Al-Quds Al-Arabi

ليبيا ترفع «حالة القوة القاهرة» عن صادرات النفط وتتوقع بقاء الإنتاج منخفضاً لوقت طويل

-

■ طرابلس/بنغــازي - رويتــرز: رفعــت «المؤسســة الوطنية للنفط» فــي ليبيا «حالة القــوة القاهرة» عــن جميع صــادرات النفط أمس الجمعة في الوقت الذي تُحمل فيه أول ناقلة من ميناء السدر بعد إغلاق استمر ستة أشهر من جانب قوات في شرق البلاد، لكنها قالت إن مشــكلات فنية ناجمــة عن الإغلاق ستُبقي الإنتاج منخفضاٍ لفترة طويلة.

ويشــير مصطلــح «القــوة القاهــرة» إلــى ظروف اســتثنائي­ة تســمح بإعفاء المؤسسة من المســؤولي­ة في حالة عدم الامتثال لعقود تسليم النفط.

وقــال مصطفى صنع اللــه، رئيس مجلس إدارة المؤسسة في بيان «نحن سعداء للغاية لأننا تمكَّنا في النهاية من اتخاذ هذه الخطوة الهامــة نحــو تحقيــق الانتعــاش الوطنــي». وتابع «يجــب علينا أيضــا أن نتخذ خطوات للتأكــد من أن إنتاج ليبيا مــن النفط لن يكون عرضة للمساومة مرة أخرى».

وأوضح أن ليبيــا «تكبدت 6.5 مليار دولار نتيجــة تراجــع إنتــاج النفــط»، مُضيفــاً أن المؤسســة «تواجــه تكاليف إضافيــة باهظة لإصــاح الأضــرار الجســيمة التــي لحقــت بالبُنية التحتية. حيث ســتصل قيمة تكاليف إصــاح شــبكة خطــوط الأنابيــب والمعدات الســطحية وصيانــة الآبــار إلــى مليــارات الدنانير».

وقالت المؤسســة فــي بيان «ستســتغرق زيادة الإنتــاج التدريجية وقتــا طويلا نتيجة الأضــرار الجســيمة التــي لحقــت بالمكامــن والبنية التحتية بسبب الإغلاق المفروض منذ 17 يناير/كانون الثاني».

وقــال صنــع اللــه «لقــد تعرضــت بنيتنا التحتيــة لأضــرار دائمــة، ويجــب أن يكــون تركيزنــا الآن على الصيانــة وتأمين ميزانية للقيام بهذه الأعمال».

وأصبحت الســيطرة على البنيــة التحتية للنفــط، وهــي الجائــزة الكبــرى للقــوات المتصارعــ­ة فــي البــاد، والحصــول علــى الإيرادات، عاملين أكثر أهمية من ذي قبل في الحرب الأهلية.

وكانت ليبيا تنتج 1,22 مليون برميل يومياً في بداية العام، وقد كانت المؤسسة تأمل في رفــع معدّل الإنتاج إلــى 2.1 مليون برميل في الســيوم بحلــول عــام 2024، على مــا أعلنت المؤسســة فــي وقــت ســابق من الاســبوع. وتابعــت أنّــه نتيجــة الأضــرار التــي لحقت بالبنــى التحتية فإنّ الإنتــاج قد ينخفض إلى 650 ألف برميل في اليوم خلال عام 2022.

وأعلنــت المؤسســة مطلع الشــهر الجاري إجــراء مفاوضــات «تحــت اشــراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة» لاستئناف إنتاج النفط الذي كبّد إغلاقه ليبيا 6,5 مليار دولار.

وتعــد صــادرات النفط المصدر الرئيســي لكافة عوائــد الدولة تقريبا فــي ليبيا، والتي دخلت فــي فوضى مدمرة منــذ إطاحة نظام

جانب من منشآت تحميل النفط في ميناء سدر الليبي

معمــر القذافــي فــي انتفاضة دعمهــا حلف شمال الأطلسي في العام 2011.

وحســب بيــان للمؤسســة فــإن هنــاك مفاوضــات جاريــة بــن «حكومــة الوفــاق الوطني وعدد مــن الدول الإقليمية التي تقف خلف هذا الاغــاق» وذلك بغرض إعادة فتح الإنتاج.

وأكّــدت أنّــه «سيســتمر ايــداع جميــع الايــرادا­ت النفطيــة فــي نفــس حســابات المؤسســة»، وذلــك حتــى إطلاق «مســارين متوازيــن )...( احدهمــا للشــفافية الماليــة وتكافــؤ الفــرص و العدالــة الاجتماعية بين جميع الليبيين».

وتابعــت أن «المســار الثانــي ســيتعلق بإعــادة هيكلــة الترتيبــا­ت الأمنيــة لحمايــة جميع المنشآت النفطية لضمان عدم اعتبارها اهدافا عســكرية ولعدم اســتخدامه­ا مجددا للمساومات السياسية .»

وأشارت المؤسســة حينها إلى أنّ إجمالي خســائر الفرص البيعيــة الضائعة منذ 2011 وحتى الان قد تجاوزت 231 مليار دولار.

ويشــكل توزيــع عائــدات النفــط الليبــي مصدرا للتوتر في البلاد، وخاصة في الشرق الذي شكا مرارا من أنّ تقسيم العائدات لا يتم بشكل عادل.

من جهة ثاني ســيتم تصدير أول شــحنة وحجمها 650 ألف برميل عبر الناقلة «كريتي باستيون» من فئة سفن «أفراماكس»، والتي تســتأجرها شــركة «فيتول» للتجارة بالمواد الأولية، والتي قال مصدران في ميناء السدر أنهــا رســت وبــدأت التحميــل صبــاح أمس الجمعة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom