الجزائر: ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس والسلطات تفرض قيودا على حركة التنقل

أعلن الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة تفشي وباء كورونا في الجزائر، جمال فورار، أمس الجمعة، عن تســجيل 434 إصابة جديــدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالــي للإصابات إلى 18242 حالة موزعة عبر 48 ولاية.

وكشــف، خلال مؤتمره الصحافــي اليومي، عن تسجيل 8 وفيات جديدة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 996 وفــاة، فيما بلغ عدد الحــالات التي تماثلت إلى الشفاء 487 حالة.

وتشــير الأرقــام الجديدة إلى اســتقرار في عدد الإصابــات مع تراجع طفيــف مقارنة بحصيلة أمس الأول، التــي بلــغ عدد الإصابــات فيهــا 460 حالة جديدة، لكن عموماً يبقى الوضــع مقلقاً، خاصة في ظــل الأنباء القادمة من بعــض الولايات بخصوص الوضع الصحي فيها.

وعقد عبــد الرحمن بــن بوزيد، وزيــر الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائري، الجمعة، اجتماعاً طارئاً، مع مدراء المؤسســات الاستشفائية لولايــة الجزائــر، والــذي تم تخصيصه لدراســة الوضعية الوبائية لفيروس كوفيد-19.

وقال بعد الاســتماع إلى مختلــف العروض التي قدمها مدراء المستشفيات بخصوص الوضع الصحي القائم إنه مــن الضروري توخي الحــذر، والالتزام بإجراءات الوقاية، مشدداً على أن الوضع قد يخرج عن الســيطرة، وأن عــدد المرضى ســيتجاوز عدد الأسرة المتوفرة على مستوى المستشفيات.

وكان الاجتماع الذي ترأســه عبــد المجيد تبون، رئيــس الجمهورية، أمس الأول الخميس، لدراســة الوضعيــة الصحيــة في البــاد على ضــوء تزايد الإصابات بجائحــة كوفيد-19 في عدد من الولايات قد خرج بمجموعة من القرارات لإبقاء الوضع تحت السيطرة، حسب بيان صادر عن الرئاسة.

وتضمنت الإجــراءات وقف حركــة التنقل ونقل المســافرين ما بين الولايات في العطل الأســبوعية وطوال أسبوع في ولايات بومرداس، سوق أهراس، تيسمســيلت، الجلفة، معســكر، أم البواقي، باتنة، البويرة، غليزان، بســكرة، خنشــلة، الـــمسيلة، الشلف، ســيدي بلعباس، الـــمدية، البليدة، برج بوعريريــج، تيبــازة، ورقلــة، بشــار، الجزائــر، قسنطينة، وهران، ســطيف، عنابة، بجاية، أدرار، الأغواط والوادي.

وتقرر منــع وســائل النقل العــام والخاص في العطلة الأسبوعية فقط ابتداء من غد الجمعة، وذلك في الولايات الـ 29 المتضررة.

وأضاف البيــان أن الدولة تتكفــل بتأمين خاص لجميع الأطباء ومســتخدمي الصحــة العامة الذين هم على علاقة مباشرة بمكافحة الوباء، والترخيص لجميع المخابر العامة والخاصة لإجراء تحاليل حول كوفيــد-19، لتخفيف الضغط على معهد باســتور وملحقاته في الولايات.

وكلــف الولاة بالحــرص على ضمــان التموين، وتســخير كل الإمكانات المتوفرة من أجل استغلالها الأقصى، بالإضافة إلى تدعيم قدرات المخزون الدائم لأدوات الفحص والكشــف والأوكسجين، ومتابعته يومياً على مســتوى كل ولاية، كما تقرر اســتدعاء أطباء المؤسسات المتوقفة عن العمل مقابل تحفيزات مادية إذا دعت الضرورة إلى ذلك.

وأشار الرئيس عبد المجيد تبون خلال حديثه أمام المشاركين في الاجتماع إلى مشــاهد الاكتظاظ التي تعيشــها المؤسســات الصحية في بعض الولايات، مستغرباً أن "حدوث هذا رغم توفر العدد الكافي من الأسرة الاستشفائية، مثلما هو موجود على مستوى العاصمة، حيث نجد في المستشفيات الـــثلاثة عشر 5700 سرير، منها فقط 743 سريراً محجوزاً للمصابين بالوباء، وكذلك توفر كلّ المستلزمات الطبية والمواد الأولية للصناعــات الصيدلانية بالكميــات الكافية والزيادة الملحوظــة في المخابر ووســائل الفحص والكشف".

وحمــل الرئيس المســؤولية في هــذه الأوضاع للمســيّرين المحليين، بســبب "عدم التنســيق فيما بينهم، وأحياناً مع الســلطات الوصية، معتبراً أنها شــريكة في الوضع، بالإضافة إلــى المواطنين الذين لا يحترمون الإجــراءات الوقائية المعمــول بها في العالم".

و دعــا الرئيس إلى وضع صيغــة لتمكين المرضى مــن المعالجة فــي ولاياتهــم لتجنّــب الضغط على

مستشفيات الولايات الأخرى، محذّراً من الإشاعات المغرضة الهادفة إلى إثارة الذعر بين الناس.

وشــرع والي ولاية الجزائر العاصمة في تطبيق الإجراءات التي تم اتخاذها أمس في جلســة العمل التي ترأســها عبد المجيــد تبــون، والتي خصصت لدراســة الوضعية لدراســة الوضعية الصحية في البلاد.

وأوضح بيان صادر عــن ولاية الجزائر العاصمة أنه تقرر منع حركة المرور عبر كل إقليم ولاية الجزائر العاصمة، بالنسبة لمركبات النقل الحضري الجماعي العام والخاص، خلال عطلة نهاية الأســبوع ابتداء من أمس الجمعة إلى إشعار آخر، كما تقرر منع حركة المرور مــن وإلى إقليم ولاية الجزائــر العاصمة لمدة أسبوع ابتداء من أمس الجمعة، وأي مخالفة تعرض صاحبها للعقوبات المنصوص عليها في القانون.

ولكــن الولايــة وعلــى غــرار ولايــات أخرى منحت ترخيصاً اســتثنائياً للســماح للمقيمين فيها والموجودين خارج ترابها بالعودة إلى بيوتهم، وكذا تمكين ســكان الولايات الأخرى الموجودين في ولاية الجزائر للالتحاق بمقر إقامتهم حتى الساعة الثامنة مساء من نهار أمس وهو توقيت بداية الحجر.

وذكــرت أن ناقلــي البضائع ومموني الأســواق غير معنيين بإجراءات منع الســير بين الولايات، مع الإشــارة إلى أنه يرخص لســيارات الأجرة بولاية الجزائر ممارسة نشــاطهم بصفة عادية مع مراعاة توقيت الحجر.