Al-Quds Al-Arabi

النط والصيد معا

-

مجــددا، يحب بعــض الــوزراء الأردنيين لعبــة «طهي الحصى والحجــارة» على طريقة القصة التراثية القديمــة للخليفة عمر بن الخطاب والمرأة التي تطبخ الحصى لإسكات جوع أولادها.

حاولــت محطة «المملكــة» التلفزيوني­ة مرتين علــى الأقل تقديم تصور للمشاهدين عن ما الذي تعنيه العبارة التالية: عمان تتحول إلى مركز دولي للطاقة البديلة.

ما الــذي يعنيه ذلك بصــورة محددة، في ظــل حكومة أخفقت حتى اللحظة في تقديم شرح لشعبها لعبارة من ثلاث كلمات، هي «فرق أسعار المحروقات».

الشــعب الأردني، وبــدون ربيع عربــي، يقرأ العبــارة على كل فاتورة كهرباء تصل أي مواطن، لكن أحدا لم يشرحها حقا بعد.

قبــل ذلك قيــل لنا إن بلديــة العاصمة تخطط لمدينــة خالية من «ثاني أوكسيد الكربون». أيضا لم يشرح لنا أحد ما هو المقصود، فأنا شخصيا ولدت في عمان وما زلت أشتم كل الروائح فيها.

وليس ســرا أن وزير الريادة والتقنيات - الحراكي ســابقا ما غيره - قال شــيئا يومــا عن تحويل البلد إلى مركز عالمي لشــيء غامض، ووزير الصحة، وعدنا مؤخــرا أن «يتعالج الكون عندنا» من كورونا.

ما نقترحه على الوزراء خطوات أسهل وأبسط.. على الأقل من حق المواطن الأردني عندما يعتقل مثلا لســبب سياسي أن يعرف البشــر لمــاذا اعتقل وما هــي تهمته، ولمــاذا تم الإفــراج عنه منعا للتأويلات والتهويل.

يمكــن للحكومة أن تحســن من جودة بعــض الخدمات وبدون مبالغــات وتهويــل، مثــا معالجة الحفــر والمطبات في شــوارع العاصمة. أمــا التحول إلى «قلب العالم النابــض» فيحتاج لوقت ولقدر من التواضع، ويمكن تركه للأجيال المقبلة.

لسنا مســتعجلين على صناعة صاروخ ومجد العهد الصناعي الرابع. أقله مرحليا ضبط تلاعب شــركات الســجائر بالأصناف والأسعار.

مجددا التواضع مطلوب. قديما قالت جارتنا «أم العبد» رحمها الله «كثيــر النط .. قليل الصيد» فلا يوجــد الآن في أذني المواطن ولو ســنتيمترا واحدا إلا وفيه طعنة من «وعد» وضربة من «وهم وزاري» حتى كدنا لا نجد مكانا لـ»ثقب أو لحلق جديد».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom