الاتحاد الأوروبي يفشل في فرض عقوبات على بيلاروسيا
■ بروكســل ـ أف ب:التقــى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، زعيمة المعارضة البيلاروســية ســفيتلانا تيخانوفسكايا، أمــس الإثنــن، ولكنهــم لم يتمكنــوا من تجاوز انقساماتهم من أجل فرض عقوبات على نظام الرئيس البيلاروســي ألكسندر لوكاشنكو، وفق ما كشف مشاركون.
وقال أحد المشــاركين: «لــن تكون هناك عقوبات اليوم. إنه أمر مؤسف. على الرغم من الوعود، ستغادر السيدة تيخانوفسكايا بخفي حنين. هذا هو الواقع».
والتقت تيخانوفســكايا وزراء خارجية الدول الـــ27 الأعضاء فــي الاتحاد خلال مأدبــة فطــور و«طلبــت منهم مســاعدة الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادها»، وفق ما ذكرت وزيرة الخارجية الإســبانية أرانتشــا غونزاليس لايا، التي شددت على «ضرورة أن نرسل إشارة قوية».
اســتمرت الاحتجاجات السبت والأحد في مينسك، على غرار الأســابيع الماضية، وتم اعتقال مئات الأشخاص.
وحــذر وزير خارجيــة ليتوانيا ليناس لينكيفيســيوس، الذي تســتضيف بلاده المعارضة منذ فرارها من بيلاروســيا: «لقد حان الوقت بالفعل للتحرك، وآمل ألا يتخذ زملاؤنا القرارات رهينة».
وأعد الاتحــاد الأوروبــي عقوبات ضد حوالي 40 شــخصاً ثبتت مسؤوليتهم عن القمع، لكن يجب الموافقــة بالإجماع عليها لتبنيهــا. لكن قبرص ترفــض الموافقة على فرض عقوبات على بيلاروسيا ما لم يتخذ الاتحاد الأوروبي تدابير لإجبار تركيا على وقف التنقيب عن الغاز فــي مياه منطقتها الاقتصادية.
وحذر وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريســتودوليديس، لدى وصوله، من أن «لا يمكــن أن يكون رد فعلنــا على أي نوع من الانتهــاك لقيمنا ومبادئنا الأساســية انتقائياً. يجب أن يكون منسقاً.»
كانت العقوبات على رأس المواضيع التي ناقشــها الوزراء، لكن المواقــف لم تتغير، وفق ما أوضح دبلوماسي آخر.
وأراد وزيــر الخارجيــة الألماني، هايكو ماس، إعادة فتح النقاش حول بيلاروسيا، وطلــب «أن يفــرض الاتحــاد الأوروبــي عقوبات على لوكاشنكو .»
ومع ذلــك، تعتقد العديد مــن العواصم الأوروبية أن فــرض عقوبات على الرئيس البيلاروســي لــن يســاعد فــي محاولة الوســاطة المطلوبــة مــن منظمــة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتعارض ألمانيــا هذه الحجة معتبرة أن تبنــي العقوبات «غير مناســب» لأنه يهدد بإفســاد وســاطتها مع أنقرة، وفق ما ذكر دبلوماسيون.
وقــال اثنان منهــم: «هــذا الوضع غير مقبول بالنســبة لنيقوســيا التي تمسكت برفضها، الجمعة».
وأشار دبلوماســي قبل اجتماع الإثنين إلى أن «تركيا أعادت ســفينة عروج ريس التي كانــت تعمل في المنطقــة الاقتصادية لليونان إلى الميناء، لكنها أبقت مهمة يافوز، وهي ســفينة حفر أخرى تنقب في المنطقة البحريــة قبالة قبــرص. ومــن الواضح أن أنقــرة تلعــب علــى انقســام الاتحاد الأوروبي».
وأوضح أحد الدبلوماســيين أن «الاثنين ليس نهاية المطاف».
وأدرجت الأزمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغــان على جدول أعمال قمة قادة الاتحاد الأوروبــي الخميس والجمعة، كما من المقرر عقد اجتماع آخر لوزراء الخارجية في 12 تشرين الأول/أكتوبر.
ويرى وزيــر خارجيــة التكتل جوزيب بوريل، أن مصداقية الاتحاد الأوروبي على المحك إذا لم يتم تبني العقوبات ضد مينسك قبــل القمة الأوروبية. ومــن المقرر أن يقدم عرضاً للاجتماع خلال مؤتمر صحافي.
وذكــرت تيخانوفســكايا، خلال مؤتمر صحافي، أنهــا طالبت الاتحــاد الأوروبي باعتماد هذه العقوبــات وبعدم الاعتراف بألكسندر لوكاشنكو كرئيس لبيلاروسيا.
ولجأت المرشحة للانتخابات الرئاسية، التي جرت في 9 آب/أغسطس، إلى ليتوانيا بعد تعرضها للتهديد. وتقول إنها لن تتمكن من العــودة إلى بلادها خشــية «زجها في السجن .»
وأكدت أنها لا ترغب بالترشح من جديد في حــال أجريــت انتخابــات ثانية، لأن «بيلاروســيا تمر بأزمة اقتصادية شديدة وتحتاج إلى قائــد محنك وخبير اقتصادي قوي » للتغلب عليها.
وأعلن بوريل هذا الأســبوع أن الاتحاد الأوروبــي لــم يعد يعتــرف بألكســندر لوكاشــنكو رئيســاً لبيلاروســيا. وتقف بروكســل في الوســط بين دعمها الظاهر للمجتمع المدني ورغبتها فــي عدم اتهامها بالتدخل من قبل مينســك، وخصوصاً من قبل موسكو.
وما زالــت بيــاروس تخضــع لحظر على مبيعات الأســلحة والمواد التي يمكن اســتخدامها في القمع. كما لا يــزال أربعة أشــخاص ممنوعين مــن دخــول الاتحاد الأوروبي وتم تجميد أصولهم.