هنية يعلن عن اجتماع لحماس لمناقشة التفاهمات ووفد فتح يلتقي الرئيس عباس فور العودة لرام الله

من المقرر أن يصار إلــى تحديد موعد اجتمــاع جديد وقريب للأمنــاء العامين للفصائل الفلســطينية، برئاسة الرئيس محمــود عباس، لإقــرار نقــاط التفاهم التي جرى التوصــل إليها بعد مباحثات إيجابيــة جــرت بــن وفدين مــن فتح وحمــاس، والخاصة بإنهاء الانقســام، لتضمينها كنقاط أساســية فــي الرؤية الوطنية لاســتعادة الوحدة، في الوقت الذي شــرع فيه وفد فتح بجولة لاطلاع المســؤولين القطريــن والمصريين على تطورات الملف.

وحتــى اللحظة لم يجــر الاتفاق على موعد محدد لاجتماع الأمناء وهو اجتماع ســيكون على غرار الاجتماع الأول الذي عقد ما بين رام اللــه وبيروت عبر الربط التلفزيونــي. وتجرى اتصــالات حالية لتحديــد الموعد، علــى أن يخصص هذه المرة لإقرار آليات العمــل واللجان التي اتفق على تشــكيلها في الاجتماع الأول. ويتوقــع أن يكون هــذا الاجتماع قريبا، من أجــل أولا اعتمــاد تشــكيلة القيادة العليا للمقاومة الشعبية، وتشكيل لجنة المصالحة التي ســيناط بهــا وضع رؤية لإنهاء الخلاف تتضمن بالأساس ما جرى التوافق عليه بــن حركتي فتح وحماس في اسطنبول أول من أمس الخميس.

وفي السياق شــرع وفد فتح برئاسة اللــواء جبريل الرجوب، بجولة تشــمل كلا مــن قطر ومصر، حيــث التقى بوزير خارجيــة قطر الشــيخ محمد بــن عبد الرحمن آل ثاني، وأطلعــه على النتائج التي جرى التوصل إليها، بشأن المصالحة فــي اســطنبول. وأكد وزيــر الخارجية القطري، خلال الاجتماع، على دعم بلاده الكامل لتحقيق المصالحة الوطنية.

وحســب الترتيبات المقــررة فإن وفد فتح ســيزور العاصمة المصرية القاهرة، بعد الدوحة، وسيلتقي هناك بمسؤولين مصريين مشــرفين على ملــف المصالحة الفلســطينية الداخلية، وذلــك في إطار تحشيد الدعم للموقف الفلسطيني.

وسيصار بعد ذلك، إلى الترتيب لعقد اجتماع الأمنــاء العامين للفصائل، وذلك بعد عــودة الوفد إلى الضفــة الغربية، واطــاع الرئيــس محمود عبــاس على نتائج المباحثات وما جرى التوصل إليه من نقاط التقاء مع حماس بشأن تطبيق المصالحــة، وخاصة ملــف الانتخابات، التي تعد أساس الحل المقبل، حيث ستقر التفاهمات لتكون أساس الرؤية الوطنية لإنهاء الانقسام، التي ستكلف فيها لجنة المصالحة، وهي لجنة يجري العمل حاليا على اختيار ممثليها لإقرارها واعتمادها في ذلك الاجتماع.

وجديــر بالذكــر أن الرجــوب أعلن فــي مقابــات تلفزيونية، بعــد انتهاء المباحثات مع حماس التي عقدت في مقر القنصلية الفلسطينية في اسطنبول، أنه تم التوافق مــع قيادة حماس على إجراء الانتخابات الفلسطينية متتابعة، مجلس تشريعي، تليها الانتخابات الرئاسية، ثم انتخابات المجلــس الوطني، لافتا إلى أن الانتخابات ستكون على أساس التمثيل النسبي، ووفق تدرج مترابط لا يتجاوز الـ6 أشهر.

من جهته قال إســماعيل هنية، رئيس حمــاس، إن قيادة الحركة ســوف تعقد اجتماعــا خاصــا بشــأن التفاهمات مع حركة فتح، مشــددًا على أن التفاهم يأتي لتمهيــد الطريــق أمام الحــوار الوطني الشــامل، وقال في تصريح صحافي "إن الحوار الوطني الشــامل يشــكل الإطار الجامع لمخرجات الحوار ومآلاته النهائية في الملفــات المركزية، والتي ســتعرض للاعتمــاد فــي اجتماع الأمنــاء العامين للفصائل"، مؤكدا أن حماس تولي أهمية كبيرة لمسار الحوار الوطني.

وأكد أن حماس أولــت تحقيق الوحدة الوطنيــة اهتمامــا اســتثنائيا، خاصــة وأن القاعدة السياســية للحــوار الجاري انطلقــت من الموقــف الفلســطيني الموحد برفــض "صفقــة القــرن" وخطــة الضم ومســار التطبيــع، وســبل مواجهة هذه التحديــات الخطيــرة ميدانيا وسياســيا فــي إطار بنــاء جبهة فلســطينية موحدة تتصــدى للتهديدات الاســتراتيجية التي تحيط بقضيتنا الفلســطينية، وتستهدف ركائزهــا الأساســية المتمثلة فــي القدس والأرض واللاجئين. وأشار إلى أن "التفاهم الإيجابي" الذي أنجز في تركيا "مستند في محاوره الأساسية لاتفاقيات القاهرة التي وقعت في مدد ســابقة، وخاصــة الاتفاق الشامل 2011 ."

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية قد رحب بـ "الأجواء الإيجابية" بين فتح وحمــاس، وأعلن اســتعداد الحكومة توفير كل متطلبات إنجاح تلك الانتخابات، باعتبارهــا "بوابــة لتجديــد الحيــاة الديمقراطيــة، وتصليــب جــدار الوحدة الوطنية".