حملة إسرائيلية تستهدف نقيب الصحافيين الفلسطينيين على خلفية طرد إسرائيل من الاتحاد الدولي
تواصل الهجوم الاســرائيلي الشــرس على نقيب الصحافيين الفلســطينيين ناصر أبو بكر، الــذي تقف وراءه جهــات رســمية، إضافة إلى "اتحاد الصحافيين الإســرائيليين" بهدف التأثير علــى عمله في إحــدى وكالات الأنبــاء العالمية، إضافة إلى التأثير على مكانته في الاتحاد الدولي للصحافيين، وذلك على خلفية تحركاته السابقة، التي نجح خلالهــا بطرد إســرائيل من عضوية الاتحاد الدولي للصحافيين.
وتمثلت الحملة في خطابات عدة أرســلت إلى اتحادات ونقابات دولية، خاصة الفرنسية منها، تحرض على النقيب أبو بكر، وتســتهدف الموقف النقابــي المهني لفلســطين وموقعهــا ومكانتها المرموقــة عالميــا، كما تســتهدف الــدور المهني والوطني للنقابة على المستوى الفلسطيني.
وتحرض الرسائل الإسرائيلية بشكل أساسي على ناصــر أبــو بكر، وقد أرســلت حســب ما علمت "القدس العربي" إلــى إدارة وكالة الأنباء الفرنســية، التي يعمل أبو بكر مراسلا في الضفة الغربية، بهدف التأثير على عمله.
أبــو بكر الذي تحــدث لـ "القــدس العربي"، قــال إن الحملة الإســرائيلية ضــده جاءت بعد أن نجحــت النقابــة التي يمثلها هــو في المحافل الدولية، في طرد إســرائيل من عضوية الاتحاد الدولي، مشــيرا إلى انه كان قد قال خلال مؤتمر للاتحاد الدولي "لن اجلــس ولن أتناقش مع من يحتل أرضي ويقيم فيها المســتوطنات"، وأفضى ذلــك الأمر فــي النهاية إلــى طرد إســرائيل من الاتحاد.
ويؤكد أبو بكر، العضــو في اللجنة التنفيذية للاتحــاد الدولــي للصحافيين، بعــد أن حاز في الانتخابات الأخيــرة على أعلــى الأصوات، أن الحملة الإســرائيلية لن تؤثر علــى تحركاته في المؤسســات الصحافية الدوليــة لفضح جرائم الاحتــال، ومخالفتها لــكل القوانــن الدولية الخاصة بحماية العاملين فــي الحقل الصحافي، الذين يتعرضــون يوميا لهجمــات ومضايقات إسرائيلية.
وجديــر بالذكــر أن الاتحاد الدولــي قرر في يونيو/ حزيــران عام 2014، طرد إســرائيل من عضويتــه، التي اســتخدمت في مرات ســابقة أســلوب التشــويه وتقديم معلومــات مغلوطة للمؤسسات الدولية، ضد شخصيات فلسطينية، نجحــت في مقارعــة الاحتلال في تلــك المحافل، وسجلت ضدها انتصارات عدة.
ورفضا للحملة الإســرائيلية، نظمت في عدة مناطق فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقفات نظمهــا صحافيون تضامنا مــع نقيبهم، وعبرت النقابة عــن دعمها ووقوفهــا التام الى جانب نقيبها "في وجه الضغوط التي يتعرض لها من الاحتلال وأبواقــه التحريضية"، مؤكدة على عمق ومتانة علاقاتها مع الاتحــادات والنقابات العالميــة، وأنها تثمــن المواقف المبدئيــة الثابتة والداعمــة لنقابــة الصحافيين الفلســطينيين، وخصت بالذكر نقابات الصحافة الفرنسية.
واعتبــرت النقابــة ان رســائل التحريــض الإســرائيلية وأبواقها "تهدف الى الحد من حرية عمل نقيب الصحافيين وتشكل سياسة محاصرة إســرائيلية لتكميم الأفواه النقابية الفلسطينية والتحريض على النقيب أبو بكر شخصيا لفصله من عمله".
واعتبرت ما تقوم به إســرائيل "فعلا إجراميا وتحريضا مسموما وعنصريا ممنهجا بحق نقيب الصحافيــن الفلســطينيين"، وأنــه "يرتكز الى "سياســة الاحتلال العنصرية والعدوانية تجاه كل ما هو وطني فلسطيني ومناهض للاحتلال".
وقالت النقابة إنها ستتواصل مع كافة الهيئات الاعلاميــة الدولية، وســتقدم لهــا حقائق عن صمت الصحافيــن الإســرائيليين ازاء الجرائم التــي ترتكب بحــق الصحافيين الفلســطينيين من قتــل وجرح واعتقــال ومنع حركــة، إضافة الى تــورط صحافيين إســرائيليين فــي اقتحام القــرى والمخيمات الفلســطينية لإعــداد تقارير تخدم المؤسسة الأمنية في إســرائيل"، لافتا إلى أن ذلــك يعزز مطالبها بإبقــاء نقابة الصحافيين الإسرائيلية خارج الاتحاد الدولي.
كما أدانت وزارة الإعلام ما وصفتها بـ "الهجمة المسعورة" التي يتعرض لها أبو بكر، معتبرة ذلك يمثل "اســتهدافًا لكل حراس الحقيقة، وحلقة لا تنعزل عن ســياق العــدوان الاحتلالي المتلاحق بحــق الإعلاميين"، وحملت كل من يتســاوق مع مواقف الاحتلال المتطرفــة، أو يدعم "التحريض والعنصرية" بحق نقيب الصحافيين المســؤولية عن سلامته الشخصية والمســؤولية عن سلامة كافة الصحافيين الفلسطينيين.
كذلك أعلنت الاتحادات والنقابات في المنظمات الشــعبية في منظمة التحريــر، تأييدها لمواقف النقيب أبو بكر الوطنية، معتبرة تهديده من قبل دولة الاحتلال الإســرائيلي "عمــا يندرج تحت التصرفات الإجرامية التي تمارسها ضد مكونات وقــوى الشــعب الفلســطيني"، وطالبت جميع النقابات والاتحادات العربية والدولية بالتعبير عن رفضها واســتنكارها لهــذه التهديدات، كما طالبت الاتحاد الدولــي للصحافيين بالتدخل بـ "الســرعة القصوى" للجم الاحتــال وردعه عن ممارسة أية حماقة بحق نقيب الصحافيين.
واســتنكرت نقابــة محــرري الصحافــة اللبنانية الحملة التي يشنها الإعلام الاسرائيلي ضدالنقيب أبو بكر.
وقالــت في بيان أول من أمــس الخميس، إن الإعلام الاســرائيلي يعمل على تشويه صورته والنيل منه بافتراءات ومزاعم وأكاذيب هي صفة ملازمة للدعاية الاســرائيلية التي تسعى لتزوير الحقائــق والوقائع التاريخيــة لتبرير الجرائم بحق الشعب الفلســطيني. وأكدت أن الزميل أبو بكر هو صحافي فلســطيني يتمتع بقدر عال من الأخلاق المهنية ومناضل شريف في سبيل قضيته التــي هي قضية العرب جميعا التي لن تســقطها صفقة قرن او اتفاق.