Al-Quds Al-Arabi

نيويورك تايمز: إسرائيل وأمريكا تخططان لتنفيذ جرائم اغتيال شخصيات وضرب مواقع نووية في إيران

تقدران بأن طهران ستعلق الرد حتى تشرين الثاني وتحذيرات من تعميق «النووي» في الأرض... وسؤال المواجهة: هل يصل النفط إلى فنزويلا؟

- صحيفة نيويورك تايمز ورويترز هآرتس 2020/7/12

■ إن إسرائيل والولايات المتحدة تبلوران اســتراتيج­ية تهدف إلى اغتيال شــخصيات كبيرة فــي الحرس الثــوري الإيراني وتنفيذ عمليــات محددة وتبطــيء البرنامج النووي الإيراني، هذا ما قالته مصادر رســمية مطلعة على تفاصيل انفجار نطنز قبل حوالي أسبوع ونصف. وفــي أعقاب الاســترات­يجية الآخذة في التبلور، حــذر خبراء من أن إيران قد تنزل برنامجها النــووي أكثر عمقــاً تحت الأرض، الأمر الذي يصعّب على متابعة التطورات. في الأســبوع الماضي، قال مصدر استخباراتي من دولة في الشــرق الأوسط لـ «نيويورك تايمز» بأن إسرائيل مسؤولة عن الانفجار.

التقدير الأساسي هو أن الانفجار الذي وقع بالمنشأة النووية المحمية في نطنز جاء نتيجة وضــع عبوة ناســفة وقوية في المــكان. ربما وضعت قريباً من أنبوب غــاز. مع ذلك، يدّعي خبراء آخرون بأن هجوماً سيبرانياً قد تسبب في إشــعال مخزن غاز في المكان. وثمة مصادر رسمية شــبّهت هجوم نطنز بهجوم سيبراني على حواسيب في إيران قبل حوالي عقد، كان نفذ بواســطة فيروس دودة «ستوك سينت» وتنفيذ خطة طوال أكثر من عام.

صور أقمار اصطناعية جديدة من فوق موقع نطنز تعرض خطراً واســعاً أكبر بكثير مما تم تقديره الأســبوع الماضي. حسب ما قاله اثنان مــن رجال المخابــرا­ت مطلعان علــى الحدث،

ســتحتاج إيران ســنتين على الأقــل لإعادة برنامجها النووي إلــى المكان الذي وصل إليه قبل الانفجار.

إلــى جانب ذلــك، أبلغــت وكالــة الأنباء الرســمية في إيران طوال نهاية الأسبوع عن انفجارين آخرين سمعا غربي طهران. وحسب التقرير، نشــر ســكان المنطقة على الشبكات الاجتماعيـ­ـة بأنهم يشــاهدون انقطاعات في الكهربــاء، ولكن لم تعــط تفاصيل أخرى عن ظروف الانفجارات. وحســب موقع «روســيا اليــوم »، فــإن الانفجارات وقعــت في منطقة مدن جيرمادرا وقــدس الموجودتين في مدخل العاصمــة، كمــا ورد طبقاً لعدد من وســائل الإعلام غير الرسمية في إيران وشبكة العربية السعودية بأن هناك مخازن صواريخ للحرس الثوري فــي تلــك المنطقة التي ســمعت فيها الانفجارات، ولكن لم يتطرق أي مصدر رسمي إيراني لهذا التقرير.

الأحــداث التي جرت نهاية الأســبوع، إلى جانــب انفجــار نطنــز، تنضم إلى سلســلة انفجارات في منطقة طهــران ومدن أخرى في إيران في الأسبوعين الأخيرين، التي وقع جزء منها في المنشآت المرتبطة في البرنامج النووي الإيراني. لم ترد إســرائيل رسمياً على أي من هذه المنشــورا­ت، وتجاهل نتنياهو سؤالاً عن ذلك في مؤتمــر صحافي قبل حوالي أســبوع ونصــف. أما وزيــر الدفاع، رئيــس الحكومة البديل بيني غانتس، فقال إن إسرائيل لا تقف بالضرورة وراء كل حادث في المنطقة.

بالرغم من أن إيــران لم تنشــر بياناً فيما

يتعلق بالانفجارا­ت، فإن مصادر غربية تتوقع نوعاً معيناً من الانتقــام من جانبها، ربما ضد قوات الولايات المتحدة أو حلفائها في العراق، أو تجديد الهجمات السيبرانية. مع ذلك، تقدر مصادر رسمية أمريكية وإسرائيلية بأن إيران ســتقوم بتقييد ردهــا كما فعلت بعــد اغتيال قاسم سليماني في نهاية كانون الثاني.

هذا، إلى جانب تقدير محتمل في إيران بأن رئيس الولايات المتحدة ترامب سيتم استبداله فــي انتخابات تشــرين الثانــي بخصمه جو بايدن.. الذي سيكون أكثر انفتاحاً لاستئناف المفاوضات معهم.

في الشــهر الماضي، عبّر المبعوث الأمريكي الخاص للشــؤون الإيرانية، بريان هوك، عن المزاج الآخذ في التبلــور في الولايات المتحدة فيمــا يتعلق بإيران قائــاً: «التاريخ يظهر أن التــردد والضعــف يســتدعيان عدوانية من جانب إيران».

إن 4 ناقلات نفط تشــق طريقها هذه الأيام من إيــران إلى فنزويــا ـ خلافــاً للعقوبات الأمريكية– ومن شــأنها أن تتحول إلى بؤرة مواجهة مقبلة ما بــن الدولتين. هذا نظراً إلى أن الولايــات المتحدة أقســمت ألا تســمح لها بالوصول إلى هدفها.

وكتبــت «نيويــورك تايمــز» بــأن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على علاقة وطيدة مع رئيس الموســاد يوسي كوهن، ومن المعقول أن بومبيو عرف عن خطة هجوم على المنشــأة النووية في نطنز، إذا ما يتعلق الأمر بعملية إسرائيلية.

وفي مقال نشــره الأســبوع الماضــي، قدر الباحث المخضرم ســايمون هندرســون، من معهد واشــنطن لأبحاث الشــرق الأوســط: «يبــدو أن نوعاً من الحــرب النووية قد بدأت في الشرق الأوسط». يعتمد الإيرانيون اليوم على أجهــزة طرد مركزي قديمــة من نوع )اي آر ـ 1( لتخصيــب اليورانيوم، ولكن ليس من شــأن أجهزة الطرد المركزي هذه أن تمكّن من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال يناسب إنتاج قنبلة نووية. التقدير الاســتخبا­راتي،

يكتب هندرســون، يقول إن إيران بدأت ثانية في إنتاج أجهزة طرد مركــزي أكثر تطوراً من نوع )اي آر ـ 2( المطلوبة لهذه الغاية.

 ??  ?? صورة لموقع نووي إيراني جرى استهدافه قبل أيام ويعتقد أن إسرائيل هي الفاعل
صورة لموقع نووي إيراني جرى استهدافه قبل أيام ويعتقد أن إسرائيل هي الفاعل

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom