بعد الاختلاف حول إيران: الاتحاد الأوروبي يبتعد عن سياسة واشنطن في قضية فنزويلا
بدأ الاتحاد الأوروبي يأخذ مسافة من الولايات المتحدة في مســألة فنزويلا بعدما فتح مفاوضات مــع الرئيس نيكولا مــادورو حــول الانتخابات التشريعية المقبلة.
وكانت جريدة «آ بي سي» الإسبانية قد نشرت منذ أيام خبر إرســال المفوضية الأوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية والدفاع، بعثة إلى العاصمة كاراكاس لبحث موضوع الانتخابات التشريعية التي ستشــهدها فنزويلا خلال ديســمبر/كانون الأول المقبل. واشــترطت البعثــة الأوروبية على الرئيس نيكــولاس مادورو تأجيــل الانتخابات ســتة أشــهر مقابل إرســال الاتحــاد الأوروبي مراقبين، مؤكدين أنه في حال ثبت وجود شروط ديمقراطيــة، وضمان لحريــة التصويــت، فإن الاتحاد سيقبل بالانتخابات.
وشكل الخبر مفاجأة حقيقية لواشنطن، سواء في البيت الأبيــض أو وزارة الخارجية، إذ تتبنى الإدارة الأمريكية استراتيجية متطرفة تتجلى في الامتناع عن الحوار مــع الرئيس مادورو والدفاع عن الرئيس المؤقت خــوان غوايدو، وهو رئيس الجمعية الوطنية الــذي دعمته الولايات المتحدة
والاتحاد الأوروبي منذ ســنة ونصف. واعتبرت كاري فلبيتي، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، الأربعاء الماضي، أن الموقف الأوروبي كان خاطئاً، واعتبــرت أن الرئيس الشــرعي وبالتالي المعني بالمسألة هو خوان غوايدو. في الوقت ذاته، طلب إليوت أبرامز، المبعــوث الأمريكي الخاص بملف فنزويلا وإيران، من الاتحــاد الأوروبي الإحجام عن دعم انتخابات ســتكون بـ«مثابة مسرحية» حسب وصفه.
وكان الاتحــاد الأوروبــي يســاير الولايات المتحدة فــي ملف فنزويــا، ولكنه بــدأ يتراجع تدريجيــاً عن سياســة المقاطعة لنظــام مادورو رغم اعترافه بخوان غوايدو رئيســاً مؤقتاً. وكان عدد مــن خبراء الاتحــاد الأوروبي قــد اعتبروا أن مســايرة واشــنطن فــي هــذا الملف ليســت الاستراتيجية الأسلم.
وبعد بدء التراجع عن دعــم الولايات المتحدة فــي الملــف الإيرانــي من خــال عــدم الامتثال للعقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، بدأ الاتحاد الأوروبي يرســم سياسة جديدة مستقلة عــن البيــت الأبيض في ملــف فنزويــا. وتأكد الاتحاد الأوروبي من صعوبة تغيير نظام مادورو من جهة، وعدم الســقوط في تناقضات من خلال التعامل مع أنظمة ديكتاتورية في الشرق الأوسط ومعارضة فنزويلا من جهة أخرى.