Al-Quds Al-Arabi

هكذا يجب أن تنتهي «مهزلة» ائتلاف «حكومة كورونا» في إسرائيل

بتصويت 61 نائباً ودون انتخابات جديدة:

- د. حاييم مسغاف

■ لا أدري كيــف أقول هذا برقّــة: لم يعد لوجود الحكومة بتركيبتها الحالية أي معنى. فــكل هذه الآليــة )رئيــس وزراء قائم وإلى جانبــه رئيس وزراء مســتقبلي، وكل منهما يعــن «وزراءه») يخلــق فوضــى قيادية لا تسمح بقدرة حكم مناســبة. إذا أخذنا رغبة بنيامــن نتنياهو مثــاً في فــرض القانون الإسرائيلي على أجزاء في يهودا والسامرة، حالياً، لم يتمكن من عملــه؛ لأن وزراء كباراً مــن «الطرف الآخــر» عرقلوا الخطــوة، كما أفشلوا إمكانية تشكيل لجنة تحقيق برلمانية تفحص سلوك القضاة عند بحثهم في شؤون من يردون عندهــم في قائمة من يحظر النظر في شؤونهم.

تصــدى معســكر اليمين فــي الانتخابات لموضوع المطالبة بإصلاح جهاز القضاء، وإذا لم يكن بوســعه أن يحقق ذلــك فلماذا عليه الاستمرار في هذه الصيغة الشوهاء؟

وهاتان بالطبع مجــرد نموذجين من أصل نماذج كثيرة أخرى تثير الســؤال في قلبي: لماذا أجريت الانتخابات الأخيرة، وتلك التي ســبقتها، إذ حصل أن من أردت أن يتحكم في جدول الأعمال لا يمكنه أن يفعل ذلك؟ لم أكن أريد حكومة حلول وســط أليمة، كما لم أكن

أريد أن يقف على رأس وزارة العدل شــخص يتصــرف، برأيي، كما يتصــرف رئيس لجنة عمال. ولكن في ضوء توزيع كريه للقوى كهذا داخل الحكومة، ليس هناك ســبيل بتوجيهه نحو باب الخروج. فالاتفاق الائتلافي الشاذ في سخافته يحميه.

أستمع كل مساء لمقدمي الأخبار وضيوفهم، مثلما أستمع للسياســيي­ن المختلفين، ولا أجد الكثير من الأقوال الفهيمة في ما يقولون. الكل يقترح، بأطياف مختلفة، كيفية الاختباء من الفيروس. وأقــول، الفيروس ينتظرنا حيثما كنــا. لقد جربنــا الاختباء منــه. أغلقنا على أنفســنا على مدى بضعة أســابيع، وعندها بــدأ الانخفاض في عدد المصابين، ولكن ما إن خرجنا حتى وجدنا الفيروس بانتظارنا.. في المدارس، وقاعات الأفــراح، ونوادي اللياقة البدينة، والمطاعم والمستشفيا­ت...

ما من ســبيل للهرب منــه. يجب أن نتعلم كيف نتعايش معه إلــى أن يمر الغضب. وإذا كان هكــذا هو الحــال، فلماذا تشــكلت هذه الحكومة شــوهاء الوجــه؟ فالفيروس على أي حال لم يفزع منها، وســيبقى حياً يتنفس ويركل ويجتهد ليخلق أشكالاً له جديدة، أكثر فتكاً بكثير.

ما يقودني إلــى التفكير فــي الأمور التي تهمني حقاً: كبســط الســيادة على كل بلاد إســرائيل الغربية، من البحــر وحتى النهر،

أو عن إعادة جهاز القضــاء إلى القمقم الذي أخرجــه منه إيهــود باراك فــي حينه. وإلى جانب ذلك، ينبغي إبقــاء الاقتصاد مفتوحاً. من أراد وضع الكمامة فليفعــل؛ وكل الباقين فليحملــوا مصيرهــم بأيديهــم. إذاً، لتبــق النوادي الرياضية مفتوحة، ومثلها المطاعم، وقاعات الترفيه، وشواطئ البحر والحدائق. ومــن أراد الاختباء فــي بيته فليفعــل. أما الآخرون فليرقصوا مع الفيروس.

مهمــا يكــن من أمــر، فــإن هــذه المهزلة الحاليــة يجــب أن تنتهي، ولكــن ليس عن طريق انتخابات إضافية. القانون الأســاس للحكومة يقترح عدة إمكانيات لتغيير تركيبة الائتــاف الحكومــي دون حل الكنيســت. الانتخابــ­ات الجديدة ليســت ســوى خيار واحد منها.61 نائباً، مثلاً، يمكنهم أن ينتخبوا حكومة أخــرى ورئيــس وزراء آخر في ظل تصويت بحجب الثقــة عن الحكومة القائمة. كما توجــد إمكانيات أخرى لإعــادة توزيع علاقات القوى في الكنيســت. وأنا واثق أن هناك غير قليل من النواب ممن ســيفضلون إمكانيات لا تتضمن انتخابات جديدة خشية اختفائهم مــن الخريطة السياســية. لاعبو الورق يســمون هذا بلغتهم «فريش»: إعادة ترتيب الأوراق كي تبدأ اللعبة من جديد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom