Al-Quds Al-Arabi

زمن المحنة: ذكريات الشيخ سارية الرفاعي عن الثورة السورية

- ٭ كاتب سوري

كان المرض قد اشــتد على حافظ الأســد في يوم من أيام تســعينيات القرن الماضي، بعــد فترة قصيرة من بدئه فك الحصار عن المدن والحياة العامة في ســوريا، الذي ســبقه عقد تقريبا من قتاله للإسلاميين وغيرهم، وزجه وقتله للآلاف منهم؛ فقد أصيبَ بمرض اللوكيميا في فترة الثمانينيا­ت، وفي هذه الظروف، أخذ الجنرال يبحث عن خليفة له من ســالته، كي يســتمر استقرار العائلة والعشــيرة كمــا كان يردد ويهمــس المقربون منه. بيدَ أن فكرةَ التوريث هذه كانت تتطلب مراســيم وطقوسا وشهودا من الأعيان المحليين، التي وإن لم تعد تقلَق الأسدَ أمنيا وسياسيا، بعد سنوات من التوحش، إلا أن وجودها كان ضروريا لأي عملية انتقال سلس.

في هذه الأثناء، ســيقرر الأب الانفتــاحَ على بعض الأوســاط الســنية في الحواضر الكبيرة مثل، دمشق وحلب، وســيلعب بعض رجال الدين الســنة والتجار دورا في هذا التقارب، إذ أخذوا يتوســطون في حلحلة بعض الملفات الاقتصادية، وأيضا في التوســط لعودة بعــض الذين هربوا خــال فترة الثمانينيا­ت بســبب مــا قيل عن ميولهــم أو تأييدهم للمطالب الإســامية. وكان من بين من جرى التوســط لهم آنذاك الشــيخان أســامة وســارية الرفاعي، نجلا الشــيخ الراحل عبد الكريم الرفاعي، ففي خضــم الصراعات والعنف، أجبرَ هذان الشــابان في عام 1981 على الهــرب إلى المملكة العربية الســعودية، ورغم عدم وضوح أســباب هذا الفرار، لكن مجــردَ هروبهما، أخذ يعني وجودَ اتهامات لهما بالتأثر بمطالب الإســاميي­ن آنــذاك، وهو تأثر قد يبــدو محتملا في تلك الفترة على صعيد شــباب كانوا ينتمــون لجماعة زيد وغيرها مــن الجماعات. إذ يذكر عالــم الإســاميا­ت رضوان الســيد، أنه خــال فترة الستينيات والسبعينيا­ت، استطاع الإخوان المسلمون بطروحاتهم، أن يؤثروا في أوساط الإسلام التقليدي، وسواء كان الشيخان قد تأثرا في فترة ما بهذه الرؤية أم لا، ســتثمر الوساطات الدمشــقية، وسيتمكنان من العودة لدمشق في عام 1993.

كانــت جماعة زيد فــي تلك الفترة، قد مــرّت بحالة من الجمود في ظل إقامة شــيوخها فــي المنفى، ما أدى لخسارتها لبعض المواقع في دمشق، مثل المالكي والمزة، ولذلك مثلــت عودة الشــيخين فرصة لإعــادة إحياء دورها من جديد، وفي غضون فترة قصيرة، سيتمكنان من لعب دور واســع في الأوســاط المحلية الدمشقية، وبالأخص داخل أوســاط الطبقة الوسطى التجارية، كما أخذ كثيرون من أبناء الكفتارية والشيوخ الآخرين يحضرون دروس الشــيخ أسامة في مسجد «الرفاعي» في حي كفرسوســة وســط المدينة، أو دروس الشيخ سارية في مسجد زيد بن ثابت في منطقة باب سريجة. كان الشــيخان قد قررا بعد العودة، السير على خطى والدهما في تدريــس الدين، كان الشــيخ الراحل عبد الكريم الرفاعــي، قد أدركَ، وفقا لتحليل توماس بيريه، أن المعاهدَ الدينية لم تكن قادرة على اســتقطاب طلاب المدارس الحديثة، كمــا كان يأمل في أن يتحولَ الجامع إلى جامعة، وألا يقتصــرَ دوره على الصلوات اليومية، ولذلك أخذ هو وأبناؤه من بعــده، يعملونَ على جذب الطلاب إلى الجامع، من خلال بعض الدروس التكميلية للمواد العلمية، كما أدى النمــو المتزايد لمعرفة القراءة والكتابة في القرن العشــرين، إلى زيــادة عدد الذين يطمحونَ إلــى أن يصبحوا حافظين للقــرآن، وهنا لم يكن الرفاعي يســتجيب فقط لواقــع اجتماعي جديد، بــل أثبتَ أيضا أنــه مرن بدرجة تكفي لكســر جزء من التقليد العلمي، من أجل تســهيل أن يكــونَ الناس من الحافظين، فحتى ذلــك الوقت، تطلــبَ الحصول على مثل هذه الإجازة حفظ عشــر طرائــق مختلفة لقراءة القرآن. وبالنســبة إلــى طالب متحمــس، كانت هذه المســألة تتطلب أربع أو خمس ســنوات مــن التعليم، ولذلك وضعَ الشــيخ الرفاعي الأب نهاية لهذه الحالة، بأن طلبَ من شــيخ القــراء محيي الدين أبو الحســن الكردي )توفي عام 2009( إصدارَ إجازة لأي شــخص حفظَ قراءةَ حفص، وقــد عنى هذا دمج المئات من أبناء الطبقة الوســطى التجاريــة والغنية فــي فضاء هذه الجماعة، وشيئا فشيئا كانت الجماعة تتضخم، وكانت أعمالها الخدمية والإغاثية تتوسع، بالإضافة لذلك بدت الجماعة للكثيرين أكثر اســتقلالا عن النظام. وستدفع هذه العوامــل جميعها النظام إلى إعادة ترتيب خريطة الجماعات الدينية في دمشق، وهذا ما بدا في عام 2002 من خلال زيارة ابن العراب )كمــا كانت تصفه الدوائر الأمريكية( للشيخ أسامة الرفاعي.

وفي عــام 2004، عــادت الأزمة السياســية لتلقي بظلالها من جديد حول ســوريا. كان كولن باول قد زار دمشق، وفي الاجتماع سمعَ الأســد تهديدا مبطنا، كما أن الأوضاعَ الاقتصاديةَ في البلاد لم تكن على ما يرام،

ولذلك سيسمح النظام لجماعــة زيــد بالمضي قدمــا فــي مشــاريعها الخيرية )عبر مشــروع حفــظ النعمة( بينما لم تكــن شــبكات العلماء التقليديــ­ة مثل، كفتارو قــادرة علــى أداء هذا المهام بالفعالية الكافية، وســيتيح هذا الوضع للشــيخين لعــب دور واســع من خلال اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشــق، الذي ترأســه الشــيخ ســارية، كما ســتتمكن جماعــة زيد في فتــرة قصيــرة من التأثير والنشــاط في أوساط أوســع، بيد أن فتــرةَ الهــدوء هذه لن تســتمرَ طويلا؛ فبعد ســنوات قصيرة، سيزور الأسد باريــس، وفي طريق عودته ســيطالب، بعد أن شــعر بالاســترخ­اء الدولي، بكبح دور هذه الجماعة وبعض المعاهد الدينية.

كان ذلــك في عام 2008 مع ذلك ســيبقى للشــيخين دور ومكانة في دمشــق ولدى المســؤولي­ن، ومع اندلاع الربيع السوري، ســتتحول مساجدهما إلى إحدى بؤر الاحتجاج الأساســية داخل العاصمة، وعلى الرغم من مغادرتهما البلادَ بعد قرابة ســنة تقريبــا على اندلاع المظاهرات، يبقى لوجودهما وخطبهما في بداية الحراك رمزية كبيرة ومجالا أيضا للنقــاش حول دور العلماء في الثورة الســورية، ولذلك طالبَ كثيرون الشيخين بالكتابة عن المحنة التي عاشــوها خلال هذه الســنة؛ وبعد تأجيل لهذا المشــروع، ســيقرر الشــيخ سارية الرفاعي، وهو على فراش المرض، كتابةَ فصول من تلك الأيام، لتصدر الأســبوع الفائت بعنــوان «مذكرات في زمن الثورة» مكتبة الأسرة العربية.

الشيخ الإصلاحي جامع زيد بن ثابت

مع انطــاق الثورة، كانت «الحريقة» قد اشــتعلت، وكان كثيــر من تجار هذا الســوق قد اعتــادوا التبرعَ للمؤسســات الخيرية التي تديرهــا جماعة زيد. وبعد انتقال الاحتجاجات إلى درعا أخذنا نسمع في كل يوم، كما يذكر الشــيخ ســارية، عن ســقوط قتلى وجرحى فــي مظاهرة، ولذلك ســيخطب الشــيخ فــي الجمعة خطبــة بعنوان «جريمــة القتل» ليحذرَ فيها الشــباب من الخــروج، يومها ســيقول «إنها مؤامــرة للقضاء على أمثالكم، وإنها مؤامرة لتقســيم البلاد، فحذار من استغلال غيرتكم بنداءاتكم وصيحاتكم» وما سيذكره أيضا: «إن كانت المظاهرات ســتتحول من ســلمية إلى مسلحة، فأقول: إن مظاهراتكم حرام حرام حرام».

بعد هذه الخطبة ســيقوم النظــام باختزال الخطبة ووضعها على الشريط الإخباري تحت عنوان )الشيخ سارية: المظاهرات حرام حرام حرام(. في اليوم التالي، يذكر الشــيخ سارية: «تكلمت مع المســؤول الأمني في القصــر الجمهوري، وقلت إنكم تكذبون على لســاني، فقال لــه: أيرضيك أن تبــث الخطبة بكاملهــا؟ وفعلا

بثوها في المســاء بأكملها». ومما يذكره أن دورَ المشــايخ الذيــن آثــروا الــكلامَ على الصمت في هــذه الفترة، لم يكن يهدف لتهييج المشــاعر وإثــارة الجماهيــر، بل كان الغــرض مــن ذلــك القيام بواجــب الأمــر بالمعــروف والنهي عن المنكر، وفي مكان آخر يقول: «كانت خطب أخي الشيخ أسامة تقول: بأننا ما كنا نريد فــي خطبنا إثارة أو تهييجا، وإنمــا أردنا النصحَ للحاكم والمحكــوم، وهذا هو واجب العلمــاء»؛ ولعل في هذا الكلام مــا يذكرنا بقراءة جواد قرشــي لخطب علماء دمشــق في الفتــرة الأولى مــن الثورة، إذ يبين قرشــي أنه على الرغــم من أن خطبَ الرفاعي بدت متناقضة مع دروس وخطب البوطي، من خلال إلقاء اللوم على الحكومة والأسد، وكل من هم في موضع المســؤولي­ة، وهذا ما كان يعني الوقوفَ مسافة بعيدة عن الموالاة، لكن ذلك لم يعن تبنيا صريحا لموقف المعارضة، فالرفاعي ومن خلال خطبه، حاولَ لعبَ دور الوســيط الأخلاقي بين الحكومة والمتظاهري­ن، وتقديم دليل إرشادي ديني للمتظاهرين، وليس تنصيب نفسه قائــدا أيديولوجيا لهم، وهذا ما لــم يفهمه النظام، ولا قوى المعارضة التي حاولــت إضفاءَ صبغة ثورية على خطب هؤلاء العلماء.

وما يذكره الشــيخ ســارية عن هذه الفترة أيضا أن بشار الأســد أرســلَ له طلبا للقاء خاص به وبالشيخ أســامة، وعند اللقاء أعلمــاه بأن شــريحة المتدينين أصبحت مســتهدفة في وظائف الدولة، فقد أحيلت ألف ومئتا امرأة من التعليم بســبب حجابهن ونقابهن، كما طالباه بتخصيص مكان للصــاة في المراكز التجارية، وكان ردّ بشــار الأســد أنه سيصدر مراســيم بإعادة المدرسات المنقبات والاعتراف بالمعاهد الشرعية. وهنا نجد الشــيخين وهما يدافعان عــن مصالح قطاع معين )المتدينين( الذين يشــكلون الخزانَ البشــري لجماعة العلماء في المدينة، وبدا بشــار الأســد وكأنه متفهم لما قاله الشــيخان، لذلك طلب منهمــا مقابلةَ وجهاء درعا «لما لكما من مكانة في قلــوب أهل درعا لمعرفة مطالبهم، ووعدهم بتنفيذها».

في اليوم التالي، سينطلق الشيخ بسيارته إلى درعا المحاصرة، يومها ســيطلب منه الحاضرون 14 عشــر مطلبا: منها تغيير المحافظ، والســماح بحفر آبار بدون أتاوات، وبعد عودتــه رفعَ قائمةَ المطالــب إلى القصر الجمهــوري، وجاء الرد، كما يذكر، بعد يومين من خلال قتل 41 شابا في مدينة الصنمين «ما جعلني أقسم يمينا أن لا أزوره بعــد الآن، ولا ألتقي بأحد من ضباط الأمن» رغم هذا اليمين، سيبقى الشــيخ يحاول نصحَ حاشية الأسد آصف شــوكت وهشام اختيار، ويؤكد الشيخ أن في حواراتــه مع هؤلاء الأشــخاص كان يلمس أحيانا الرغبةَ في مزيد من الحوار للوصول إلى اتفاق.

ويخصص الشيخ ســارية أوراقا عديدة من ذاكرته للحديــث عن الشــيخ البوطي، ومما يذكــره أنه قبيل الثــورة كان البوطي لا يطيق أن يســمعَ باســم المفتي العــام، ويتكلم في حقــه كلاما يكاد يخرجــه من الملة، وكان يبدي امتعاضا من تجاهل النظام له ولمطالبه، كما كان يعبر عن حزنه وألمه من مسلسل «ما ملكت أيمانكم» والــذي كان بتوجيه مــن الدولة عمومــا )ومن آصف شــوكت بالأخص(. إذ كان بطل المسلسل )أبو توفيق( وهي كنية الشيخ الدكتور، وكان المسلسل يضع صورةَ جامع الإيمان الذي يدرس فيه الشــيخ، فكان فيه الغمز واللمز بالشــيخ الدكتور البوطي، وبالداعيات اللاتي يدعمن الشــيخَ في عملهن. كما يذكر أن البوطي كان قد اعتادَ على لقــاء دوري يحضره مع عدد من العلماء في منزل الشــيخ أسامة، للتشــاور في الأمور العامة. وقد اســتمر اللقاء الدوري ما يقرب من سنتين، لكن عندما بدأت الثورة اعتذرَ البوطي عن الحضور، لأنه «ســمعَ بأن الشيخ سارية ملاحق.»

وفي تفســيره لمواقف البوطي من النظام والثورة، يؤكد الشيخ سارية أن الدكتور البوطي كان طيبَ القلب يصدق كل ما يســمع من الرئيس، أو من ضباط الأمن، وأنه كان يعتقد بوجود مؤامــرة كونية تريد النيلَ من استقرارنا وأمننا، مع ذلك فهو لم يؤيد قتلَ المتظاهرين، بدليــل الفتوى التي أطلقها بعد أن ســأله جندي )ربما الحادثة من مخيال البوطي( قائــا: تأتيني الأوامر أن أطلقَ الرصاصَ على المتظاهرين، فهل أقتل؟ قال الشيخ: إياك أن تقتل، وقد ذكرت هذا من قبل.

ومن الحــوادث التي لا يأتي الشــيخ علــى ذكرها في هذه المذكــرات، ما عرف بأحداث ليلــة القدر، التي تعرضَ فيها الشــيخ أســامة للضرب، وكانت سببا في توقفهم عن الخطابة. يومها هتفَ المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام داخل مســجد الرفاعي، وفي الصباح الباكر اقتحموا المسجدَ وقتلَ أحد المصلين وجرحَ الشيخ أســامة، حينها ظن الكثيرون أن دمشــق ســتتنفض عن بكــرة أبيها، لكن ردةَ الفعل جــاءت على غير ذلك، بعدها تشــجعَ النظام وقررَ منعَ الشيخين من الخطابة. يومها ســيكتب أحد تلاميذ الرفاعي «يا شيخ أسامة... أهل دمشــق خانوك؟» في إشارة لخوف أهل دمشق من مناصرته، بيدَ أن الشيخَ سارية هنا يشيد بأهل دمشق وبكرمهم )وبالأخص تجارهم( ولهفتهم لإغاثة الفقراء والمظلومين.

يوميات الهجرة

بعد واقعة ليلة القدر، ســيجد الشيخ نفسه حبيس بيتــه، لا خطبــة ولا تواصــل ولا نشــاط، فضلا عن تهديــدات مبطنة بالقتــل، ولذلك ســيقرر الرحيلَ إلى القاهرة، المدينة التي عرفها خلال دراســته في الأزهر. وهناك عادَ الشــيخ لفترة من الزمــن يمارس دوره في العمل الخيري، لكن انقلابَ السيســي، سيدفع به، كما بآلاف من السوريين، إلى شــد عصا الترحال من جديد إلى إسطنبول.

وفي تركيا ســيكون للشيخ دور في تأسيس المجلس الإسلامي، كما سيكون له دور فاعل في جمع المساعدات للآلاف من الســوريين، مــع ذلك، ورغــم إدارته لمئات الآلاف مــن الدولارات، لن يتمكن «شــيخ التجار» (كما كان يوصف في دمشــق لقدرته على جمع المساعدات( من تدبير معيشة حياته بشكل يســير، إذ يذكر لنا أنه اضطر إلى ترك حي باشــاك شهير في القسم الأوروبي من مدينة إســطنبول، والانتقال إلى أحد أحياء الطرف الآســيوي، لعدم قدرته على دفــع تكاليف آجار عالية، ويذكر الشيخ أنه كانت تمر أيام وليس في جيبه وجيب أبنائه أكثر من مئــة ليرة تركية )15 دولارا حاليا( وأنه بعد انتقاله، وبســبب هذه الضائقة، قــررَ مع زوجته البالغة من العمر 65 عاما وأحفاده، صناعة وبيع الكبة الشامية )أكلة شامية( لتتطورَ لاحقا هذه الصناعة عبر استهلال مشروع )نفس شــامي(. وعند زيارة صفحة النفس الشامي، أول ما يلاحظه المتصفح صورةَ صحن/ منســف الكبة الكبيرة، الذي اختير كلوغو للمشروع؛ بقي أن نذكــرَ أن هناك جزءا آخر من مذكرات الشــيخ ســتصدر في وقت قريــب بعنوان «ذكريــات ومواقف من حياتي» وهو ما قد يتيح لنــا التعرفَ على محطات من حياة العلماء في ســوريا خلال فترة الأسد، ولعلها تكون فرصة ليقدمَ غيره من العلماء ورجال الدين على الخوض في ذكرياتهم.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom