Al-Quds Al-Arabi

«فايننشال تايمز» عن وزير الخارجية التركي: خروج قوات حفتر من سرت والجفرة شرط لوقف إطلاق النار

- لندن - «القدس العربي»:

قال وزير الخارجية التركي مولود تشــاووش أوغلو، إن وقف إطلاق النار فــي ليبيا هو رهن بتراجع الجنرال المتمرد خليفة حفتر عن مناطق رئيسية.

وأضاف في تصريحات لصحيفة «فايننشــال تايمز» إن هناك «تصميماً» من حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها تركيا، على اســتئناف هجومها ضد قوات حفتر في حالة لم تنسحب من الميناء الإستراتيج­ي، سرت وقاعدة الجفرة، التي يوجد فيها أكبر نظام دفاع جوي في البلاد. وألمح الوزير التركي إلى أن بلاده قد تدعم أي هجوم تقوم به حكومة الوفاق الوطني «بشروط مسبقة» و«طالما كان شرعياً ومنطقياً».

وتعلق الصحيفة في تقريرهــا الذي أعده أندرو إنغلاند، حول مخاطر دخول الحــرب الأهلية التي تطورت إلى حرب بالوكالة في هذا البلد مرحلةً جديدة، في وقت يحذر الدبلوماسـ­ـيون من مواجهة مباشــرة بين الدول الأجنبية التي تدعم الأطراف المتنافسة في ليبيا.

وتدخلت تركيا بشــكل علني لدعم حكومة الوفاق الوطني بناء على طلب من الأخيرة، وذلك بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي ســمحت لأنقــرة بالتنقيب عن النفط والغاز في مياه البحر المتوســط. وكان نشــر تركيا لبوارج عسكرية ومستشارين عســكريين ومدربين وقوات بما فيها مرتزقة من سوريا لدعم قوات حكومة الوفاق سبباً في التقدم الذي حققته الوفاق ضد حفتر.

وبدأت الحرب عندما قام الجنرال حفتر الذي يســيطر على شــرق ليبيا منذ عام 2015 بشــن هجوم في نيسان/ أبريل 2019 للإطاحة بحكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتحدة. وظلت العاصمة تحت الحصار لأشــهر، حيث حصل حفتر على دعم عسكري من الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا، وعلى دعم سياسي من فرنسا التي قدمت حفتر بأنه حليف في القتال ضد المتطرفين، فيما نظر للتدخل الروسي على أنه محاولة انتهازية لتحقيق مصالح لها في شمال أفريقيا.

وبعد تدخل تركيا، تم إخراج قوات حفتر من طرابلس والمناطق المحيطة بها، مما شجع حكومة الوفاق، وقوّى من الدور التركي في البلاد. ويأمل الدبلوماسـ­ـيون أن يؤدي التغير في موزاين المعركة إلى إحياء العملية السياســية التي ترعاها الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي يؤكد الداعمــون الخارجيون للأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار، إلا أن كل طرف يقوم بتعبئة قواته. وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه هذا الأسبوع من عمليات الحشد حول مدينة سرت.

وتزايــدت المخاطر عندما قامــت مقاتلات يعتقد أنها تابعــة لدولة أجنبية بضرب قاعدة الوطية التي ســيطرت عليها طرابلس في الأشهر الأخيرة. وقال أوغلو إن هناك تحقيقاً لتحديد الطرف المسؤول عن الهجوم، ولكنه تعهد بأنه «سيدفع الثمن» مهما كان الفاعل.

وأكــد أن تركيا لديها «طاقم تدريبي وفني» في القاعدة لكن لم يصب أي منهم بأذى. وتقول الصحيفة إن المخاطر تتزايد فــي ليبيا من ناحية النزاع والتنافس الإقليمي بين تركيا من جهة والإمارات ومصر من جهة أخرى. وهدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي بإرسال قواته إلى ليبيا إن سيطرت القوات التي تدعمها تركيا على سرت، التي تعتبر مفتاح مناطق النفط، واعتبرها «خطاً أحمر». وبشــكل منفصل، اتهمت القوات الأمريكية في أيار/ مايو روســيا بنشر 14 طائرة من طراز «ميغ-29» وعدد من طائرات «سو-24» في ليبيا لتقوية دفاعات الجنرال حفتر.

وقال أوغلو إن روســيا تقدمــت بخطة لوقف النار وتثبيت هدنة أثناء المحادثات في إســطنبول الشــهر الماضي، وبـ «مواعيد وأوقات محددة»، ولكن حكومة الوفاق الوطني أكدت على ضرورة خروج حفتر من سرت والجفرة بعد مشاورة أنقرة لها، حيث أكدت على ضرورة العودة إلى خطوط الاشــتباك عام 2015. وأضاف الوزير التركي: «الآن يعتمد كل هذا على الطرف الآخر، ويجب عليهم قبول هذه الشروط المسبقة من أجل وقف إطلاق نار دائم».

ويقول ولفرام لاتشــر، الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن هناك عددا كبيرا من المصالح المتنافسة تحاول تأمين وقف إطلاق النار و«هناك عمليات حشــد عســكري من كل الأطراف وهذا لا يعنــي التصعيد؛ لأن ذلك يعني مواجهة مباشــرة بين تركيا وروســيا لا يريدها أي منهما، على ما أعتقد». وأضاف: «حتى لو اتفقت روســيا وتركيا على خطوط فاصلة، فالسؤال هو عن قبول حفتر لها؛ لأن لديه مساحة للمناورة بدعم من مصر والإمارات».

وقال دبلوماســي غربي، إن الجمود قد يســتمر، لكن لا يمكن الحفاظ عليه لوقت طويل «فــكل العناصر موجودة لأن يتدهور» إلى الأسوأ. وسئل أوغلو إن كان تدخل تركيا في ليبيا قد يقود إلى تورط طويل، أجاب: «نحن لا نريد أي تصعيد أو حرب في المنطقة، ولكن تورطهم )داعمو حفتر( هو مع الجنرال الانقلابي».

ويرى شــان قصب أوغلو، مدير الأمن والدفاع في معهد «إيدام» في إســطنبول، أن اســتراتيج­ية تركيا النهائية قائمة علــى هزيمة منكرة لحفتــر تعطيها يداً قوية في المفاوضات مســتقبلاً، و«هــذه مهمة دفاعية، ومن الموقف العســكري - الجيواسترا­تيجي تختلف عما تم تحقيقه حتى الآن» و«هناك مخاطر لكن يمكن إنجازها».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom