Al-Quds Al-Arabi

الأردن في معادلة الإقليم «الأمنية» فقط

-

تسأل عمان المنامة عن ما لديها من معطيات أو معلومات ولا أجوبة رسمية خارج سياق التعليمات السعودية.

يتم ابلاغ عمان مبكرا من أبو ظبي بقرب توقيع الاتفاقية لكن في الأثناء يتم اغفال التفاصيل على أساس الفارق بين الابلاغ الجاف والتنسيق مع شريك.

وتسأل السفارة الأمريكية أردنيون في مواقع القرار عن حقيقة موقفهم وأسباب العدمية في الاتصال مع اليمين الإسرائيلي فيأتي الجواب بنصوص منفلتة غير محكمة تدلل مرة على ارتباك مفترض أو على عدم وجود سيناريو ناضج. وبصيغة تؤشر مجددا على ما يحذر منه الفاعوري منذ سنوات كما يبلغ «القدس العربي» حيث أزمة أدوات مستعصية ولاعبون أقل مهارة يقودون الملفات وتنقصهم الأهلية للتفاوض الحقيقي من أجل مصلحة المؤسسة. وحيث أدوات أقرب إلى الانحياز المراهق وتفاوض من منطلق الضعف وليس القوة.

الأجوبة قليلة والأدلة تتزايد على ان المحظور الأساسي في إبقاء الأوروبيين والأمريكيي­ن والمصريين والإماراتي­ن عمان على علم بما يجري بين الحين والآخر هو الانطباع بان المطلوب من الأردن فقط معادلة أمنية في سياق ترتيب المشهد الإقليمي. ذلك دور قديم وراســخ لكنه لم يكن الورقة الرابحة في مسالتي الإقليم والدور دوما، فالأردن بقي طوال عقود لاعبا أساسيا وتجاهله غير ممكن في التفاصيل وتوفير مساحات من التواصل المباشر بين أبو ظبي والرياض وتل أبيب والمنامة والقاهرة شكل جديد في سياق المسألة الأردنية والقضية الفلسطينية لم يسبق لعمان ان اختبرته لان الاتصالات مع الإسرائيلي­ين في الماضي كانت تتم سرا وبعلم الأردن وبترتيبه أحيانا. لكنها تتم الآن على الأسطح وبــدون مشاركة الأردن بالتفاصيل وبدون الحاجة لدوره، الأمر الذي يشكل مهمة معقدة في حسابات المصالح الأردنية، لأن الدور السياسي مطلوب والمشاركة في الطهي والانضاج معتاد والبقاء في معادلة الجغرافيا الأمنية فقط حمال أوجـه مرهق وقد يورط الأردن حكومة وشعبا لاحقا بسيناريوها­ت ومشاريع سياسية لها علاقة بتصفية القضية الفلسطينية وبدون فوائد تذكر أو مكاسب حقيقية.

ثمة «أثمان» في القضية الفلسطينية لا يستطيع الأردن دفعها، وثمة كلف يمكن المساومة على بعضها.

لكن دوما وأبدا البقاء في دائرة صناعة الحدث يختلف في النتائج وبحجم المكاسب عن تلقي الحدث وما حذر منه مرارا وتكرارا وأعاده وزير البلاط الأسبق والخبير الدكتور مروان المعشر هو التأشير على ان «دورك إذا لم ترسمه وطنيا سيرسمه الآخرون ويحاولون فرضه عليك.»

الأهـم في ملاحظة نخبة من السياسيين الخبراء ان افلات التفاصيل في تمتين المشهد الداخلي الأردني يقدم خدمة مجانية وتلقائية وطوعية لكل طرف يبتغي بقاء عمان ودورها في السياق الأمني فقط، تستطيع «القدس العربي» هنا ان تضمن بأن هذا الهاجس يربك ويخيف الجميع في الأردن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom