Al-Quds Al-Arabi

الرجوب: نحن في المحطة الأخيرة من ترسيم المستقبل الفلسطيني وماضون لانتخابات ديمقراطية بتوافق الفصائل

- الدوحة - «القدس العربي» من سليمان حاج إبراهيم:

يســتكمل وفد حركة فتح بقيادة أمين ســرها اللواء جبريل الرجــوب في القاهرة سلســلة لقاءات المشــاورة مع مختلف الأطــراف، لتعزيز المصالحة الفلســطين­ية بعــد زيارته التي وصفهــا بالناجحة للعاصمــة القطرية الدوحــة، ضمن جولة إقليمية اجتمع فيها مع قيادات حماس.

وأكد أن الأطراف بلغت المحطة الأخيرة والمفصلية لترســيم المستقبل الفلسطيني، من خلال بناء شراكة لكل مكونات النظام الفلسطيني. وكشف في مقابلة خاصة مع «القدس العربي»، في ختام زيارته للدوحة، عن توافق فتحاوي حمســاوي، يستند على حوار داخل الأطــر القيادية للحركتين، وحــوار مع بقية الفصائل الفلسطينية. وانتقد الأطراف التي تسعى للتشويش على المصالحة الفلسطينية، التي تمضي قدماً نحو ترسيمها.

ورداً على ســؤال «القدس العربي» عن النقطة التي وصلوا إليها فيما يتعلق بترسيم المصالحة، أجاب الرجوب أنهم اليوم في المحطة الأخيرة والمفصلية لترســيم المستقبل الفلسطيني، من خلال بناء شــراكة لكل مكونات النظام الفلســطين­ي، وهي العملية التي ســتتمخض عنها انتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي، تؤسس لمخرجات تستند على أسس واضحة. وأشار إلى أن الرهان المقبل سيكون على أرضية صلبة، أساسها شعب واحد، مــع هوية نظام سياســي واضح وموحــد، يقوم على تعددية تمثل الجميع، بشــكل ديمقراطي، من خلال انتخابات، حرة ونزيهة.

وكشــف أمين ســر فتح، أنه خلال الأيام المقبلة ســتوضع اللمســات الأخيرة لهذه الاســترات­يجية، التي تأتي في محطة مفصلية، تمر بها القضية الفلسطينية. وشدد على وجود توافق فتحاوي حمســاوي، يســتند على حوار داخل الأطر القيادية للحركتين، وحوار مع بقية الفصائل الفلسطينية.

وأعلن أنه مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول، سينطلق مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلســطين­ية، وســتعرض من خلاله الأســس والمعايير، التي تقود إلى تنظيم كل شيء على معايير

وأســس عملية. وقال ســيتمخض عن المرحلة المقبلة مجلس تشريعي، والرئاسة، ومجلس وطني. وأضاف أن ما يتم حالياً يقوم على إرادة فلسطينية خالصة، بعيداً عن الوسطاء، هذا ما يساعد وفق تأكيده في تبديد كل العقبات.

وقال الرجــوب ذهبنا إلــى تركيا وعقدنــا اجتماعاتنا في القنصلية، ثم قصدنا قطر، والتقينا مع قيادات حماس. وأضاف أن المحطة المقبلة ســتكون القاهرة، حيث يلتقي المســؤولو­ن لمناقشة تفاصيل النقاش الحالي، ومنها ينتقل إلى الأردن.

وكشــف أمين ســر حركة فتح أن جولته فــي قطر تضمنت لقــاءات مع نظرائه في حماس، وأضاف اجتمعنا في بيت خالد مشــعل )القيادي ورئيس المكتب السياســي الأســبق لحركة المقاومة الإســامية(، وتناقشــنا تفاصيل المســار. كما اجتمع وفد حركة فتح مع الشــيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري. وقال الرجوب ســمعنا من الوزير القطري رسالته وهو يشجع ويحبذ ويؤكد علــى أن الطريق الوحيد لمواجهة المؤامــرة التي تحدق بنا هو الوحدة. وشدد أنه سمع من القطريين تأكيد التزامهم بالمبادرة العربية، وبحل الصراع الفلســطين­ي الإسرائيلي، على أساس الدولتين. ونوه المسؤول الفلسطيني بالموقف القطري، مضيفاً: «ما سمعناه منهم أمر جيد.»

وحــول زياراته إلى القاهرة وعَمّان، شــدد على أن القيادة الفلســطين­ية تحمل معها الرســالة نفســها والصيغة نفسها، وقال: «نحن لســنا جزءاً من التجاذبات الموجودة في الإقليم، وســنتصدى لأي خروج عــن الإجماع العربي، ومتمســكون بالإجماع العربي وبالمبادرة العربية. وشــدد أمين ســر حركة فتــح، أن المعركة الفلســطين­ية مع الاحتلال. وقــال: «تصعيد صدامنا مع الاحتلال أكيد ســيكون له ارتدادات على شــعوبنا العربية لمحاصرة من انهار واستسلم.»

وسألت «القدس العربي» جبريل الرجوب، ما إذا كانت هناك مخاوف وخشــية من مناورات بعض الأطراف التي تسعى إلى عرقلة مســاعي المصالحة الفلســطين­ية، ليؤكد بشكل مباشر وجود تلك الضغــوط. وقال: «هناك جهد أمريكي، إســرائيلي لإفشــال أي وحدة فلســطينية، وهناك أطراف عربية للأسف تتعاطــى مع القضيــة الفلســطين­ية بعيون ومصالــح أمريكا

وإســرائيل )إشــارة إلى الإمارات والبحريــن وداعميهما في المنطقة(. لكنه استطرد إن «إرادتنا أقوى وصمودنا وإصرارنا وعظمة شعبنا ســتهزم هؤلاء، وستنتصر إرادة الحق والعدل الفلســطين­ية».وحول خيار المقاومة ما إذا كان لا يزال مطروحاً في حــال جوبه الموقــف الفلســطين­ي بتعنت، مــن قبل فتح وحمــاس هل هي خيار وارد لديكم، أكــد الرجوب أن «المقاومة بالنســبة إلينا جميعاً خيار اســتراتيج­ي». وأضاف «أنه في هذه المرحلة نرى المقاومة الشــعبية أمــراً وارداً، ولكن التدرج وتغيير قواعد الاشــتباك مع الاحتلال، هي خيــار قائم إلى أن نصل إلى عصيان وطني فلســطيني». وشدد أمين سر فتح على أن الفلسطينيي يســتمدون قوتهم من تاريخهم، ومن الأشقاء المناصرين للقضية.

وكانــت فتح وحمــاس أعلنتا فــي بيان مشــترك أصدرته الحركتان وصلــت «القدس العربي» نســخة منــه، اتفاقهما على «رؤية»، ســتقدم لحوار وطني شامل، بمشــاركة القوى والفصائل الفلسطينية، وذلك في أعقاب سلسلة لقاءات جمعت وفدي الحركتين في مقر القنصلية العامة الفلسطينية في مدينة إسطنبول التركية.

وأوضح البيان أن «الرؤية» التي جرى الاتفاق عليها تعتمد علــى مخرجات مؤتمر الأمناء العامين الــذي انعقد في بيروت ورام الله، مؤخراً، وجاء في البيان: “جرى إنضاج رؤية متفق عليها بين على أن تقدم للحوار الوطني الشامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية”.

وذكــر أن «الإعــان النهائــي والرســمي عــن التوافــق الوطني»،ســيكون في لقاء جديد للأمنــاء العامين للفصائل، ســيعقد تحت رعاية الرئيس الفلســطين­ي محمود عباس، في موعد لا يتجاوز الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وكشفت قيادات فلســطينية أن «المسؤولين في حركتي فتح وحماس مصرون على إنجاز اتفاق خلال فترة قصيرة. ويوجد اتفــاق عام على إصــدار الرئيس الفلســطين­ي محمود عباس مرسوماً رئاسياً بذلك خلال 10 أيام».

ويتطلع الشارعان الفلسطيني والعربي، إلى ترسيم جهود المصالحة الوطنية الفلســطين­ية، لتطويق محاولات استهداف ثوابت القضية الفلسطينية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom