سباق عالمي نحو استخدام الـ«روبوت» في مكافحة فيروس كورونا
دخـــلـــت تــكــنــولــوجــيــا الـــذكـــاء الاصطناعي إلى عالم مكافحة وباء كـورونـا الــذي يواصل انتشاره في العالم، حيث سيلعب «الإنسان الآلي - الروبوت» دوراً مهماً في هذه المعركة، وذلــك بعد أن بـدأ علماء أمريكيون جهوداً في هذا المجال لتطوير روبوت يساعد فـي مكافحة الــوبــاء، فيما يتسابق معهم علماء آخرون من عدة دول بينها تركيا لتسجيل إنجاز في هـذا المجــال. وبــدأ علماء من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» في الــولايــات المتحدة بتطوير روبــوت يساعد في محاربة فيروس كورونا فـي الأمــاكــن الـعـامـة، مثل المــدارس والمستشفيات.
ويمكن للروبوت الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة «آفا روبوتيكس» أن يقوم بتطهير الأسطح والمناطق الضيقة التي يصعب على الإنسان الوصول إليها، حسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
كما يستطيع الـروبـوت الجديد، الذي بدأت عملية تطويره في نيسان/ أبريل الماضي، أن يقوم بتطهير أرضية مستودع للتخزين مساحته 370 مترا مربعا في نصف ساعة.
وقال الباحثون إنه يمكن للروبوت استخدام الأشعة فـوق البنفسجية في أكثر من مكان، من بينها محلات السوبرماركت والمــراكــز التجارية والمصانع والمطاعم.
وأكدوا أن الأشعة فوق البنفسجية أثبتت فعاليتها في قتل البكتيريا والفيروسات على الأسطح، لكن هذه الأشعة ضارة للبشر، ومن هنا جاء تصميم الروبوت ليعمل بمفرده من دون الحاجة إلى أي إشراف بشري.
وبينما يعمل علماء أمريكيون على إنتاج الروبوت المقاوم لكورونا، فقد صمم طلاب أتراك في جامعة أتاتورك في مدينة أرضروم الروبوت الممرض الــذي أطلقوا عليه اســم «أتـاجـان» والذي يهدف لحماية الطواقم الطبية من العدوى بالفيروس الوبائي.
ووفق التصميم الذي تم الإعلان عنه مؤخراً في تركيا فإن روبوت «أتاجان» يعمل على تقديم الطعام والـــدواء لمرضى كورونا في المستشفيات، ما يساهم في تقليل احتمالات إصابة الطواقم الطبية بالعدوى الفيروسية.
وخـــاض «أتــاجــان» عــدة مراحل وتجارب صناعية حتى استقر مطافه في المستشفى التابع لجامعة أتاتورك لإجـــراء الاخــتــيــارات العملية على مستوى أدائه، حسب ما نشرت وكالة أنباء «الأناضول» في تقرير.
وتــبــدأ رحـلـة الــروبــوت الممرض بالتعقيم، من خلال تطبيق على الهاتف المحمول، ثم المرور على غرف المرضى لتقديم الطعام والــدواء، ليتم تعقيمه مجددا قبل مساعدة مرضى آخرين، لتقليل فرص نقل العدوى.
وبجولات «أتـاجـان» المتكررة بين غـرف المرضى، يضمن أقـل مستوى من الاتـصـال المباشر بين المصابين والـطـواقـم الطبية، ليخفض فرص تفشي الفيروس ويوفر في أدوات الحماية الوقائية في المستشفيات، حسب التقرير.
وقـال رئيس الأطباء بالمستشفى البروفيسور فـــؤاد غـونـدوغـدو إن مـعـاونـة تـركـيـا فــي معركتها ضد
فيروس كورونا ضرورة ملحة تعمل عليها الجامعات في البلاد.
وأوضح أن «الروبوت الممرض هو نتاج التعاون الطبي والهندسي في تركيا، إذ تم تصميمه لحماية الطواقم الطبية».
وأكد أن «الهدف أيضا من تصميم الروبوت هو العمل على راحة العاملين في المجال الطبي، ومن يحصلون على الخدمات الطبية، والعمل على إبعاد القلق والتوتر عنهم».
ومضى قائلا: «أجرينا الاختبارات على الروبوت، وهو سهل الاستخدام للغاية. يمكن استخدامه عن طريق تطبيق يـتـم تحميله عـلـى الهاتف المحمول».
وتابع: «نقوم بإبلاغ كل ما نريده للمرضى مــن خـــال وضـــع رســوم مـتـحـركـة عـلـى الــشــاشــة الملحقة
بالروبوت .»
إلى ذلك، طور باحثون دنماركيون جهاز روبوت يعمل بشكل آلي تماماً ويمكنه أخــذ مسحات للكشف عن فيروس كورونا المستجد، وذلك حتى لا يتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية إلى خطر العدوى.
ويــأمــل الــبــاحــثــون مــن جامعة الـدنمـارك الجنوبية وشركة «لايف لاين روبوتيكس» أن يُستخدم قريباً نموذجهم الـذي يحمل اسم «سواب روبوت» أو «روبوت المسحة» لحماية العاملين في مجال الصحة من مهمة إجراء فحوص للمرضى التي تنطوي على خطورة محتملة.
وقــــــال تـــيـــوســـيـــوس راجـــيـــث
سافاريموتو، البروفسيور في مجال أجهزة الـروبـوت بجامعة الدنمارك الجـنـوبـيـة، إن المــريــض حــن يظهر بطاقة تحديد الهوية، يجهز الروبوت معدات أخذ العينة ويلتقط المسحة ثم يضع العينة في حاوية جاهزة لإجراء الفحص.
وأفاد المطورون بأن الروبوت، الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يستخدم كاميرات للوصول إلى الجزء الأيمن من الحلق الذي يأخذ منه المسحة برفق لأنه مبرمج على ذلك.
وقـــال ســوريــن ستيج، الرئيس الــتــنــفــيــذي لــشــركــة «لايــــف لايــن روبـوتـيـكـس» إنـــه «سـيـكـون هناك طلب عالمي واحتياج عالمي لإجـراء مـزيـد مـن الفحوص الآلـيـة لحماية وتحصين أولئك الذين يعملون في خط المواجهة».
روبوت فرنسي