Al-Quds Al-Arabi

أزمة نقص فحص الفيروس تلقي بظلالها على المناطق الفلسطينية ...9 وفيات وأكثر من 600 إصابة جديدة

فتح معبر رفح لعودة ومغادرة العالقين بعد أسابيع من الإغلاق

- غزة – «القدس العربي» :

استمرت أزمة نقص مواد فحص فيروس «كورونا» في المناطق الفلسطينية، في الوقت الذي تواصل فيه تسجيل إصابات ووفيات بأعداد مرتفعة، ما يضع القطاع الصحي أمام أزمة حقيقيــة، في وقت أعيد فيه فتح معبر رفح أمام العالقين في غزة والقادمين من الخارج «اســتثنائي­ا» بعد إغلاق دام نحو شهر ونصف.

وأعلنــت وزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة تســجل 9 حالات وفــاة و620 إصابة جديــدة بفيروس كورونا، و1491 حالة تعافٍ خلال الـ24 ســاعة الأخيرة في جميع محافظات الوطن.

وأشــارت إلــى أن حــالات الوفاة الجديدة ســجلت لمواطنين يبلغان مــن العمر 29 و69 عامــاً من فقوعة في محافظة جنــن، ومواطنين 77 و 80 عامــاً من جوريش ونابلس فــي محافظة نابلس، ومواطن 87 عاماً من رفح، وآخر 93 عاماً مــن خانيونس، إضافة إلــى 3 من مدينة القدس.

وأضافــت الوزيــرة الكيلة في بيــان صحافي، أمس الأحــد، أن نســبة التعافي مــن فيــروس «كورونا» في فلســطين بلغــت 76.7%، فيما بلغت نســبة الإصابات النشــطة 22.6 %، ونســبة الوفيــات 0.7 % من مجمل الإصابــات، ولفتــت إلى وجــود 44 مريضــاً في غرف العناية المكثفــة، بينهم 14 مريضا علــى أجهزة التنفس الاصطناعي.

ولا يزال العجز في أدوات فحــص فيروس «كورونا» قائمــا، وذلــك بعد أن أعلنــت وزارة الصحــة في غزة، أن المختبــر المركزي فقد 50 % من قدرتــه على الفحص وأشــارت إلى أن مختبــر الفحص المركــزي يعمل الآن بالجهاز الأساســي، ووصل إلى مرحلة خطيرة من نقص المــواد المخبرية، وأكــدت أن «انخفاض مســتوى قدرة المختبــر المركزي على فحص فيروس «كورونا» ســيؤثر على جهود التقصي ومتابعة المخالطين وحالات الاشتباه والمسحات العشــوائي­ة داخل المجتمع» وطالبت الصحة الجهات كافة بتــدارك خطورة نفاد المــواد المخبرية في المختبــر المركزي قبــل توقفه تمامًا عــن فحص فيروس «كورونا». وكانت وزارة الصحة في الضفة اشــتكت من قلة مواد الفحص.

وقال المتحدث باســم وزارة الصحة كمال الشــخرة، إن المخزون المتوفر للمسوحات الطبية يكفي لمدة 10 أيام فقط، وأشــار إلى أنه من المتوقع خــال اليوم أو الغد أن يتم الحصول على المسوحات الطبية الجديدة؛ لاستكمال الفحوصات للمواطنين بشــكل أوسع بعد تقليصها لقرب نفــاد المخــزون. وأوضــح أن النقص ســببه إجراءات الاحتلال وتعقيدات حركة التنقل الدولية، مشيرا إلى أن نسبة التزام المواطنين 50 %، بســبب الرقابة والمتابعة من الجهات المختصة.

وطالبت الوزارة من المواطنين الذين تم سحب عينات لهم خلال الأيــام من صباح الأربعاء والخميس والجمعة ولم تظهر نتائجهم على موقع الوزارة، بسبب نقص مواد الفحص، وظهــرت عليهم أعراض كالحرارة، الســعال، وضيق التنفس أن يتوجهوا إلى مراكز سحب العينات كل في محافظته مع الالتزام بإجراءات الســامة والوقاية، حيث ســتقوم الطواقم الطبية الموجــودة في تلك المراكز بتقييم كل حالة وإجراء الفحــص الخاص بـ «كورونا» في حال لزم الأمر، لافتة إلــى أنها تعمل مع جهات محلية ودولية عديدة لتوفير كميات كافية من مواد الفحص.

ومع توالي تسجيل حالات التعافي من الفيروس، كان مدير الطــب الوقائي في وزارة الصحة فــي قطاع غزة، الدكتور مجــدي ضهير، قد أكد أنــه لا توجد أي خطورة من اختــاط مصابين جُدد بفيــروس «كورونا» بمرضى سابقين يتلقون العلاج بالمشافي ومراكز العزل. ولفت في بيان نشرته وزارة الصحة إلى أنه لا خطورة من انتقال العدوى مهما بلغت فترة الإقامة العلاجية لهم للمصابين السابقين، مبيناً أن المتعافين من المرض يكتسبون أجساماً مناعية لمقاومة الفيروس وعدم عودته إليهم لأشهر.

وأشــار إلى أن تصريحــه يأتي رداً على تســاؤلات بعض المرضى المعزولين في مستشــفى غــزة الأوروبي ومراكز العزل الأخرى حول إلحاق مرضى جدد مصابين بالفيروس إلى جانب المرضى الســابقين، مؤكداً أن هذا الإجراء معتاد في علم الوبائيات ولا يشكل خطورة على المصابين، ولفت إلى أن طواقم مستشــفى غزة الأوروبي ومراكــز العــزل الأخــرى تم تدريبها وإعدادهــا جيداً للتعامل مع المرضى وطبيعة إصاباتهم والســيطرة على الحالة الوبائية في المستشفى، ودعا المرضى والمواطنين للتحلي بالصبر وتجنب المخاوف، إلى جانب دعم جهود الكوادر الصحيــة والحكومية التي تعمــل عن كثب في محاربة الوباء والسيطرة عليه.

إلى ذلك أبقت الجهات الرســمية على إجراءات العمل

بخطة الطــوارئ، وذلك بعد إدخال تســهيلات جديدة اشتملت على فتح أبواب المؤسســات الحكومية المغلقة منذ أكثر من شــهر، وفــق دوام جزئي لتقــديم الخدمة للمواطنــن، تخضــع لإجــراءات الســامة والوقاية، وشرعت العديد من المؤسســات الحكومية في استقبال جهــور المراجعين بهــدف الحصــول علــى العديد من الخدمــات الحكومية التــي تخض أعمالهم. واســتمر العمل بقرار حظــر التجول في بعــض المناطق المصنفة حمراء، وتخفيفها في المناطق الأخرى، شريطة الالتزام بإجراءات الوقاية، فيما لا تــزال إجراءات منع التحرك بين جميع المحافظــا­ت والمناطق الخاضعة لقرار تخفيف إجراءات حظر التجوال بعد الســاعة 8:00 مساء وحتى الساعة 7:00 صباحاً، حيث جرى إقرار تشديد إجراءات الحظر في مناطق جديدة كانت تصنف بالصفراء.

وأبقــت وزارة الداخليــة على حالة الطــوارئ التي تشمل نشــر المزيد من قواتها الأمنية في المناطق المغلقة، وبين المحافظات، حيث لا يزال الحظــر قائما في مناطق تقع شــمال القطاع وفي شــرق مدينة غزة، وأحد احياء مدينة خانيونس. وطالبــت المواطنين بالتقيد والالتزام بإجراءات الوقاية والســامة، والحد من الحركة وعدم الخروج إلا للضرورة.

وفي المناطق المصنفة صفراء، إلزام المواطنين باتخاذ الإجــراءا­ت الوقائية كافة خلال الســاعات المســموح التحرك فيها، وفــي مقدمتها ارتــداء الكمامة والتباعد الجســدي، مع حظر خــروج الأطفال دون ســن الـ 16 والُمسنين من 60 عاماً فما فوق حفاظاً على سلامتهم.

وأكدت الداخلية أن اســتمرار الإغلاق الكامل لشاطئ البحر أمــام المصطافين فــي جميع المحافظــا­ت، وكذلك إغلاق شــارع البحر الرئيس الذي يربط بين محافظات غزة، فيمــا لا تزل الداخلية تفصــل أيضا بعص المناطق وتقطعها إلى مربعات، لضبط عملية حظر التجول فيها.

إلى ذلك فتــح معبر رفح أبوابه أمس لســفر عدد من العالقين من القطــاع، فيما وصل عدد آخر كبير قادما من مصر وعدد من الدول العربية والأجنبية، وهم مواطنون تقطعت بهم الســبل منــذ بداية الجائحــة، حيث كانت إجراءات العودة تقتصر فقط على الموجودين في مصر.

وبموجب الخطة الموضوعة للعائدين، سيتم وضعهم في مراكز الحجر الصحي، لأيام، تجرى خلالها فحوصات «كورونا» للتأكد من خلوهم من الفيروس، حيث سينقل غير المصابين لمنازلهم بعد ذلك، فيما ســيحول من تثبت إصابته إلى مراكز العزل الصحي.

وقامت الطواقم الطبية والشــرطية في غزة بتسهيل مهمة الدفعة الأولى مــن المغادرين، من خلال إخضاعهم لفحص الفيروس، كشــرط لاســتقبال­هم فــي الجانب المصري، وكذلك ترتيب ســفرهم وفق جــداول محددة، ونقلهم عبر حافلات من الجانب الفلسطيني إلى المصري.

وذكــرت هيئــة المعابر أن الســفر ســيكون لـ 1500 مســافر، مقسّــمين على ثلاثة أيام هي الأحــد والاثنين، والثلاثاء، بواقع 500 مســافر كل يوم، وذكرت أنّه سيتمّ إبلاغ كل مســافر بموعد ومكان إجراء الفحص من خلال رسالة نصية عبر الهاتف.

وقال مستشــار وزيــر الخارجية أحمــد الديك، إنه ســيتم )اعتبارا من أمس الأحد( إجلاء الأعداد المتبقية من العالقين من ســكان غزة، مشــيرا إلى أكثر العالقين من المواطنين المتواجدين في تركيا بمجموع حوالي 350 عالقا، مؤكــدا أن حملة «عودة الأحباب» مســتمرة ولا يمكــن أن تكتمل إلا بعودة أبناء غزة. وأوضح «أن العدد الذي ســيتم إجلاؤه إلى قطاع غزة مــن 1000 إلى 1500 عالــق، فيما يتوزع العالقون المتبقــون في الخارج على السعودية، والسودان، والجزائر، وماليزيا.

وأعلن المتحدث باسم الصحة الدكتور أشرف القدرة عن قرارهم اعتماد بروتوكول حجر العائدين عبر معبر رفح لمدة أســبوع واحد، وفي اليوم الخامس يتم إجراء المسح المخبري للمستضافين.

الى ذلك لا تزال «مباحــث كورونا» تواصل جولاتها الدوريــة في محافظــات ومناطق قطاع غــزة؛ لمتابعة التــزام المواطنين والمحال، والمنشــآت، والمؤسســا­ت في القطاعــات كافة، بإجــراءات الســامة المفروضة حفاظاً على سلامة أبناء شــعبنا من الإصابة بفيروس «كورونا».

وأبقت الجهــات المختصة في الضفــة الغربية، على إغــاق العديد من المؤسســات الحكوميــة والمدارس، التي اكتشفت فيها مؤخرا إصابات بالفيروس، من أجل إتاحة الفرصــة لفرق الطب الوقائــي التحرك والعمل لمحاصرة المرض.

وأعلنــت وزارة الخارجيــة، عدم تســجيل وفيات أو اصابــات جديدة في صفــوف جالياتنا حول العالم بفيــروس «كورونــا» ليبقى عدد حــالات الوفاة 256، وعدد الإصابات 6110.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom