Al-Quds Al-Arabi

رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية: الهدف هو السلام الدائم والتفاوض قد يطول

مقتل مسؤول أمني بارز برصاص مسلحين مجهولي الانتماء

- كابول ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

قال رئيــس المجلــس الأعلــى للمصالحــة الوطنية الأفغانية، عبد الله عبد الله، إن المفاوضات التاريخية بين الحكومة وحركة طالبان تســتهدف التوصل إلى «سلام دائم» لكنها يمكن أن «تستمر لفترة طويلة».

وتشــهد العاصمة القطرية الدوحة، منذ 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، مفاوضات ســام تاريخية بين الطرفين، بدعم من الولايات المتحدة، في مسعى لإنهاء 42 عاماً من النزاعات المسلحة منذ انقلاب عسكري في البلد الآسيوي، عام 1978 ثم غزو سوفييتي بين عامي 1979 و1989.

وأضاف عبد اللــه، في حوار مع وكالــة «الأناضول» التركية، أنهم يســعون إلى تحقيق «نتائج إيجابية» في المفاوضات، لكن لا يمكن إنهاء الحرب المستمرة منذ عقود في غضون أيام.

وتابــع: «توجد أمور عديدة يجب التباحث بشــأنها، والمفاوضات يمكن أن تستمر لفترة طويلة؛ بسبب وجود اختلافات في وجهات النظر بين وفدي الطرفين.. قد تظهر مشــكلات أثناء المفاوضات، ويمكــن حلها خطوة خطوة عبر الحوار».

وتعاني أفغانســتا­ن من حرب، منذ أكتوبر/ تشــرين الأول 2001 حــن أطــاح تحالف عســكري دولي تقوده واشــنطن بحكم طالبــان، لارتباطهــ­ا آنــذاك بتنظيم «القاعدة» الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، في الولايات المتحدة. ووقعت طالبان وواشنطن، بالدوحة في 29 فبراير/ شــباط الماضــي، اتفاقاً تاريخياً لانســحاب أمريكي تدريجي مــن أفغانســتا­ن، وتبادل للأسرى.

وقال عبد الله إن هدفهم هو تأســيس «السلام الدائم» في البلاد، عبر اتفاق بين الطرفين لضمان مستقبل للشعب الأفغاني يسوده السلام والهدوء. وشدد على أنه لا يمكن تحقيــق كل مطالب الحكومة في المفاوضــا­ت أو قبول كل طلبات طالبــان، ويجب التباحث فــي كل الموضوعات، والوصول إلى حل يرضي الطرفــن. وأردف: «هدفنا هو الحصول على نتائج إيجابية من المفاوضات، وســنبذل كل ما فــي وســعنا لتحقيق ذلــك، فعــدم التوصل إلى نتائج إيجابية ســيكون خبراً سيئاً لشعب أفغانستان». وأوضح أن الطرفين سيطرحان كافة المواضيع على طاولة المفاوضــا­ت، وأن الوفدين لديهمــا الصلاحيات لاتخاذ القرار.

وأشــار إلى أن طالبــان زادت من هجماتهــا منذ بدء المفاوضات، وكان يجب تغيير منــاخ الحرب مع انطلاق المفاوضات. وشــدد على ضرورة تقليل العنف وتطبيق وقف دائم لإطلاق النار. وأضاف أن مكان وتوقيت الجولة الثانية من المفاوضات لم يتحدد بعد، وســيُعلن عنه بعد اتفاق الوفدين عليه، ونتوقع التوصل لحل يرضي جميع الأطراف في نهاية المفاوضات.

وتطرق عبد الله إلى دور تركيا بقوله إنها دولة صديقة لأفغانســت­ان، وعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين توطدت أكثر بعد حصول أفغانســتا­ن على اســتقلاله­ا، وتقف تركيا في صف الشــعب الأفغاني وتؤيد الســام دائمــاً. وتابع: «موقــف تركيا دائمــاً واضح بخصوص تحقيق السلام في أفغانستان. وهي دولة مؤثرة وتلعب دوراً مهماً في موضوع السلام». وأردف: «تركيا قدمت ولا تزال تقدم مســاعدات كبيرة لأفغانســت­ان، وقد ساعدت كثيــراً في ملفــات الأمن وإعــادة الإعمار والمســاعد­ات الإنسانية والتعليم». واستطرد: «كما يقدم وقف المعارف التركي، عبر مدارســه في أفغانســتا­ن، إسهامات كبيرة لنظــام التعليم لدينا. وبالطبع كل هذا بفضل السياســة الخارجيــة التي يتبعها الرئيس، رجــب طيب أردوغان، ولهذا أتقدم إليه بالشكر نيابة عن كل شعب أفغانستان.»

وفي سياق آخر، قتل ســيكاندار خان، رئيس مديرية الأمن الوطنــي الأفغاني، في منطقة كــوه باند في إقليم كابيســا، شمال شــرق أفغانســتا­ن، برصاص مسلحين مجهولــن الليلة الماضيــة، طبقاً لما ذكره متحدث باســم رئيس شرطة الإقليم، شيق شوريش. ونقلت قناة «طلوع نيوز» التلفزيوني­ة الأفغانية، أمس الجمعة، عن المتحدث قوله إن الحــادث وقع بالقرب من منــزل خان في مدينة محمود راقي، عاصمة الإقليم. وتابع المتحدث: «تم اعتقال أربعة أشــخاص مشــتبه بهم وتجري تحقيقــات». ولم يتضح الدافع وراء الهجوم، حسب الشرطة، كما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث.

ويذكر أن عبد الله كان قد صرح، الثلاثاء الماضي، بأن عدداً من سجناء حركة طالبان، الذين تم إطلاق سراحهم مؤخراً من قبل الحكومة الأفغانية قبل محادثات سلام مع الحركة، عادوا إلى ميدان القتال.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom