Al-Quds Al-Arabi

بييلسا... مُعلم الفلاسفة وكشاف

-

عــلــى عــكــس جُــــل الـقـصـص المـتـعـار­ف عليها فـي الأرجنتين وأمريكا الجنوبية، لم يكن بييلسا، ذاك الطفل الفقير، الــذي يحلم باحتراف كرة القدم والسفر إلى أوروبا، لانتشال أسرته من تحت خط الفقر، إذ أنه من عائلة كبيرة فـي روزاريــــ­و، عاصمة مقاطعة سانتا، خرج منها شقيقه رافائيل، سفير الأرجنتين في تشيلي ووزير الخارجية الأسبق، ووالدته كتبت الجزء الأكبر من القانون الإداري، وكذا شقيقته ماريا إيقوينيا تعمل في الحكومة كمهندسة، ووالـده كان محاميا، وهؤلاء يمثلون فرعا واحــدا، لعائلة تملك ما يكفي من المــال والسلطة بكل أنواعها، إلا صاحبنا، الذي نحى حياة الرغد والرخاء جانبا، ليشبع رغبته في ركـل الساحرة المستديرة، وفي

مدرب ليفربول كلوب )يمين( ومدرب السيتي غوارديولا أبرز المرشحين للقب الأخير، اكتفى بفترة وجيزة مع فريق نيولز أولد بويز، ثم خاض تجربتين للنسيان في دوري القسم الثاني، ليتوقف عن اللعب بعمر 25 عاما، بعد فشله في تنفيذ أفكاره وحماسه الزائد في مركزه المفضل في قلب الدفاع، ليبدأ في تحقيق حلم جده، الذي ورث عنه عدداً لا بأس به من المجلدات والفيديوها­ت المصورة عن أصول لعبته المفضلة، وفي الوقت ذاته، كان يشغل وقته في مشروعه البسيط مع زميله، وهو «كشك» مجلات وجرائد، كان

يوزعها على المنازل بنفسه، غير أنه كان يعرف أنه سيصبح مدربا، وبـفـضـل عــاقــات أخـيـه حصل على وظيفة لتدريب فريق الرجال بجامعة بوينس آيــرس، ووقتها قـاده للتعادل مع الفريق الثاني لبوكا جونيورز.

مع انتهاء تجربته الجامعية، قـاده القدر للعودة إلى روزاريــو، وتحديدا لناديه السابق نيولز،

بعد تكليفه بإعادة تطوير قطاع الشباب، ومع ظهور بصمته على فرق الشباب، التي عـادت آنذاك إلـى منصات التتويج، عُـن على رأس قطاع الناشئين، وكما تقول الكاتبة الأرجنتيني­ة مارسيلا مورا أراغو، كانت تلك بدايته الحقيقية، حيث ظهر هوسه وولعه باكتشاف المـــواهـ­ــب الخـــــام، وخـــوفـــ­ا من الطيران، كان يقطع آلاف الأميال في سيارته الفيات ،167 برفقة زميله خورخي غريفا، لطرق أبواب عائلة مـن أحــبــوه، بغض النظر عن الوقت، كما فعلها مع واحد من أبــرز اكتشافاته ماوريسيو بوتشيتينو، بالذهاب إلى بيته في الساعة الثانية صباحا، بتوصية من صاحب مطعم محلي، ليطلب من الأم التوقيع مع طفلها البالغ 12 عاما آنذاك، والأغرب من ذلك، أنها رحبت بالفكرة، ومشكلتها الوحيدة أن البوش كـان نائما، فقال لها بييلسا «لست بحاجة للتحدث معه، أنــا بحاجة فقط لـرؤيـة سـاقـيـه»، ليصبح فـي ما بعد، أحد ركائزه الأساسية في الفريق الـذي تـوج بلقب الـدوري الأرجنتيني مـرتـن، وفــي نفس الــفــتــ­رة، اكــتــشــ­ف الأســـطــ­ـورة والـــهـــ­داف الـتـاريـخ­ـي السابق للمنتخب الأرجنتيني غابرييل عمر باتيستوتا، بينما أغــرب موقف يتذكره اكتشافه ومساعده السابق ريـكـاردو لـونـاري، حين اسـتـغـل تجـمـع الـاعـبـن زفــاف اللاعــب داريو فرانكو، ليأخذهم إلى غـــرفة في الفــنـــد­ق، لأجــل مشـــاهدة المبـــارا­ة الأخــيــر­ة لخصمهم الآخر.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom