الاحتلال يواصل مصادرة الأراضي وتحويلها لـ «مجال حيوي»
رفض 84 % من طلبات مزارعين للوصول إلى حقولهم
لا تزال حكومــة الاحتلال تمضي قدمــا في مصادرة أراضي الفلسطينيين وتحويلها بشتى السبل الى"مجال حيوي" للنشــاطات الاســتيطانية، كما لا تزال تمارس في الوقت نفســه طرقا غير مســبوقة في التحايل على المواطنين ومنعهم من الوصول الى أراضيهم.
وفي هذا الســياق تقول جيســيكا مونتيل، المديرة التنفيذيّــة لمركــز الدفــاع عن الفــرد "هموكيــد"، إن المســؤولين الاســرائيليين كثيــرا ما يطلقــون وعودا باحترام حقوق الملكيّة للفلسطينيين، وحريتهم بالتنقل، لكنهم يلقون بوعــود فارغة المضمــون، خاصة في ظل وجود "البيروقراطيّة العســكريّة المصممة على ســلب الفلسطينيين أراضيهم، بدلا من تسهيل الوصول إليها".
وفي تقرير أصــدره المركز الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أظهرت المعطيات أن نسبة ضئيلة فحســب من الفلســطينيين يُمنحون تصاريح للوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل، فيما يتمّ رفض جميع التّصاريح تقريبا لأسباب لا علاقة لها بالأمن.
ويوضــح التقرير أنــه تمّ تقديم هــذه المعطيات إلى "هموكيد"، مؤخــرا، حيث أظهرت المعطيات أن عام 2019 شــهد تقديم 483.7 طلبًا من جانب مزارعين فلسطينيين لضمان دخولهــم إلى أراضيهــم الواقعــة خلف جدار الفصل ومن ضمن هذه الطلبــات، تمّ رفض 62 وقد تدهور الوضع أكثر في عام 2020، حيث تمّ رفض 84 من طلبات المزارعين الفلسطينيين لاستصدار التّصاريح، خلال الشهور الستّة الأولى.
ويشــير مركز الدفاع عن افراد أن 1 إلى 2 في المئة من طلبات التّصاريح قد تمّ رفضها لاعتبارات أمنية، فيما تم رفض الغالبية العظمى من التصاريح بناء على أســاس أن المتقدمــن غير مؤهلين للحصول علــى تصريح وفقا للوائح ومعايير جيش الاحتــال، والتي تمّ تعديلها في عامي 2017 و2019 لضمان فــرض المزيد من القيود على حريّة التحرك.
ويوضح التقريــر أن رفض هــذه التصاريح ترافق مــع مضاعفة هجمــات المســتوطنين واعتداءاتهم على المواطنين الفلســطينيين وممتلكاتهم، حيث اقتحم مئات المســتوطنين المتطرفين تحت حماية وحراســة مشددة %، %
من جنــود الاحتلال، جبل الجمجمــة الواقع بين بلدتي حلحول وســعير في محافظة الخليــل ورفعوا أعلامهم عليه في محاوله للاستيلاء على المنطقة، حيث خلق ذلك حالة تواصل بين مستوطنات جنوب الخليل وشمالها.
وقد كان مئات المســتوطنين قد قدموا في حافلات من خــارج المحافظة الى جانب مناصريهم من المســتوطنين في الخليل، واعتلوا جبل الجمجمة المطل على الشــارع الاســتيطاني رقم )60( ورفعوا أعلامهــم عليه وأطلقوا هتافات عنصرية معادية للعرب، وتدعو للاستيلاء على أراضي الجبل المذكور المملوكة للمواطنين، حيث تقع هذه المنطقة بين فكي مســتوطنتي "كرمئيــل وماعون" وفيها عدة آبار قديمة لجمع مياه الأمطار واستخدامها للشرب ، وقد تم ترميم هذه الآبار خــال الفترة الماضية لخدمة المواطنين بشــكل أكبر، حيث تسعى ســلطات الاحتلال لربط المســتوطنتين "ماعــون وكرميئل" مــع بعضهما البعض على حساب المواطنين الفلسطينيين.
وفي محافظة نابلس وضع مســتوطنون متطرفون عددا مــن المنــازل المتنقلة فــي أراضي قريــة عصيرة الشــمالية في منطقة "خلة الداليــة"، في خطوة تعكس أطماع المستوطنين في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلســطينية فــي ظل الأجــواء التي تشــيعها حكومة الاحتــال الإســرائيلي حول مخططات الضم وســرقة المزيد من أراضي المواطنين في الضفة.
كما وضع عضو الكنيست حاييم كاتس، وزير الرفاه الاجتماعي الســابق عن حزب الليكود، حجر الاســاس لبناء حي استيطاني جديد في مســتوطنة "هاربراخا" الواقعة قرب بلدة بورين، حيث دعا عند مراســم وضع الحجر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى عدم انتظار لا الولايات المتحدة ولا حزب "أزرق ـ أبيض" والإعلان عن ضم تلك المســتوطنة مع جميع المستوطنات بدون تبادل للأراضي. وفي القدس لا تــزال بلدية الاحتلال تواصل عمليات التجريف لأراضي المواطنــن في وادي الربابة ببلدة ســلوان، وذلك بهدف إقامة مشاريع استيطانية، حيث يستخدم الاحتلال القوة لتنفيذ عمليات التجريف رغم وجود قرارات قضائية ســابقة بوقفها، بحجة أنها "أمــاك غائبين"، حيث تبلغ مســاحة أراضي الحي أكثر من 350 دونما مزروعة بالأشجار المثمرة وشجر الزيتون المعمــر، وكلها ممتلــكات خاصة لأهالي ســلوان، وفيه حوالى 100 منزل ومسجد وكلها مهددة بالإخلاء.
كمــا أجــرت طواقــم تابعــة لســلطات وبلديــة الاحتلال عمليات مسح للمســاكن في تجمع جبل البابا البدوي جنوب شــرق القدس المحتلــة، بعد أن اقتحمت قوة كبيرة مــن جيش الاحتلال المنطقة، وقامت بتفتيش المنازل، تمهيدا لضم الجبل لمســتوطنة "معاليه ادوميم" القريبة، ويأتي هذا في الوقت الذي تم فيه كشف النقاب عن خرائط تتضمن تعديلات إســرائيلية على الخرائط التــي اقترحتها خطة الرئيس الأمريكــي دونالد ترامب المعروفة بـــ" صفقة القرن"، التي أعلــن عنها في كانون الثاني/يناير الماضي. وتتعلــق التعديلات التي طلبتها إســرائيل على الخطة، بالجيــوب الإســرائيلية التي ســتبقى داخل الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية. فخلافاً للخرائط الأمريكية، تظهر الجيوب الإســرائيلية علــى شــكل أحزمة واســعة تضــم بداخلهــا 20 بؤرة اســتيطانية ونقاطا اســتيطانية مختلفة لــم تظهر في الخريطة الأمريكية.
وسارع مجلس المســتوطنات في الضفة الغربية إلى نشــر مخططات هيكلية جديدة تظهر فيها مســتوطنة "أرئيل" المعروفة، وهي ثاني أكبر تجمع اســتيطاني في الأراضي الفلســطينية، ويمتد الى عدة كيلومترات على تلة مرتفعة تتوســع على حســاب أراضي الفلسطينيين بثلاثة أضعاف مساحتها الحالية.
وأشــار التقرير الصــادر عن المركــز الوطني التابع لمنظمة التحرير، إلى اتســاع المواقــف الدولية الرافضة لمخطــط رئيس الوزراء الإســرائيلي بنيامــن نتنياهو بضم مساحات واســعة من الضفة الغربية المحتلة، لافتا إلى ان ذلــك هو ما دفعه الى التأجيــل بعدما كان مقرراً بدء إجراءاته في الأول من الشــهر الجاري، لافتا إلى أن آخر المواقف الرافضة لمشــروع الضم ما صدر عن رئيس الحكومــة البريطانية بوريس جونســون، الذي اعتبر مشروع الضم مخالفاً للقانون الدولي .
وتطرق إلى ما قاله وزير الخارجية الفرنســي جان إيف لودريان، من أن ضم إسرائيل لأي أراضٍ في الضفة ســيكون انتهاكاً للقانون الدولــي ولا يمكن أن يمر قرار الضم من دون عواقــب، حيث تدرس فرنســا خيارات مختلفة على المســتوى الوطني، وكذلك بالتنســيق مع الشركاء الأوروبيين الرئيسيين.