Al-Quds Al-Arabi

عبد الحليم الأشقر... عالم فلسطيني سجن وعانى في سجون أمريكا لسنوات طوال

-

■ واشنطن ـ الأناضول: كشف البروفيسور عبد الحليم الأشقر العالم والناشط الفلسطيني، أنه قضى نحو 15 عاما في السجون الأمريكية، بتهم لا أساس لها في الواقع، مشيرا إلى أن عائلته عانت كثيرا خلال تلك الفترة.

وأشاد الأشــقر، وهو مرشح سابق للرئاسة الفلسطينية عام 2005 بتركيا وشعبها ورئيســها لأنها الدولة الوحيدة التي تستطيع حمايته من إسرائيل التي تلاحقه.

وفي مقابلة، قال العالم والناشط الفلسطيني، إنه سُجن في الولايــات المتحدة لفترة طويلة بتهمــة «دعم حماس.» وأضاف أنــه بدأ عمله مديــرا للعلاقات العامــة بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1985 مشيراً إلى أن إسرائيل تبذل ما في وســعها لإغلاق الجامعة، وذلك لأنها تعتبرها «مؤسسة تخضع لحركة حماس». وحصل علــى منحة فولبرايت في الولايات المتحدة عام 1989.

وتابع: «إســرائيل رفضت ســفري في البداية بزعم أني ناشــط هنا، ويمكن أن أذهب إلى أمريكا، وأجلب لهم المزيد من المشــاكل والمتاعب، وفي النهاية اضطروا للســماح لي بالســفر ولكن لم يتركوني ولم يتوقفــوا عن إثارة المتاعب لي.» وأوضح الأشــقر أن الإدارة الإســرائي­لية كانت على اتصال مــع الجامعة في الولايات المتحدة وشــكلت ضغطا عليّ. ولفــت إلى أنه تلقــى العديد مــن «التحذيرات» في

أوقات كثيرة بدءًا من الأستاذ المشرف على رسالته العلمية وحتى عميد الكلية. وذكر البروفيسور الفلسطيني أنه أنهى أطروحته للدكتوراه في سبع سنوات بعد أن كان من المقرر له إنهاؤها في أربع سنوات فقط بسبب هذه الضغوط. وقال إنه حصل علــى درجة الدكتوراه ولقــب دكتور من جامعة المسيســبي عام 1997. الأشقر أشار إلى أنه بعد سنوات من هذا تلقى مكالمــات هاتفية من مكتب التحقيقــا­ت الفدرالي

FBI() يطلــب «مني الإدلاء بمعلومات عن أشــخاص كنت أعرفهم فيما ســبق في فلســطين.» وأوضح: «قالوا لي إنه في حالة وشــايتي بأصدقائي فلن أواجــه أي متاعب هنا، وعرضوا علــيّ الحصول على الجنســية والكثير من المال، ولكني لــم أبع يوما أصدقائي أو أقربائــي، ولم ولن أخنهم يومــا، فلم يكن هناك مــا يدينهم أو يجعلهــم مذنبين، وقد رُفعت دعوى ضدي عام 1998 بتهمة دعم ومســاندة حركة حماس، ولكني رفضت المثول أمام المحكمة.»

وقال إنه حُكم عليه بالسجن لرفضة المثول أمام المحكمة. واستطرد «بدأت إضرابا عن الطعام في فبراير/ شباط عام 1998 ونقلوني إلى مستشــفى الســجن بعدها بأحد عشر يوما، وأخبروني أنهم سيســاعدون­ني حــال غيرت رأيي، وواصلت الإضراب عن الطعام، واستمر إضرابي طيلة ستة أشهر تقريبا، وأظن أن هذا أطول إضراب عن الطعام يحدث

في الولايات المتحدة الأمريكية».

وأوضــح أن الولايــات المتحدة أعلنت حمــاس «منظمة إرهابية» عام 1995 ومع هذا فإن الأحداث التي ســبقت هذا التاريخ تم استخدامها في الحكم عليه بتهمة «دعم ومساندة منظمــة إرهابية». وأضاف: «أنا لســت عضــوا في حركة حماس، ولكني ناشط أؤمن بالقضية الفلسطينية فحسب، وأخبرت السلطات الأمريكية بهذا الأمر منذ اليوم الأول».

وذكر أنــه بدأ العمل عضوا في هيئة التدريس في جامعة هوارد عــام 2000 ولكن الجامعة لم ترغــب في التجديد له بعد 3 ســنوات وهي مدة عقده، ومن هنا بدأت تبرز مشكلة التأشيرة والإقامة.

وقال الأشــقر إن إســرائيل أرادت ســجنه ومعاقبته، لذا تقدم بطلــب للولايات المتحدة للحصــول على اللجوء السياســي إليها. وفي عام 2003 واجه التهمة نفســها مرة أخرى وزُج به في السجن لرفضه المثول أمام المحكمة.

وتابــع «مكثت في الســجن لمدة شــهرين، وخلال هذه الفترة أضربت عن الطعام مرة أخرى. ولم أندم أبدا على هذا الفعل، فهذا أمر صغير إلى جانب ما يقدمه الفلسطينيو­ن في ســبيل قضيتهم». وأضاف أن الســلطات طلبت منه سحب طلب اللجوء السياســي، ومغادرة الولايات المتحدة خلال شهرين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom