين مرتكبي جريمــة اغتيال قــادة الانتصار وعلى رأسهم )الرئيس الأمريكي دونالد( ترامب، الذيــن ارتكبوا جريمــة اغتيال قادة الانتصار الشــهيد القائد أبو مهدي المهندس والشــهيد القائد قاسم سليماني )قائــد فيلق القدس فــي الحرس الثوري الإيراني .»)

مرّت، أمس الجمعة، الذكرى الســنوية الثالثة على إعلان تحريــر مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الشــمالية، من قبّضة تنظيم «الدولة الإســامية»، التي كان يعدّها «عاصمة دولة الخلافة»، بعد معارك عنيفة اســتمرّت 9 أشهر، انتهت بفرض سيطرة القوات الاتحادية على المدينة.

ثلاثة أعــوامٍ مرّت على تحرير الموصــل، غير أن المدينة لا تزال تشهد وضعاً مأساوياً، نتيجة الدمار الذي لحق بها بفعل «جرائم» التنظيــم، وتداعيات الحرب، خصوصاً في الجانب الأيمن من المدينة )الموصل القديمة(.

ورغم تعهد الحكومات المتعاقبة بإعادة إعمار المدينة، غير أن ذلك لم يبتعد كثيراً عن كونه «الوعود»، باستثناء مبادرات مدنيــة، وأخرى شــخصية، وبعــض المشــاريع الحكومية «البســيطة» التي تصب في مشــروع «عودة الاستقرار» إلى المدينة التي لا يزال أهلها يشــكلون النسبة الأكبر من مجموع مليون و500 ألف نازحٍ منتشرين في مخيمات النزوح.

وكما في كل عام، يعدّ العاشــر من تموز/ يوليو مناســبة لاســتذكار الضحايا الذين ســقطوا في هذه المدينة، ســواء كانوا من قــوات الأمن أو المدنيين، فضلاً عــن إعادة الذاكرة للعمليات العســكرية التــي خاضتها قوات الأمن ـ بشــتى صنوفها ـ بالتعاون مع طيــران «التحالف» الدولي، لتحرير المدينة.

رئيس الــوزراء، القائد العام للقوات المســلحة، مصطفى الكاظمــي، قال فــي بيان صحافــي أصدره بالمناســب­ة، إنه «تفتخر الأمم بانتصاراته­ا على عتــاة التاريخ، الذين كانوا رمزاً للوحشــية والعنصرية وأعداءً للإنســاني­ة، ومن حق العراقيين اليــوم أن يفتخروا بذكرى نصرهــم الأبرز، على من جمع كل الموبقات وأخرجها بشــكل اســتهدف وجودهم وديمومة عيشهم على ضفاف النهرين العظيمين.»

واعتبر أن النصر ما كان له أن يتحقق «لولا نصر آخر بزغ شعاعه عبر رفض مجتمعي عراقي خالص للطائفية والتفرقة والتمييز، ورفض العراقيون الفكر الأسود، لأن عيشهم لآلاف السنين على هذه الأرض، لم يكن إلا عبر روح بيضاء امتازوا بها. وقبول للآخر صنو الإنســاني­ة ونظيــر الخلق، فلا آخر طالما عاش قديماً على أرضهم.»

وأضــاف: «نحن نخــوض حرباً ضد الفســاد والخراب، واعون تماماً لما لهــذا العزم العراقي القــوي من أثر، بفضل تصميمهم الذي أزاحــوا به الإرهاب، ســينتصر العراقيون بإعمار بلدهم وفي حربهم على الفساد والفاسدين، وستكون مرتبة أخرى يرتقونها معاً كشــعب واحــد متآزر. فقد دفعوا ثمناً لم يدفعه قبلهم أحد.»

قيادة العمليات المشــتركة، أصدرت أيضــاً بيانا صحافياً اســتذكرت فيه «ملحمة الموصل»، التي وصفتها أنها «بوابة النصر العسكري الكامل» على التنظيم.

ملحمة وطنية

وجاء، فــي نصّ البيــان: «كانت ملحمــة وطنية عراقية تكاتفت بها جميــع قواتنا الأمنية والمواطنــ­ن لتحقيق هذا النصر ضمن عمليات «قادمون يــا نينوى» إذ بدأت عمليات التحريــر في يوم 16 تشــرين أول /أكتوبر مِن عام 2016 مِن جنوبي مدينة الموصل وشرقها وشمالها، وقد حققت التحرير الكامل للساحل الأيسر ثم انطلقت العمليات لتحرير الجانب الأيمن والمدينة القديمة يوم 19 شــباط /فبراير 2017، وجاء النصر بتحرير مدينة الموصــل وإعلانه مِن مركز المدينة يوم العاشر مِن تموز /يوليو الذي نعيش ذكراه اليوم )أمس.»)

وزاد: «ســاماً على الفتوى الخالدة للمرجعية الرشيدة، وتحية إجلال وإكرام لشهداء العراق الذين فاضت أرواحهم علــى أرض نينــوى لتحريرها، هــذه الدمــاء العراقية مِن الجنوب والوسط والغرب والشــرق والشمال لتروي أرض الموصــل وتطهرهــا مِن دنــس عصابات داعــش الإرهابية وظلاميتها .»

ووجهــت القيــادة، تحيــة تقديــر وعرفان الــى كل من «الجرحى الذي حملوا أوســمة شرف في تحرير ثاني كبرى مدن العراق، ولكل أبناء شــعبنا الكــريم ومواطني نينوى الذيــن كانوا العــون الحقيقي في تحقيــق النصر، ولجميع قواتنا التي اشــتركت وحققت هذا الانتصار العراقي العظيم ضمن قيادة عمليات قادمون يــا نينوى، الرجال الأبطال مِن الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشــرطة الاتحادية والرد الســريع والحشد الشــعبي والبيشمركه وشــرطة نينوى والوكالات الاستخباري­ة والإسناد الكبير مِن طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي، كما نخص بالذكر أبطال العمليات النفسية ورجال الإعلام العراقي الذين كانوا جنبا الى جنب مع المقاتلين لنقل الصورة والحقيقة اولاً بأول

من اثار الدمار في مدينة الموصل

للرأي العام العراقي والعالمي».

وخاطب البيان، الشــعب العراقي، بالقول: «كانت ملحمة تحرير الموصل هي بوابة النصر العسكري الكامل على خرافة داعش الإرهابية، وهي ملحمة عراقية بامتياز خالصة بدماء أبنائكــم وتضحياتهم»، داعيــة لـ «جعل مِن هــذه الملحمة والانتصار محطة ذاكرة نوعية لأجيالنا القادمة لتكون على قدر المسؤولية في حماية العراق والدفاع عنه».

في الأثناء، هنأ وزير الدفاع، جمعة عناد، بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال في بيان صحافــي: «قاتل أبطــال الجيش العراقي من القوات البرية والقــوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي وكل صنوفــه مع جهاز مكافحة الإرهاب والشــرطة الاتحادية والحشد الشــعبي والحشد العشائري وفرقة الرد الســريع وقوات البيشــمرك­ة، يداً بيد أعتــى تنظيم إرهابي نيابة عن العالم أجمع، واستطاعوا بكل بسالة هزيمته ودحر مخططاته التي كانــت ترمي إلى فرض ســيطرته على بلاد الرافدين والبلدان المحيطة به».

وأضاف: «اذ نستذكر اليوم معارك التحرير والنصر المؤزر على قوى الشــر والظلام، لا ننســى أن نســتذكر تضحيات الأبطال من الشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية أرض الموصل فرســمت طريق النصر وعبدتــه، فتحية لأرواحهم الطاهــرة وألف تحية لجرحانا الأبطــال الذين كان لهم دور كبير في إحراز النصر».

وتوجــه عناد، بالتهنئــة لأبناء مدينــة الموصل الأصلاء الذين «كان لهــم دور كبير في تحرير مدينتهم وإحراز النصر من خلال مســاندتهم للقوات المسلحة ووقوفهم ضد إرهابيي داعش ورفضهم لفكرهم المتطرف».

وتابع وزير الدفاع: «كما ونســتذكر الــدور الكبير الذي قامت به وســائل الإعــام من خلال نشــرها لجرائم داعش وفضح حقيقته أمام العالم اجمع، ولا ننسى شهداء الكلمة من الإعلاميين الأبطال الذين استشــهدوا في سبيل نقل بطولات قواتنا المسلحة ونقل الحقيقة للعالم أجمع».

دور التحالف

وأكمــل: «كذلك نســتذكر دور قــوات التحالف من خلال طلعاتهم الجوية واسنادهم للقطعات العراقية حيث ساهمت هذه الطلعات الجوية بشــكل كبير في تحقيــق النصر على إرهابي داعش».

وأعرب الوزير العراقي عن دعمــه لـ«كل الجهود المبذولة لإعادة إعمار هذه المدينة العريقة وإعادتها إلى ألقها وزهوها، فهي مدينة العلم والحضارة والتاريخ هكذا كانت وستبقى».

كذلك، هنأ رئيس أركان الجيش، الفريق الركن عبد الأمير يار الله، بتحرير الموصل، مســتذكراً دور القوات المســلحة العراقية، والتحالف الدولي، وما أسماهم «فرسان الإعلام»، في عمليات التحرير.

وأيضاً، اســتذكر «الحشــد» دور نائب رئيســه السابق، أبو مهدي المهندس، في عمليــات التحرير، وأيضاً دور فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها رجل الدين الشــيعي البارز علي السيستاني، عام 2014، في تحرير مدينة الموصل.

رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، فالح الفياض، قال في بيان صحافي، «يســتذكر العراقيون بمزيد من الفخر والشــموخ ملحمة خالدة هي الأعظــم والأنصع بياضا في تاريخ العراق الحديث، لقــد فعلها أبناء الرافدين وراهنــوا العالم على أن ينتصــروا، متوكلين بذلك على الله الذي لــم يخذلهم وعلى إرث باذخ القــدم والكبرياء من تضحيــات الأجداد العظام وقداســة التراب الذي ظل متمردا على كل غاز وغاصب على امتداد العصور والأزمان».

وتابع: «بالسواعد الســمر وفي مثل هذا اليوم تحررت أم الربيعين الموصل، وأضيــف إليها ربيع ثالث هو تطهيرها من دنس الدواعش الانجاس بعد أن خابوا وخابت أحلامهم في نشــر الظلام على أرض النور والأنبياء»، مشيراً إلى أن «ما تحقق من نصــر تاريخي أذهل العالم لم يكــن ليتحقق لولا ذلك النداء الإلهــي الذي لباه أبناء الحشــد الغيارى، أبناء الفتوى العظيمة لســماحة المرجع الأب الســيد السيستاني دام ظله، الذيــن أرخصوا الأرواح دونه غير آبهين للموت بل ومستأنســن به يحذون بذلك حذو أصحاب الحســن عليه السلام».

وأتمّ قائلاً: «لــم يكن لهذا النصر أن يتحقق لولا تضحيات جيشــنا الباســل بكل صنوفه وشــرطتنا الاتحادية البطلة والأســود من قوات مكافحة الإرهاب والرد السريع والنخبة الخيرة من أبناء العشــائر الأصلاء»، مشيداً في الوقت عيّنه بـ«التنســيق العالي والتلاحم الكبير بين المقاتلين بمختلف تشكيلاتهم الذي عجل بالنصر ووحد الهدف والمصير ودحر الدواعش وأذاقهم الهوان والهزيمة».

وزاد: «لكننا اذ نستذكر هذا اليوم التاريخي بالفرح ولذة النصر يشوب مشاعرنا حزن عظيم لفقد مهندس الانتصارات شهيدنا الغالي الحاج أبو مهدي المهندس الذي لا تذكر معركة من معارك التحرير إلا ويكون اســمه عنوانا لها وذاكرة حية على بطــولات الذين اتخــذوه أبا وقائــدا ميدانيا وصانعا للنصر كما توجته المرجعية بذلك».

في حين، قال رئيس كتلة «ســند»، المتحدث السابق باسم «الحشد»، النائب أحمد الأســدي، في بيان صحافي: «اليوم صنع الرجال ما لم يســتطع غيرهــم أن يصنعوه، وتحدوا الصعاب ولملموا جراحاتهم حينمــا تآمر العالم على وطنهم، وانتفضوا وغضبــوا فغضبت الأرض معهــم وزلزلت زلزالا كبيرا واخرجت ما بداخلها من ثورة وتمرد وشــجاعة فكان انتصارهم في الموصل وكانت عودة أم الربيعين».

وأضاف: «ســقطت أســطورة الإرهاب الداعشي وجسد العراقيــو­ن بهذه المعركــة الفاصلة وحدتهــم الوطنية على الأرض وشــغفهم بسيادتهم، مســتندين في ذلك على تاريخ مجيد وماض في الشــجاعة والفروسية تليد، وفتوى مرجع عظيم كان من عطاءاتها هذا الحشــد الشعبي المبارك ووحدة الجيش وكافة صنوف الأجهزة الأمنية والأمة لمواجهة تحدي الاحتلال الداعشي البغيض».

وأكد أن «العراقيين اهل غيرة وكرامة وحمية وشــهامة لا يتراجعون عن تكليف ولا يبتعدون عن ســاحة التحدي في لحظة الواجب الشرعي واحتدام المواجهات الوطنية»، لافتاً إلى أن «الشــهداء صناع النصر الحقيقيون وبدمائكم الزكية تحققت كل هذه الانجازات».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom