Al-Quds Al-Arabi

تسجيل ارتفاع خطير في عدد الوفيات بكورونا ... والفرق الطبية والأمنية تواصل جهودها لحصر انتشاره

استمرار المساعي لإعادة مزيد من العالقين في دول أجنبية وعربية

- غزة ـ «القدس العربي»:

لا يزال مؤشــر الخطر الناجم عن "المرحلة الثانية" من فيروس "كورونا" قائما في الضفــة الغربية، مما قد يدفع باتجاه استمرار إغلاق العديد من المناطق، بعد انتهاء مدة الإغلاق الحالية التي اســتمرت لخمســة أيام، خاصة في مناطق محافظة الخليل، التي تشــهد تسجيل أرقام كبيرة في الإصابات، في وقت لا تزال فيه الفرق الأمنية والطبية المختصة تتابــع تنفيذ إجراءات وقوانــن حالة الطوارئ الخاصة بالفيروس.

ارتفاع في حالات الوفاة

وظهــر أمس الأحد أعلنــت وزارة الصحة وفاة مواطن يبلغ من العمر 48 عامــا من مدينة الخليل متأثرا بإصابته بفيروس "كورونا"، ليرتفع عــدد حالات الوفاة منذ بداية الفيروس إلى 36 منها6 في غضون24 ســاعة حتى صباح أمس.

وبينت الصحــة في بيانهــا، أن الإصابــات الجديدة وعددهــا 344 توزعــت علــى النحــو التالــي: محافظة القدس105 اصابات، محافظة رام الله والبيرة 49 إصابة، محافظة الخليل 166، محافظة طولكرم 6 إصابات، محافظة بيت لحم 11 إصابة، ومحافظة نابلس 7 اصابات.

وأوضحت وزارة الصحة أن الحالات الموجودة في غرف العناية المكثفة بلغت 16 حالة من بين المصابين موجودة في غرف العناية المكثفة، بينها 7 موصولة على أجهزة التنفس الاصطناعي

إلى ذلك تواصلت حالة التشــديد في إجراءات الوقاية من الفيــروس الخطير، حيث أبقت الأجهــزة الأمنية على درجة الجهوزية بعد أن رفعت منذ أكثر من أســبوع حالة الطوارئ لديها، لتنفيذ الإغلاق الشامل المفروض على كافة مناطق الضفة.

ولا تزال هنــاك حواجز أمنية تقام على مداخل المدن من قبل قوات الأمن الفلســطين­ية، فيما تنشط فرق الطوارئ في المناطق المصنفة "ب" و "ج"التي تمنع سلطات الاحتلال وصول أجهزة الأمن الفلسطينية إليها.

عمل دؤوب لضبط الحالة

وتراقب أجهزة الأمــن بدقة التــزام المواطنين والمحال التجارية والســائقي­ن بحالة الطــوارئ القائمة، بموجب قــرارات الحكومة الأخيــرة، التي حددت قيمــة معروفة للغرامات المالية، التي تفرض على كل شخص أو مؤسسة أو سائق لا يقوم بارتداء الكمامات أو القفازات الطبية.

ويســمح فقط بفتح محــال الســوبرما­ركت، والمخابز، والصيدليات، ومصانع المواد الغذائية، ومصانع التصدير، وفق شروط السلامة الصحية، حيث ستخضع لمراقبة من فرق مــن وزارتي الاقتصاد الوطنــي، والصحة والأجهزة الأمنية، التــي تكثف في هذه الأوقــات الجولات الرقابية الميدانية.

وحســب المعلومات، فإن القوات الأمنية تعمل على منع إقامة أي تجمعات خاصة الأفــراح، أو تلك التي تكون في

بيوت العزاء، التي كانت سببا رئيسا لانتشار الفيروس في موجته الثانية بهذا الشــكل، وذلــك من خلال إجبار الأهالي على عــدم إقامة تلك المناســبا­ت، وهو أمر تكرر خلال الأيام الماضيــة عندما منع أفــراد الأمن عوائل من إقامة مراسم زفاف، خاصة وأن أجهزة الحكومة المختلفة، كانت قد حذرت أصحاب صالات الأفراح من فتحها.

واغلقت الشرطة تسعة محلات تجارية لعدم التزامها بالتعليمات الصــادرة من الحكومة بالإغلاق في محافظة سلفيت شمال الضفة.

وذكرت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشــرطة، أن دوريات الشــرطة وبالتعــاو­ن مع الأجهــزة الأمنية وأثناء قيامها بعمل جولات فــي منطقة الاختصاص لمنع حركة وتنقل المواطنــن فيها، تنفيذاً لقانــون الطوارئ القاضي بمنع الحركــة والتنقل وعدم خروج المواطنين تم إغلاق 9 محلات تجارية في المحافظة.

وفي ســياق متصــل، تم تحرير مخالفــات بحق غير الملتزمين بلبــس الكمامة والقفازات، كما تم التفتيش على 45 منشأة ومحلا والتأكد من التزامهم بإجراءات السلامة العامة حســب قرار رقم 18 الصادر عــن مجلس الوزراء الخــاص بمكافحة فيــروس "كورونــا" وتم حجز مركبة إداريا واتخاذ الإجراءات القانونية بحق سائقها.

يذكر أن رئيس الوزراء محمد اشــتية، ناقش مع قادة الأمن رفع مســتوى الوجود الأمني فــي المناطق المصابة والأكثــر تعرضا لتفشــي الوباء، وكذلك إيجاد وســائل لفرض الإجراءات فــي المناطق التي يمنع الاحتلال قوات الأمن من الوصول إليها.

جاء ذلــك بعدما حــذرت وزيرة الصحــة من خروج الوضــع الوبائــي عن الســيطرة، فــي حال لــم يلتزم المواطنون بالكامل بإجراءات السلامة والوقاية، خاصة في المناطــق التي يكثــر فيها اكتشــاف الإصابات، وفي مقدمتها محافظة الخليل.

ولا تزال محافظة الخليل تسجل أعلى نسب بالإصابة بالفيروس في محافظــات الضفة الغربية، ضمن "الموجة الثانيــة" مــن الفيــروس التي بــدأت بضــرب المناطق الفلسطينية قبل ثلاثة أســابيع، بشكل أعنف من الموجة الأولى.

وضمــن الإجــراءا­ت الرامية للتعامل مــع الفيروس، أوعــزت وزيــرة الصحة الدكتــورة مي الكيلــة بتوفير احتياجات مخيم الجلزون مــن الناحية الطبية لمواجهة كورونا، وذلك خلال جولة تفقدية قامت بها برفقة ممثلين عن وكالة الغــوث الدولية ومحافظــة رام الله والبيرة والعديد من الشخصيات، للاطلاع على الوضع العام في المخيــم واحتياجاته وأحوال المصابين، بعد تســجيل 78 إصابة مؤكــدة بالفيروس. ولفتت إلــى أن طواقم الطب الوقائي تقوم منذ خمســة أيام برصد الحالــة الوبائية وتتبع مخالطي المصابين للسيطرة على انتشار الفيروس داخل المخيم.

وعممــت وزيــرة الصحة علــى جميع المستشــفي­ات الخاصة والأهلية في فلسطين، بتخصيص أقسام خاصة لعلاج المرضى المصابــن بفيروس "كورونا" المســتجد، والذين يحتاجون لتدخــات علاجية أو جراحية عاجلة مــن أمــراض أخرى أســوة بالمعمــول بها في المشــافي الحكومية.

وقالــت الكيلــة إن هــذا التعميم جاء نظرا لانتشــار الفيروس بشــكل كبير في الوطن، حيــث أصبح حقيقة موجــودة، ومن منطلق الحفــاظ على الصحــة العامة، وحمايــة لأرواح المرضــى خاصة الذيــن يحتاجون إلى تدخــات طبية عاجلة، ويدخلون مختلف المستشــفي­ات الأهلية والخاصة والحكومية بحالات طارئة.

وأشــارت إلــى أن المصابــن بالفيــروس أو الحالات المشــتبه بإصابتها، قد يصلون إلى المستشفيات الخاصة والأهلية بحالات طارئــة، وإنقاذ حياة كحالات الجلطات الدماغيــة والقلبية والــولادا­ت والنزيــف وغيرها دون وجود وقت كاف لتحويلها للمستشــفي­ات الحكومية، ما يحتــم على جميع المستشــفي­ات اســتقبال هذه الحالات بجهوزية كاملة، لافتة إلى أن التعميم جاء بناء على خطة شاملة وضعت بمشــاركة منظمة الصحة العالمية، واتحاد المستشفيات الأهلية والخاصة، الى جانب وزارة الصحة، حيث تمــت المصادقة عليهــا من قبل اللجنــة الوطنية لـ "كورونا" ومجلس الوزراء.

إصابات في الجاليات

إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجيــة أن عدد الوفيات في صفوف الجاليــات بلغ 175 حالة، فيما بلغ عدد الإصابات 3472 إصابة، تعافت منها 1476 حالة.

وأفاد فريق العمل المختص بمتابعة أوضاع الجالية في الولايات المتحدة بتسجيل 3 إصابات جديدة بالفيروس في صفــوف الجالية فــي ولاية متشــيغان، ليرتفع عدد الإصابــات إلــى 1908، فيما لم تســجل ايــة حالة وفاة جديدة، ليبقى عدد الوفيات 64.

وفي إطار الجهــود المبذولة لإعادة العالقين، دعا فريق العمل المختص في وزارة الخارجيــة العالقين في أوروبا وغيرها الراغبــن بالعودة إلى الوطن، ممن حصلوا على الموافقات والتنســيق­ات اللازمة، إلى الحجز على طائرة الملكية الأردنية التي ســتغادر مطــار فرانكفورت يوم 13 الجاري إلى عمان.

وأوضحــت الخارجية فــي بيان صحافــي، أن الملكية الأردنية اســتبدلت الطائرة التي تتســع لـــ 160 راكبا، بأخرى تتسع لـ 270 راكبا.

وأكــد فريق العمل المختص بمتابعــة جميع الترتيبات والتفاصيــ­ل المتعلقــة بحملة العالقين "عــودة الأحباب" إلى أرض الوطن، انه يعمل على مدار الســاعة لاستكمال إجلاء المزيد من رعايا دولة فلسطين العالقين حول العالم، ويواصــل متابعته لتســهيل الحجوزات وحل المشــاكل وتذليل الصعوبات أمامهم، وذلــك لتأمين صعودهم إلى طائرات الإجلاء ووصولهم إلى أرض الوطن بشكل صحي وآمن ومريح.

كما يتابــع الفريق على مــدار الســاعة عملية إجلاء العالقين فــي الوطن منذ ما قبل الجائحــة، ممن انقطعوا عن أعمالهم ودراستهم وأســرهم في دول أخرى، ويقدم الفريق جميع التســهيلا­ت والمعلومات الضرورية لهم من أجل تأمين ســفرهم عبر معبر الكرامة بعد حصولهم على الأذونات والموافقات الرسمية المطلوبة.

وفي غــزة، لم يعلن عن تســجيل أي إصابــات جديدة بالفيــروس من قبــل وزارة الصحــة خلال الـ 24 ســاعة الماضية. وأكدت الوزارة في تقريرها اليومي أن عدد الحالات المؤكدة بقيي عند 72 حالة، شــفيت منها 60 حالة، فيما تبقى 11 حالة نشطة، عدا عن حالة وفاة واحدة.

 ??  ?? الناجحون بدرجات عالية في التوجيهي في الخليل يحتفلون متحدين تفشي كورونا
الناجحون بدرجات عالية في التوجيهي في الخليل يحتفلون متحدين تفشي كورونا

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom