Al-Quds Al-Arabi

الحوثيون يقرون بمقتل 7 قياديين... وتقرير حقوقي يكشف تعذيبهم مختطفين من عمران وصعدة حتى الموت

إيران تؤكد نقل خبرات في التكنولوجي­ا الدفاعية للجماعة... و«أطباء بلا حدود» تدعو لتجنب المدنيين

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

أقرت جماعة الحوثي، أمس الثلاثاء، بمقتل 7 من قياداتها العســكرية، في مواجهات مع القوات الحكومية، فيما كشف تقرير حقوقي أن الانقلابيي­ن يمارســون تعذيباً قاســياً ضد مدنيين محتجزين لديهم تسبب بحالات وفاة.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «ســبأ» بنسختها الحوثية أن «تم الثلاثاء تشــييع 7 ضباط فــي العاصمة صنعاء، من بينهم ضابط رفيع برتبة عميــد و2 برتبة عقيد، فيما الأربعة الآخرون برتبة رائد».

وقالت إن «الجميع ســقطوا خلال مواجهة الغزاة في عدد من الجبهات» في إشارة إلى مواجهات مع القوات الحكومية، أو غارات لطيران التحالف العربي.

واشــتدت المعارك بين الحكومة اليمنيــة والحوثيين منذ مطلع أغســطس /آب الماضي، في عدة جبهات، خلفت العديد من القتلى والجرحــى في صفوف الطرفين، إضافة إلى نزوح العديد من الأسر.

فــي الموازاة، قالت منظمة «ســام» للحقــوق والحريات: «إن ميليشيا الحوثي تخفي العشــرات من المدنيين من أبناء محافظتي عمران وصعدة قسراً، وتمارس تعذيباً قاسياً أدى إلى وفاة اثنين من المخفيين قسراً».

وحســب تقرير لـ «سام» فإن اثنين من المخفيين قسرياً في ســجون جماعة الحوثي توفيا جــراء التعذيب، هما صادق أحمد يحيى الغاوي 37 عاماً، الذي توفي بتاريخ 26 حزيران/ يونيو 2020 في أحد ســجون الحوثيين في صنعاء، والثاني

محمد عبد الله محســن سلَبة، الذي توفي يوم الإثنين 31 آب /أغسطس 2020، في أحد سجون الحوثيين في مدينة حجة.

وبين أن ميليشيا الحوثي اعتقلت بين 30 من نيسان/ أبريل إلى 20 من شهر أيار /مايو الماضيين، أكثر من عشرة مواطنين من أبناء محافظة صعدة من داخل منازلهم لأسباب مجهولة، وتمت الاعتقالات في الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان إلى العاشر من شوال 1442.

والأشخاص الذين اعتقلوا، تبعاً للتقرير، هم صادق أحمد يحيــى الغاوي 37 عاماً الذي توفي تحــت التعذيب، وأخوه أمين أحمد يحيى الغاوي 30 عامًا، وعب دالله حســن يحيى الغــاوي 39 عاماً، وعصام حســن يحيى الغــاوي 33 عاماً، ومحمد حســن يحيى 28 عاماً، وناصر حسين يحيى الغاوي 23 عامــاً، وعبد الرزاق أحمد الغــاوي 43 عاماً، وزبير محمد الغــاوي 28 عاماً، ومحمد ناجي أحمد الغــاوي 28 عاماً، كما أنها اعتقلت عــدداً من جيرانه لم تتمكــن المنظمة من معرفة أسمائهم كاملة.

ونقل بيان «ســام» عــن المحامي اليمني عمــر الحميري، مســؤول الهيئة القانونية للمنظمة، قولــه: «أصبح الادعاء بانتحار الضحايا حجة ميليشيا الحوثي التي تحاول إخفاء جرائمها خلفه».

وأضــاف: «إن جرائــم التعذيب حتى الموت في ســجون الحوثيين ليســت مجرد أخطاء فردية، بل سياســة ممنهجة وصــل ضحاياها الذين رصدتهم «ســام» إلــى أكثر من 154 ضحية».

وذكر بأن من بين الحالات التي ســجلتها «سام» لمعتقلين قتلــوا تحــت التعذيب في ســجون الحوثيين خــال العام الجاري، وفاة المحتجز علي عبد الله حسن العماري، في آذار )مارس( 2020 في ســجن الأمن السياسي في صنعاء نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد على أيدي ميليشيات الحوثي.

كذلــك وفاة المحتجــز أحمد طاهر أحمد جميــل، في آذار/ مارس 2020 في ســجون الميليشــي­ا في مدينــة الصالح في الحوبان في محافظة تعز، تحت التعذيب بعد نحو أسبوعين على اعتقاله من قبل ميليشيات الحوثي. كما سجلت المنظمة وفاة المحتجز أحمد محمد الســهاقي في آب /أغسطس 2020 في سجون ميليشيات الحوثي في محافظة ذمار.

ودعت «ســام» إلى فتح تحقيق دولي في جرائم التعذيب الممنهج في ســجون الحوثيين وتقديم المســؤولي­ن عن هذه الجرائم للمحاكمة حتى لا يستمر نجاح المجرمين في الإفلات من العقــاب، حيث تعد جرائــم التعذيــب المجرمة بموجب الاتفاقيــ­ات الدوليــة، جرائم قتل بموجــب القانون الدولي الإنســاني. في المــوازاة، أعلنت منظمة «أطبــاء بلا حدود» الإنســاني­ة الدوليــة، الثلاثاء، إصابة 16 شــخصاً معظمهم مدنيون، بقصف تعرضت له مدينة تعز جنوب غربي اليمن.

وذكر مكتب المنظمة في اليمن في بيان، أنه «نتيجة القصف البري يــوم )الإثنين( على مناطق غالبيتهــا من المدنيين في مدينة تعز ومحيطها، استقبل مستشفى الثورة التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود 16 مُصاباً حتى الآن.»

وأضاف البيان: «من بين المصابين نســاء وكبار في السن وأطفال، ضمنهم ثلاثة تحت ســن العاشرة» دون ذكر الجهة التي قامت بالقصف.

ودعــت منظمة «أطبــاء بلا حــدود» جميــع الجماعات المسلحة للالتزام بالقانون الإنساني الدولي، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.

ومســاء الإثنين، اتهــم الجيش اليمنــي جماعة الحوثي بقصف أحياء شــرقية في مدينة تعز بـ 15 قذيفة، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.

في الموازة، قضت محكمة عسكرية تابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليــاً، الثلاثاء، باعتقال علــى 175 قيادياً في جماعة أنصار الله الحوثية، إضافة إلى حجز ممتلكاتهم.

وأفــاد بيان صــادر عن الجيــش اليمني بــأن «المحكمة العســكرية في محافظة مأرب، أقرت إلقــاء القبض القهري على 175 من قيادات ميليشيا الحوثي الانقلابية، في الداخل والخــارج، وتكليف جميع الســلطات الأمنيــة والضبطية والشــرطة الجنائية الدولية )الإنتربول( في تنفيذ ذلك وفق الإجراءات المتبعة».

كمــا أقرت المحكمة في جلســتها حجز ممتلــكات المتهمين حجزاً تحفظياً وعدم التصرف فيها وفقــاً لقانون العقوبات الجزائية.

إلى ذلك، كشــفت رئاســة الأركان الإيرانيــ­ة، الثلاثاء، عن أنها نقلت تجربتها العســكرية في مجــال التكنولوجي­ا الدفاعية إلى الحوثيين في اليمن.

وقال المتحدث باســمها، أبو الفضل شكارجي، في تصريح للتلفزيون الرســمي، إن بــاده لم تســلّح الحوثيين الذين يقاتلــون ضد الحكومــة اليمينــة والتحالف الــذي تقوده السعودية.

وأضاف: «لم نرسل صواريخ إلى اليمن، نقلنا لهم تجاربنا في مجال الدفاع، وهم باتوا يصنعون الصواريخ والطائرات المسيرة».

وتابع: «شــعب اليمن شــعب مثقف ومتعلم للغاية، على عكــس ما يريد الأعــداء إظهاره، لقد تمكنوا مــن إنتاج أكثر الصواريخ تطوراً والطائرات المســيرة في أقصر وقت، وهم ماهرون ومتقدمون في الحرب الإلكتروني­ة».

ورداً على ســؤال بخصوص الميليشــي­ات الأفغانية التي تقاتــل إلى جانــب النظام الســوري بغية الحصــول على الجنســية الإيرانية أو مقابل المال، قال: «إيران لم تجبر أحداً من أفغانستان على الذهاب إلى سوريا للقتال، ووجودنا في سوريا للاستشارة العسكرية».

ومنذ ســتة أعوام، يشــهد اليمن حرباً عنيفة بين القوات الحكومية ومســلحي جماعة الحوثي، أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنســاني­ة بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مســاعدات، ودفــع الصراع الملايــن إلى حافة المجاعة.

وأدى النزاع المرير إلى مقتل 112 ألفاً، بينهم 12 ألف مدني، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويزيــد من تعقيــدات النــزاع أن له امتــدادات إقليمية، فمنذ مــارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف عربــي بقيادة الجارة الســعودية، عمليات عســكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيــن المدعومين من إيران، والمســيطر­ين على عدة محافظات ذات كثافة ســكانية عاليــة، بينها العاصمة صنعاء.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom