أنقرة تلجأ إلى كييف للحصول على منظومة دفاعية متوسطة المدى لمواجهة التحديات الأمنية في ليبيا وسوريا

يواصل وزير الدفاع التركــي، خلوصي أقار، لليوم الثاني على التوالي، زيارة رسمية إلى أوكرانيا لم يعلن عنها مسبقاً، لكنها تأتي بالتزامن مع التطورات العســكرية المتســارعة في ليبيا والتقديــرات عن حصول تركيا علــى منظومات دفاعية مــن أوكرانيــا ومســاعيها للحصول علــى منظومــة جديدة لاســتخدامها لتأمين مناطق ســيطرة حكومة الوفاق لا سيما عقب الضربــات الجوية الأخيرة المجهولة التــي طالت قاعدة الوطية الجوية قرب طرابلس.

وعلى الرغم من الشــح الكبير في المعلومات حول التعاون بــن تركيــا وأوكرانيــا في المجــال الدفاعــي إلا أن الأشــهر الأخيرة شــهدت تقاربــاً كبيراً بــن البلدين وســط تقديرات بــأن أنقرة لجأت إلــى كييف للحصول علــى منظومة دفاعية متوســطة المدى وجاهزة للتغلب على التحديات الأمنية التي واجهتها في سوريا وليبيا.

وتعانــي تركيا من معضلة عــدم امتلاكها منظومة دفاعية متقدمة، حيث رفض الناتو مراراً بين أنقرة منظومة باتريوت الدفاعيــة المتطورة، وهو مــا دفعها لشــراء منظومة إس 400 الدفاعية من روســيا والتي لم يجر تفعليها حتى اليوم بسبب الضغــوط الأمريكيــة ورغبــة أنقرة فــي تجنب الصــدام مع واشنطن.

وخــال الاشــتباكات الحــادة التي تفجرت بــن الجيش التركــي والنظــام الســوري في إدلــب بداية العــام الجاري، ومقتل قرابة 50 جندياً تركياً بسبب ضعف الأنظمة الدفاعية التركيــة في إدلــب، زار الرئيس التركي رجــب طيب اردوغان كييــف، وتحدثت أنبــاء عن مســاع تركية للحصول بشــكل ســريع على منظومة دفاعية من أوكرانيــا لتلبية احتياجاتها الدفاعية العاجلة، دون أن تؤكد أو تنفي أي مصادر رســمية صحة هذه التقديرات ونجاح أنقرة أو فشلها في هذه المهمة.

وقبل أكثر من أســبوع، تحدثت مصادر إعلامية تركية عن بدء أنقرة في تحصين قاعدة الوطية الجوية في ليبيا من أجل تجهيزها لاستخدام الجيش التركي، وأكدت مصادر مختلفة أن الجيش التركي نصب بالفعل منظومات دفاعية لم يكشف عــن مصدرها، وســط تقديرات بــأن الجيــش التركي حصل عليهــا مؤخــراً مــن أوكرانيا عقب زيــارة اردوغــان الأخيرة، ونقلها إلى ليبيا لتلبية الاحتياجات المستجدة هناك.

لكــن وبعد ذلــك بســاعات قليلة، شــنت طائــرات حربية متطــورة لم يتــم التثبــت مــن هويتها بعــد، سلســلة غارات جوية على قاعدة الوطية يتوقع أن اســتهدفت بشــكل خاص المنظومة الدفاعية التي نشــرها الجيــش التركي في القاعدة، وذلك فــي محاولة للضغط على أنقرة ومنعها من اســتخدام القاعــدة، حيث صرح وزير الدفــاع، خلوصي أقار، الذي كان قبيل أقل من 48 ســاعة من الغــارات طرابلس أن بلاده تنوي البقاء "إلى النهاية في ليبيا".

وفــي هذا الســياق، جاءت زيــارة أقار التي لــم يعلن عنها مسبقاً إلى أوكرانيا، والتي التقى خلالها الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ونظيره الأوكراني أندري تاران بحضور نائــب وزير الدفاع التركي، محســن دره، وســفير تركيا لدى كييف، ياغمور غل دره، بعيداً عن عدسات المصورين.

ويشــير الســياق العام للزيــارة وتوقيتها إلــى أنها تأتي فــي إطار محاولة تركيــة جديدة لتأمين مزيــد من المنظومات الدفاعيــة من أوكرانيا لتعزيز انتشــارها في ليبيا، لا ســيما تأمــن المناطــق التــي حررتهــا قــوات حكومــة الوفــاق في طرابلــس وحمايــة أماكن تواجد الجيش التركــي، وفي إطار الاســتعدادات لمعركــة ســرت الجفــرة التي يتوقــع أن تكون كبيرة في حال وقوعها ويســتخدم فيهــا الطيران على نطاق واسع.

وكان موقــع خبــر 7 التركي نشــر قبــل أيام عــن مصادر لــم يذكرهــا، أن الجيــش التركــي نشــر وفعــل مجموعة من المنظومات الدفاعية في محيط مدينة ســرت الليبية، موضحاً أن هــذه المنظومــات مــن طراز 125- Sالقادرة علــى مواجهة الطائــرات الحربيــة الهجومية اشــترتها تركيا مــن أوكرانيا مؤخراً، كم نُشــر عدد آخر منها فــي المناطق المهمة التي تقطع ضمن سيطرة حكومة الوفاق في ليبيا.

ويتوقــع أن هذه الأنظمة هــي من طراز 125- Sاشــترتها أوكرانيا من روســيا قبيل عــام 2014 وعقب تفجر الخلافات بــن البلدين، عملت كييف على برنامــج لتطوير هذه المنظومة قبــل أن تنجــح مؤخراً فــي تطويرها بشــكل كبيــر، وأجرت تجارب ناجحة عليها في الأيام الأخيرة.