Al-Quds Al-Arabi

إلى نتنياهو: لا تختبئ وراء تردد البيت الأبيض لتثبيت «السيادة على الغور»

- آفي بار ـ ايلي إسرائيل اليوم 2020/7/12

■ يخيل لكثيرين أن السيادة على غور الأردن مجرد استغلال للفرصة، وهذا خطأ، بل هي حاجة حيوية لإسرائيل. وهذا بدأ يتبين في 2001، عندما رد الفلســطين­يون بجناحيهم بحملة قتل وإرهاب على اقتراح باراك للسلام، وبعد ذلك عندما ردوا سلباً وإرهاباً على شــارون وأولمرت وأوباما بين عامي 2005 و2016. وخارج حدود البلاد، جسدت الفوضى العربية التي بدأت 2011 هشاشة الدول التــي في محيطنــا، وأوضحت بلا شــك الحاجة الحيوية للسيادة على الغور.

الباعث على الشــفقة وحده يصدق بأن ما كان ســيبقى، في ضوء نوبة المــوت والفوضى التي ألمت منذئذ بالعالم العربي ـ الإسلامي. فإسرائيل ملزمــة بأن تقتلع من الســاحة الدوليــة انطباع التنازل مــن حكومات باراك وأولمــرت على غور الأردن من خلال خطوة عكســية: بسط السيادة على نهــر الأردن وكفــاح سياســي طويل المدى لتثبيتها. هذا ملزم بأن يتم، ســواء أأيد ترامب أم كان هو أو من خلفه سيشــدان على الأسنان، مثل ريغان، على السيادة في الجولان في 1981، مثلاً.

نحن ملزمون بأن ندافع عن أنفســنا في وجه المستنقع الســام المحيط بنا من خلال حدود غير قابلــة للاختراق في النقــب الغربــي، والعربا، والغور، والجولان والجليل. فما بالك أننا لا يمكننا أن نســمح لأنفســنا بأن تكون دولة فلسطينية في وســط البــاد معبــراً للهجــرة والإرهاب. حدود فلســطينية على نهر الأردن ستكون قابلة للاختراق من مؤامرات قــوى عظمى إقليمية مثل تركيــا وإيران، حيــث الفوضى والفــراغ حولنا سيبقيان في محيطنا. وإذا كنا سنضطر دفاعاً عن أنفسنا لأن نقيد سيادة الفلسطينيي­ن في كل وضع مستقبلي، فسنقيدها. وإلا فلن تكون لنا حياة.

في مواضيع الهجــرة والإرهاب كانت اتفاقات أوســلو متهــورة. فقد قيــدت «العــودة» ظاهراً بنطاقــات الدولة الفلســطين­ية، ولكنهــا كانت

ستســرب بالضرورة جمــوع المهاجرين العرب والإرهاب إلى داخل إســرائيل. مــن يعتمد على قيادة إســرائيل كــي تواظب الإغــاق الناجح لحدود إســرائيل في وجــه مثل هــذه الهجرة، فإنه يقيم مســتقبل الدولة على الرمال. إن دولة فلســطينية تتحكم ببوابات الهجرة ســتعدّ فخاً مع هوامش خطأ ضيقة للغاية، سيقع فيه وزعماء إســرائيلي­ون فاشــلون. وقد ســبق أن وقعوا: الأفارقــة الذيــن تســللوا من الحــدود المصرية ومحكمة العدل العليــا التي ثقبت قوانين الهجرة أرونــا الاتجاه. يمكــن لقيادة الفلســطين­يين أن يغرقوا إسرائيل بالمهاجرين اليائسين، وبلاجئي الحروب، وبمصــادر مياه مجففــة. ومقابل هذا، حيوية هي السيادة على نهر الأردن. في 2014 سن القانون الأساس: اســتفتاء شعبي يستوجب 80 نائباً، أو استفتاء شــعبي لغرض إلغاء السيادة. وهو ســينص على الســيادة على نهــر الأردن، والضغط الخارجي لن يلغيه بسهولة.

لا يمكــن لنتنياهــو أن يختبئ خلــف التردد الذي ظهر فــي إدارة ترامب. فصــد إيران، والآن تركيا أيضــاً، لقربها المهدد لإســرائيل، وتقليص أضرار اتفاقات أوســلو ـ هذا ما ســيقرر قيادته. إسرائيل 2020 يمكنها أن تفعل أكثر من دولة 1981 )الجولان(، أو 1967 )توحيــد القدس(، أو 1949 )النقب، الجليل الغربــي والعاصمة في القدس(. لم يســبق أن اعتمدنا على الآخريــن كي يدافعوا عن إسرائيل، ولن نبدأ بهذا الآن بالذات. إذا كانت الســيادة على نهر الأردن ضرورية لنا فعلينا أن نثبتها، ســواء بدعم مــن إدارة ترامب أم بنجاح غانتس وأشكنازي في نقل أجزاء من الإدارة إلى جانب نزعتهما المحافظة والأمنيــة المترددة. ثمة أغلبية في الحكومة وفي الكنيســت للقرار ببسط الســيادة على الغور. محظور علــى نتنياهو أن يتردد.

 ??  ?? فلسطينيات يتظاهرن ضد خطة الضم الإسرائيلي­ة
فلسطينيات يتظاهرن ضد خطة الضم الإسرائيلي­ة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom