Al-Quds Al-Arabi

خامنئي: الحرب مع العراق أظهرت تصميم إيران على «الدفاع عن نفسها»

-

■ طهــران ـأ ف ب: اعتبــر المرشــد الأعلى آية اللــه علي خامنئي، أمس الإثنين، أن الحرب بين إيــران والعراق، أظهرت تصميم الجمهورية الإســامية على «الدفاع عن نفســها» ضد أعدائها، دون التطرق مباشرة الى الظروف الراهنة.

وأتى موقف المرشد في كلمة عبر الاتصال المرئي إحياء لبداية «أسبوع الدفاع المقدس» في إشارة لذكرى اندلاع الحرب الإيرانية ـ العراقية التي امتدت بين العامين 1980 و1988.

وتحيي إيران الإثنين، حســب التقويم الفارسي، ذكرى اجتياح قوات الرئيس العراقي الســابق صدام حســن أراضيها في 22 أيلول/سبتمبر 1980 ما أطلق حربا حصدت أرواح مئات الآلاف من الجانبين.

وقال خامنئي في كلمته التي بثتها قنوات التلفزة «خلال ثمانية أعوام، وظّفوا كل قواهم لكن في نهاية المطاف لم يحققوا شــيئا. هل يمكن تخيل انتصار أكبر من هذا؟ الأمة الإيرانية حققت انتصارا باهرا».

وشــدد على أن «الدفاع المقدس أظهر أن العدوان على هذا البلد مكلف، وهذا ما يمنح البلد )إيران( الأمان».

وتابع في كلمته خلال مراســم تكريم «مليون شــخص من الشــهداء والمقاتلــ­ن القدامــى» «عندما تظهــر أمة أن لديهــا ما يكفي مــن القوة والتصميم للدفاع عن نفســها، وأنها تتصــرف بطريقة مدمرة للمعتدي، تدفع هذا المعتدي الى التفكير».

وأضاف «الأعداء لم يتمكنوا من السيطرة على شبر واحد من أرضنا، والنظام الإسلامي بات اليوم أكثر قوة من ذي قبل».

ووضعت الحرب أوزارها بعد موافقة مؤســس الجمهورية الإسلامية الإمــام روح الله الخميني على قــرار مجلس الأمن الدولــي الرقم 598، المطالب بوقف فوري للأعمال القتالية، وذلك بعد نحو عام من التصويت عليه. وشبه الإمام الراحل في حينه موافقته بـ«تجرع السم».

واعتبر خامنئي أن صدام حســن كان «أداة» للدول التي دعمته خلال الحرب، لا سيما الغربية منها وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تعتبرها إيران بمثابة «الشيطان الأكبر».

وتأتي الذكرى غداة إعلان واشــنطن إعادة فرضهــا أحاديا عقوبات الأمم المتحدة التي رفعت بموجب الاتفاق النووي الإيراني في العام 2015 محذرة من «عواقب» على الدول غير الملتزمة بها.

لكن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات دولية واســعة من دول عدة ترى أن الخطوة الأمريكية لا تستند لأساس قانوني، لا سيما أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انســحبت بشــكل أحادي من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.

ورأت طهران أن الخطوة الأمريكية ورد الفعل عليها، يضعان واشنطن في خانة العزلة والخسارة.

ولم تنظم إيران هذا العام العرض العسكري التقليدي الذي كان يقام في ذكرى اندلاع الحــرب، وذلك نظرا للإجــراءا­ت الوقائية المتخذة في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتطــرق خامنئي الى واقع كورونا في إيران، وهي أكثر دول الشــرق الأوسط تأثرا بالجائحة منذ تســجيل أولى الوفيات بسببها في شباط/ فبرايــر. ورأى المرشــد الأعلــى أن «البعــض لا يتمتعــون بتقييم جيد للمشكلة».

وأضاف «لنفترض أن طائرة على متنها 300 شخص تتحطم كل يومين ويموت كل من فيها! هل هذا أمر صغير؟» وذلك نظرا إلى أن عدد الوفيات المسجّلة بكورونا يوميا يبلغ حوالي 150 شخصا.

وســجلت إيران وفاة أكثر من 24 ألف شخص بسبب الفيروس، وأكثر من 425 ألف إصابة، حسب الأرقام الرسمية التي تظهر تزايدا في الحالات مؤخرا.

وأعلنت المتحدثة باســم وزارة الصحة سيما ســادات لاري، الإثنين، تسجيل 177 وفاة و3341 إصابة في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom