Al-Quds Al-Arabi

توتنهام حتى الآن؟

-

والأمر لا يتعلق بالأداء المتواضع، مـقـارنـة بالنسخة الـتـي تركها المــــدرب الأرجـنـتـ­يـنـي، حـتـى في أسوأ لحظاته، بل أيضا بموسمه الــصــفــ­ري مــن حـيـث الـبـطـولا­ت وأبـسـط الأهـــداف، بعد الخــروج من كأس الاتحـاد الإنكليزي على يد نوريتش في الــدور الخامس، وفـضـيـحـة الخــــروج مــن دوري الأبطال على يد لايبزيج، بالهزيمة في ذهاب دور الـ16 بهدف نظيف

فــي قلب «تـوتـنـهـا­م هوتسبير» والـسـقـوط فــي إيـــاب «ريـــد بول آريـنـا» بثلاثية نـكـراء، ومؤخرا، رفـع الراية البيضاء في الصراع على المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال، وكذلك الخامس، المحتمل أن يكون مؤهلا للبطولة، في حال رفضت المحكمة الدولية )كـاس( الطعن المقدم من مانشستر سيتي، لرفع العقوبة المفروضة عليه من قبل اليويفا، بعدم المشاركة في المسابقات الأوروبية في العامين المقبلين، وذلــك بعد التأخر عن مانشستر يونايتد صاحب المركز الخــامــس بتسع نــقــاط، بجانب ذلـــك، يــواجــه خطر الـغـيـاب عن الـدوري الأوروبــي، إذا لم ينتفض أمـــام آرســنــال فــي دربـــي اليوم ومبارياته الثلاث الأخرى المتبقية أمام نيوكاسل وليستر وكريستال بالاس.

يبقى الشريك الآخــر المساهم في مأساة توتنهام هذا الموسم، هو الرئيس دانيال ليفي ومجلس إدارتــه، بصب جُل تركيزهم على التحفة المعمارية الحديثة، على حساب مشروع بوتشيتينو، بعد استنزافه حتى آخــر قطرة على مدار خمس سنوات، بتدعيمات لا تليق بطموح فريق أنهى موسمه في المركز الرابع للدوري الإنكليزي وثاني دوري أبطال أوروبـا، ومن سـوء الطالع، لم يستفد الفريق من صفقاته الجديدة كما ينبغي، بسلسلة من الانتكاسات ضربت الــثــاثـ­ـي جــوفــانـ­ـي لــو سيلسو وندومبيلي وبيرغوين، بجانب العناصر الأسـاسـيـ­ة التي حُـرم منها إمــا بــداعــي الإصــابــ­ات أو من رحلوا في منتصف الموسم، كمايسترو الـوسـط كريستيان إريكسن بانتقاله إلى الإنتر وداني روز إلـى نيوكاسل، بعد وصول علاقته بالمدرب إلى طريق مسدود. والإدارة تعي جـيـدا، أن جُــل ما سبق، أعاق مورينيو على تحقيق أهدافه في الموسم الأول، لهذا، لن تتم التضحية به مع نهاية الموسم، حتى لو خسر المباريات المقبلة، على أمــل أن تتحسن الأوضـــاع عندما يكون مسؤولا عن اختياراته فـي قائمة المـوسـم الجــديــد، أي بعد التخلص من الأسماء التي لا تتوافق مع أفكاره وجلب عناصر جــديــدة تــتــوافـ­ـق مــع المـيـزانـ­يـة المحدودة وفي نفس الوقت تحقق النقلة المنتظرة في مشروع المدرب البرتغالي، بسبب التزام النادي بالديون المستحقة لسد قروض تمويل الملعب الجديد.

بإلقاء النظر على احتياجات توتنهام في الموسم المقبل، سنجد أنه لن يبالي بمركز حراسة المرمى في ظل وجود هوغو لوريس وباولو غازانيغا، بينما في الدفاع، سيكون بحاجة لبديل على نفس خبرة وكفاءة البلجيكي يان فيروتونخن بعد رحيله، وذلــك بالتفكير في استعارة دييغو غودين من الإنتر أو صامويل أومتيتي من برشلونة، لتبقى لديه وفــرة في مركز قلب الـــدفـــ­اع عـلـى مـــدار المــوســم مع الأسماء المتاحة توبي ألديرفيريل­د وخـــــوان فــويــث ودافــيــن­ــســون

سانشيز والصغير تانغانغا، وعلى مستوى الأظـهـرة، قد يجد ضالته في استعارة سيميدو من برشلونة أو أودريــوزو­لا من ريال مدريد، لتحريك جهة أورييه وبيترز الخامدة. وفي اليسار، إن لم ينجح فــي تـطـويـر ريـــان سيسينيون، كمنافس حقيقي لبن ديفيز، فربما يتجه إلى خيار استعارة جونيور فـيـربـو مــن بـرشـلـونـ­ة. أمـــا في الوسط، فظاهريا يبدو أنه ليس بحاجة لدماء جديدة لكثرة الأسماء المتاحة من نوعية هـاري وينكس ومـــوســـ­ى سـيـسـوكـو وأولـيـفـر سكيب وإيريك داير وديلي آلي ولو سيلسو، لكن لا ننسى أنه يتجاهل ندومبيلي كثيرا على مقاعد البدلاء، وفي نفس الوقت، هناك أندية مثل برشلونة ويوفنتوس تريد التعاقد معه، وفـي حـال وافــق مورينيو، فقد يستفيد النادي بمبلغ مالي ولاعب بديل كإيفان راكيتيتش أو آرون رامزي أو أدريان رابيو. وفي الهجوم، لا مفر من التوقيع مع بديل للقائد هاري كاين، بعد زيادة معدل إصاباته، ولو صدقت الأنباء التي تتحدث عن إمكانية بيعه لمساعدة النادي في سد ديون بناء الملعب، فقد يعوضه بإدينسون كافاني بــدون مقابل، بجانب التضحية بحوالي 40 إلى 50 مليوناً لشراء لـوكـا يوفيتش مـن ريـــال مدريد أو ميليك من نابولي أو دوسـان فلاوفيتش من فيورنتينا، لضمان الوفرة العددية المطلوبة في الهجوم بجانب سـون ومـــورا وبيرغوين ولامــيــا، فهل يـقـوم باستثمار مشابه لإحـداث ثورة حقيقية في مشروعه ردا على المنتقدين؟ أم أنه أفلس كرويا وجار عليه الزمن؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom