Al-Quds Al-Arabi

وكالات الإغاثة: سوريون سيواجهون الموت بعد قرار مجلس الأمن حول وصول المساعدات إلى شمال سوريا

- دمشق «القدس العربي» من هبة محمد:

غداة انقضاء أجــل الاتفاق حول العمليات الإنسانية وإيصالها إلى شمال غربي سوريا والتي استمرت ستة أعوام بتفويض من الأمم المتحــدة، والتي انتهى مفعولهــا يوم الجمعة، وبعد أربــع محاولات فاشــلة، صوت مجلس الأمــن، مســاء الســبت، علــى تبني مشــروع قــرار ألمانــي - بلجيكــي جدد بموجبــه عمل آلية المســاعدة الإنســاني­ة عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية لمدة عام واحد، وسيسمح القرار الأممي بإيصال المســاعدا­ت الإنسانية لســكان إدلب شمال غربي ســوريا عبر معبر باب الهوى فقط، بــدلاً من معبرين حدوديين، الأمــر الذي اعتبــرت وكالات الإغاثــة العاملة في ســوريا أنه ســيؤدي إلى فقــدان الأرواح وســيزيد مــن معانــاة 1.3 مليــون ســوري يعيشون في المنطقة.

شاربونو: إذعان لموسكو

ووافــق مجلــس الأمــن الدولــي مســاء الســبت علــى دخول المســاعدا­ت الإنســاني­ة إلــى ســوريا، بعدمــا صــوت 12 عضــواً مــع القــرار فيما امتنع 3 أعضــاء في مجلس الأمن عــن التصويــت. وقد صــوت لصالــح القرار إلــى جانب ألمانيا وبلجيكا، كل من إســتونيا، فرنســا، إندونيســي­ا، النيجر، سانت فنسنت وجــزر غريناديــن، جنــوب أفريقيــا، تونس، المملكة المتحــدة، الولايات المتحــدة، وفيتنام. فيما امتنعــت الصين وجمهورية الدومينيكا­ن وروســيا عن التصويت. ويتوافــق هذا الحل لآليــة الأمم المتحــدة عبــر الحــدود مــع طلب روســيا إلغاء معبر باب الســامة المؤدي إلى محافظــة حلــب، وتســمح آليــة الأمم المتحدة بإيصال المساعدات للســوريين بدون موافقة نظام الأسد.

لويس شاربونو مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة «هيومــن رايتس ووتش»، قال «إن أعضــاء المجلــس أذعنوا ومنحوا موســكو ما تريــده بتخفيــض آخــر كبير في المســاعدا­ت الموجهة عبر الحدود إلى الســوريين المهددين الذين يعتمدون عليها من أجل البقاء على قيد الحيــاة». كمــا اعتبرت منظمــة أطباء لحقوق الإنســان، في بيان منفصل، «إن قرار مجلس الأمن أغلق «الطرق المباشرة أمام مئات الآلاف مــن النازحين الســوريين الذين هــم في أمس الحاجة للغذاء والدواء.»

وقــال الأمين العام للأمم المتحــدة أنطونيو غوتيريــش إنه أحيط علمــاً بقــرار تمديد آلية الأمم المتحدة لإيصال المســاعدا­ت الإنســاني­ة عبــر الحــدود من خــال معبــر بــاب الهوى الحــدودي لمــدة اثنــي عشــر شــهراً، معتبراً أن القــرار سيســاعد علــى ضمــان اســتمرار المســاعدا­ت الإنســاني­ة لـ 2.8 مليون شخص، حتــى تموز/يوليو من العام المقبــل. جاء ذلك في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، صادر مســاء الســبت، أشــار فيه إلى أن المســاعدة الإنســاني­ة عبر الحدود لا تزال تمثل شــريان حياة بالنســبة لملايين المحتاجــن في المنطقة وخارجها.

وجــدد أيضــاً دعوته إلــى جميــع أطراف الصراع لضمان وصول المســاعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين وفقاً للقانون الإنســاني الدولــي، وســيطلب المجلس من الأمــن العام للمنظمة تقديم تقريــر كل 60 يوماً على الأقل. وفي بيان صدر عقب القرار الأممي، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: «إنه لنبأ ســار لملايــن الناس فــي ســوريا أن يتمكن مجلس الأمــن، أخيــراً، مــن الاتفــاق علــى اقتراحنا التوافقي .»

وجاء تمديد هذا القرار، بعد أربع محاولات ســابقة، فشــل من خلالها مجلــس الأمن في تمديد القرار 2504، الذي كان قد منح تفويضاً للــوكالات الإنســاني­ة بإدخــال مســاعدات لشمال غربي ســوريا عبر معبري باب الهوى

وباب السلام.

وقالت وكالات الإغاثة العاملة في سوريا، إن قــرار مجلــس الأمــن التابع لــأمم المتحدة الــذي قضى بفتح معبر واحد بدلاً من معبرين حدوديــن لتســليم المســاعدا­ت مــن تركيــا إلى شــمال غرب ســوريا الخاضع لســيطرة المعارضة ســيؤدي إلــى فقــدان أرواح ويزيد مــن معاناة 1.3 مليون ســوري يعيشــون في المنطقــة. وفي بيان مشــترك للوكالة جاء فيه «ســتزداد في شــمال غرب ســوريا، حيث تم إغلاق شريان حيوي عبر الحدود...، صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يعتمدون علــى الغــذاء والدواء الــذي تقدمه الأمم المتحدة عبر الحدود.»

وأضــاف البيان «لــن يتلقى كثيــرون الآن المساعدة التي يحتاجون إليها. ستهدر أرواح. وســتزداد المعانــاة، وهذه ضربــة مدمرة مع تأكيــد أول حالة إصابة بكوفيد-19 في إدلب المنطقة التي ضعفت بنيتها التحتية في مجال الصحة بشــكل كبير». وكانت الدول الغربية طالبت باستمرار نقل المساعدات عبر المعبرين الواقعين على الحدود بين سوريا وتركيا غير أن روســيا الحليف الرئيســي لرئيس النظام السوري بشار الأسد والصين استخدمتا حق النقض )الفيتو( يوم الجمعة لإسقاط محاولة أخيرة لإبقاء المعبرين مفتوحين.

26 فيتو روسياً وصينياً

وكانت روســيا والصين قالتا إن من الممكن الوصــول إلى شــمال ســوريا مــن الأراضي الخاضعــة لســيطرة الحكومة الســورية وإن شــحنات المســاعدا­ت عن طريق تركيا تنتهك السيادة الســورية. وطرحت ألمانيا وبلجيكا، العضــوان غيــر الدائمــن فــي مجلــس الأمن والمكلفان بالشق الإنساني في الملف السوري بالأمم المتحدة، مشــروع القــرار الجديد الذي مــن شــأنه إبقــاء معبر واحــد بــدل المعبرين اللذين تم استخدامهما حتى الجمعة.

وكان دعــا وزير الخارجيــة الألماني هايكو مــاس، يــوم الســبت، روســيا والصــن في تغريــدة إلــى «الكــف عــن عرقلة التســوية.» وأضــاف «نأســف بشــدة لأن تمديــد القرار المتعلــق بالمســاعد­ة عبر الحــدود إلى مجلس الأمــن الدولــي قــد تمــت عرقلته مــرة أخرى )الجمعة( بســبب الفيتو الروسي والصينيِ. واعتبر ذلك «خبراً ســيئاً لملايين الســكان في شــمال ســوريا». وخلال تصويــت الجمعة، اســتخدمت روســيا حــق النقــض للمــرة السادســة عشــرة، والصين للمرة العاشــرة ضد مشاريع قرارات مرتبطة بسوريا منذ بدء الحرب عام 2011.

وكانت روســيا والصين اعترضتا الثلاثاء على مشروع قرار قدمته ألمانيا وبلجيكا وكان من شــأنه إعادة تفويض معبري باب السلام وباب الهوى لمدة 12 شهراً، وذلك حسب الأمم المتحدة. والأربعاء، 8 تمــوز /يوليو، لم يُعتمد مشــروع قرار عممته روســيا، وكان يدعو إلى إعــادة تفويض معبر حــدودي واحد في باب الهــوى، لمدة ســتة أشــهر، حيــث حصل على أربعة أصوات فقط لصالحه )روسيا والصين وفيتنــام وجنــوب أفريقيــا(، مــع تصويــت ســبع دول أعضاء ضد القرار وهــي بلجيكا، الدومينيكا­ن، إستونيا، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، فيما امتنعت أربع دول هي إندونيســي­ا، النيجر، سانت فنسنت وجزر غرينادين، وتونس.

وفي صباح يــوم الجمعة، 10 تموز /يوليو، اعترضــت روســيا والصين مرة أخــرى على مشــروع قــرار ثالــث لألمانيا وبلجيــكا، يدعو إلى إعادة تفويض معبري باب الســام وباب الهــوى لمدة ســتة أشــهر، وقــد حظــي القرار بتأييــد جميع أعضاء المجلــس الآخرين. وفي مســاء اليوم نفــس، ، فشــل مشــروع القرار الروســي الثانــي، بالحصــول علــى دعم كل من روســيا، الصين، جنوب أفريقيا وفيتنام. وفيما صوتت دول ضــد القرار وهي بلجيكا، جمهوريــة الدومينيكا­ن، إســتونيا، فرنســا، ألمانيــا، المملكة المتحــدة، والولايــا­ت المتحدة، وامتنعــت أربــع دول عــن التصويــت بينهــا تونس.

 ??  ?? مخيم للاجئين السوريين شمال البلاد
مخيم للاجئين السوريين شمال البلاد

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom