Al-Quds Al-Arabi

خامنئي يدعو إلى توحيد الجهود لمكافحة عودة تفشي الوباء ويدعو البرلمان إلى «تجنب القضايا الهامشية»

- طهران ـ «القدس العربي» وكالات:

دعا المرشــد الأعلى الإيرانــي آية الله علي خامنئي مجلس الشورى إلى «ترتيب الأولويات، وتجنب القضايا الهامشــية ،» وذلك بعد أنباء عن سعي أعضاء المجلس لمســاءلة الرئيس حســن روحاني حول الأوضاع الاقتصاديـ­ـة والاتفاق النووي. ووصف تفشي وباء كوفيد-19 مجدداً في البلاد بـ «المأساوي جداً »، داعياً الإيرانيين إلى احترام التوصيات الصحية للسيطرة على المرض. وتعدّ إيران التي كشفت أولى الإصابات بالوباء في شباط/فبراير، أكثر دولة تضرراً به في الشرق الأوسط.

ونقلــت وســائل إعــام إيرانية عن خامنئي القول، في لقاء عبر تقنية مؤتمر الفيديو مع نواب مجلس الشــورى: «إننا على ثقة بأن جميع المشــاکل قابلة للحل، وينبغــي على المجلــس أن يتــرك تأثيراً ملموســاً في مســار حــل المشــاکل عبر جدولة الأمور حســب الأولويات وتجنب القضايا الهامشــية». ودعا إلى «ضرورة وحدة وانسجام الصفوف في البلاد، رغم اختلاف الآراء ووجهات النظر، أمام العدو الــذي يوظف كافة إمكانياته السياســية والاقتصادي­ة والإعلامية لمحاربة إيران.» وذكّر خامنئي النواب الأحد، بأن «من حق مجلس الشــورى الاستجواب )...( ولكن ليس من حقه إهانة مسؤولي الحكومة أو الافتراء عليهم .»

أما فيما يتعلق بكورونا، فقال خامنئي: «يجب على كافة الأجهزة والفرق الخدمية وجميع الأفراد أن يؤدوا دورهم على أكمل وجه لنقطع سلسلة تفشي مرض كورونا في المــدى القريــب، ونعبــر بالبلد نحو شــاطئ النجاة»، وفق مــا نقلت صفحته على موقــع «تويتــر». وهــذه أول كلمة

للمرشــد الإيراني أمام مجلس الشــورى المنتخب في شــباط/فبراير والذي تسلّم مهامه في نهايــة أيار/مايو ويهيمن عليه المحافظون والمتشددون.

وأشاد خامنئي، وفقاً لموقعه الرسمي، بالعاملــن في مجــال الرعايــة الصحية لـ«تضحياتهم»، منتقداً في الوقت نفســه «البعــض الذين لا يلتزمون بأمر بســيط كوضــع الكمامة» لمنع تفشــي الفيروس، لافتــاً إلــى أنّه يشــعر «بالخجــل» إزاء ممارسات مماثلة.

وتأتي تصريحــات المرشــد الإيراني في وقت يبدو أنّ الفيروس عاد للتفشــي بشــكل متصاعد منــذ بدايــة أيار/مايو. وحسب الأرقام الرســمية، الأحد، توفي 194 مصابــاً وأصيــب 2186 آخــرون أمــس الأحــد. وكشــفت وزارة الصحة، الخميس، عدداً قياسياً جديداً للوفيات مع تسجيل221 وفاة في يوم واحد. وأعلنت المتحدثــة باســم وزارة الصحة ســيما

سادات لاري، الأحد، بلوغ عدد الإصابات الإجمالية 257,303 بينها 12829 وفاة.

وعمــدت الســلطات الإيرانيــ­ة فــي آذار/مــارس الى إقفال المــدارس وإلغاء النشــاطات العامــة ومنــع التنقــل بين المحافظــا­ت الـــ31 لاحتــواء تفشــي الفيــروس. لكنهــا قامت منذ نيســان/ أبريل بتخفيف هــذه القيود بهدف إعادة فتح الاقتصــاد الذي يــرزح تحت وطأة العقوبات الأمريكية.

وشــدد الرئيــس حســن روحانــي، الســبت، على أن بعــض التدابير لا يزال معمولاً بهــا على غرار حظــر التجمعات الخاصــة أو العامــة. وقــال روحاني إن «التجمعــات، ســواء كانت جنــازات أو حفلات زفــاف أو أعيــاداً أو مؤتمرات أو مهرجانات، كلها تضــر» بالصحة العامة، في وقت كــررت الســلطات أنها رصدت تفشــياً واضحاً للوباء في مناطق تم فيها انتهاك هذه التدابير.

وأقر خامنئي بأن التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية والمشــاكل المرتبطة بالعقوبات «تتسبب في مصاعب معيشية خاصة للطبقات المنخفضة والمتوســط­ة ،» ولكنه اســتعرض الجهود التي تقوم بها الحكومة لتقليل هذه الآثار.

وكان قد قــدم 200 نائــب في مجلس الشورى في وقت سابق من الشهر الحالي مشــروع قرار للهيئة الرئاسية بالمجلس لمســاءلة روحاني. ويضغط المتشددون في إيــران على روحاني منــذ فوزهم في الانتخابات التي جرت في شباط/فبراير الماضي. ويتهمونه بتقديم الكثير جداً من التنازلات للدول الغربية والحصول على القليل مقابل ذلك. ويؤكد روحاني، الذي تنتهي ولايته فــي أيار/مايو العام المقبل، أن العقوبات الأمريكية المتعلقة بالبرنامج النــووي الإيراني وجائحــة كورونا هما السبب في ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية في بلاده.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom