Al-Quds Al-Arabi

صادرات إيران النفطية تقفز بقوة خلال الشهر الجاري رغم عقوبات أمريكا

-

■ لندن - رويتــرز: أظهرت ثلاثة تقييمات تســتند إلى تتبع ناقلات أن صــادرات النفط الإيرانية ارتفعت بقوة في سبتمبر/أيلول، في تحدٍ سافر للعقوبات الأمريكية، مما يمد شريان حياة للجمهورية الإسلامية واقتصادها المنهار.

وانكمشــت صادرات البلاد منذ انســحبت الولايــات المتحدة من اتفاق نــووي مع إيران وأعادت فــرض عقوبات علــى قطاعي النفط والبنوك بالبلاد في 2018.

لكن بيانات من «تانكر تراكرز» وشــركتين أخريين لتتبــع الناقلات تشــير إلــى ارتفاع الصادرات.

وقــال ســمير مدني، الشــريك المؤســس لـ»تانكر تراكرز» أن «الصادرات ارتفعت كثيرا الآن. سجلنا قرابة 1.5 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفــا­ت منذ بداية الشــهر الجاري» وأضاف «تلك المســتويا­ت لم تُســجل منذ عام ونصف العام».

وتظهر بيانــات «تانكر تراكــرز» أن الكمية الُمصدَّرة في الشــهر الحالي تبلــغ مثلي الكمية المسجلة في الشهر الســابق، وأن نحو 11 في المئة منها من النفط الخفيف جــداً أو ما يُعرف بالمكثفــا­ت، ذات القيمــة الأعلى. ولم يتســن لرويتــرز التحقــق مــن البيانــات على نحو مستقل.وتكشــف بيانات مــن «تانكر تراكرز» التــي تتبع شــحنات ومخزونــات النفط أن قرابة نصــف الصــادرات الإيرانيــ­ة حملتها ســفن أجنبية عبر عمليات نقل من سفينة إلى أخرى، مما يجعل من الصعب تحديد الوجهات النهائية لها.

وسجلت الشركتان الأخريان، اللتان طلبتا عدم نشر اســميهما، زيادة في سبتمبر /أيلول لكن ليس بنفس القدر.

وقالت إحداهما أنها سجلت زيادة بما لا يقل عن 100 ألف برميل يومياً في ســبتمبر/أيلول، وهي كميــة كبيرة مقارنة مــع نقطة منخفضة في مايو/أيار حين انخفضــت صادرات الخام الإيراني إلى ما بين 100 و200 ألف برميل يومياً من 2.7 مليون برميل يومياً في مايو/أيار 2018.

ولم ترد وزارة النفط الإيرانية على طلب من رويترز للتعقيب على مستوى الصادرات.

ودافع وزير النفط بيجان زنغنه الأســبوع الماضي عن جهوده لتعزيز صادرات الخام على الرغم من العقوبات الأمريكية، وقال أنه يجري التلاعب بوثائق النفط لإخفاء منشأ الشحنات الإيرانية.ونقل الموقع الإلكتروني لشركة النفط الوطنية الإيرانية قــول زنغنه في البرلمان «ما نصدره لا يحمل اســم إيــران. الوثائق تتغير مرارا وتكرارا، وكذلك المواصفات.»

وتسهل بيانات الأقمار الصناعية المهمة، لكن تتبع الناقلات علم وفن فــي آن واحد، وعادة ما تختلف التقديرات بشــأن كمية النفط الذي تصــدره أي دولة. وتتعقد التقييمات بســبب تعديلات على جــداول الناقــات وتغييرات أسبوعية.

ومنــذ أعــادت الولايــات المتحــدة فرض عقوبات على إيــران، توقفت طهران عن تقديم بيانــات الإنتاج إلى منظمة البلــدان المصدرة

للنفط «أوبــك» مما يجعل مــن الصعب تقييم إنتاجها.وتقــول مصادر في قطــاع النفط «ن الناقــات التي تحمــل الخــام الإيراني تغلق أحيانا إشــارة نظام «إيه.آي.إس» وهو نظام تتبع آلي تســتخدمه الســفن، قبــل أن تعيد تشــغيله في مرحلــة لاحقة مــن رحلتها، مما يجعل تتبعها أمراً صعبــاً. وامتنعت إيران عن التعليق عن الأمر.وتفيــد «رفينيتيف أيكون» للبيانات الاقتصادية التي تظهر أن الصادرات الإيرانية من النفط الخام والمكثفات بلغت نحو 383 ألــف برميل يومياً في أغســطس/آب إلى وجهات مــن بينها الصين وتركيــا والإمارات، بعدم تصدير خام ومكثفات منذ بداية سبتمبر/ أيلول.

وفي ظــل تقليــص العقوبــات للمبيعات، تخزن إيــران النفط غير الُمباع على متن ناقلات في البحر. وبينما ترتفع المخزونات البرية، فإن كمية المخزونات العائمــة انخفضت في 2020، مما يشــير إلى أن إيران عثرت على مستهلكين نهائيين لبعض النفط.

وتكشــف بيانات منفصلة قدمتهــا «أويل. إكــس» و»كيبلــر» لتتبع الشــحنات النفطية أن حجم المخزونات العائمــة تراجع بنحو 20 مليون برميل، بيد أن كل من الشركتين وضعت تقديرا مختلفا للإجمالي.

وقال أليكس بوث، رئيس أبحاث الســوق لدى «كيبلر» أن «المخزونــا­ت العائمة تتراجع إذ تفرغ المزيد من السفن في الصين، أحيانا بعد أكثر من بضعة أشهر من تحميلها».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom